


ماذا تُراني أكتبُ في صفحاتِ الثَّنَاء
وفي قرآنٍ بلغَ الآفاقَ خالقِي.. أَمْلى
مدحَ المادحون ونَظَمَ فطاحِلُ الشعرَاء
ولبثت المعاني عِقَامٌ والحروفُ خَجْلَى
تتسابقُ العِباراتُ لوصفِ.....السَّنَا
فتتساقطُ على أطرافِ اللسانِ... قَتْلَى
باحتِ الأقلامُ بآلافِ القصائدِ العَصْمَاء
فما بلغت قوافيها أسرارَ آيِ الأعْلَى

يا رسولي... يا هَدْيِِي.. ..يا إمامَ الأنبياء
في الملكوتِ صلى عليكَ اللهُ يا خيرَ الأبرارِ
لَنَا عندكَ رجاءٌ بالشفاعةِ ولِسُنَّتِكَ... وَلَاء
وقلوبٌ عَطْشَى لغيثِ الهُدَى....... المِدرارِ
يتيمٌ مُباركٌ كنتَ في قومكَ مَضْرَبُ الأُمَنَاء
وما لبثَ أن سَرَى نورُكَ في سائِرِ الأمْصَارِ
كوكبُ الهديِ من الظلالِ ونجدةُ ..البُؤَسَاء
وبُشْرَى لعبيدِ القومِِ صَارُوا......... أحْرَارِ
أَصْبَحَتِ الأفئدةُ يائسة وقد..... أَزِفَ البَلَاء
وأَمْسَتْ وقد ارتوَتْ ......واطمأنَّتِ السَّرَائِرِِ
ألم يقل قومكَ "أنكَ ساحرٌ بل.. أبلغُ الشعراء" ؟
"فقلتَ " بل أنا رسولُ البارِئِِ أَرْفَعُكُمْ عنِ الأقذارِ"
هنيئًا لمنِ اتخذَ سُنتكَ.................. لِوَاء
وقبضت عليها النَّوَاجِذُ.............. بإصرَارِ

أضاءَ "حِراءٌ" والبِشْرُ انْبَعَثَ.. صَدَاه
"اقرأ" ترددت بين السماءِ.. والثَّرَى
وانحَسَرَ الظلامُ مُجْترََّا....... دُجَاه
وانبثقَ النورُ والليلُ الطويلُ انبرَى
وبعد أن بلغَ الظَّلَالُ.......... مَدَاه
سهمُ النورِ كإشراقةِ الشمسِِ سَرَى

فِداكَ حبيبُ الرحمن من حاقدٍ بَغَاك
بأوصافٍ اهتزت لها القُلُوبُ.. أسَى
بِفِرْيَةِ الرَّسْمِِ وشنَآنُ القولِ... رَمَاك
وما يُضِيرُ البدر إذا الجِرذُ.... رَمَى
تَبَّ شانِئُكَ بالسِّبابِ.......... ناداك
وهل تَهُزُّ البَحْرَ ........حُثالةُ الثَّرى
تَبقَى مَهيبَ المقامِ........في عَلياك
ودُونَكَ الأقزامُ لا يَجِدُونَ...... صَدَى
لكَ أهلي ونَسْلِي...... بل روحي فِداك
وشوقٌ بموعِدٍ ولِقاءٍ في الوِجدانِ سَرَى

تعليق