::
::
السلام عليكم
حَلَّ الظلام و اكتست الدنيا بثيابٍ سوداء حالكة ,وراحت العواصفُ تهيج كالمجنونة تقتلع ما تبقى من أشجارِ هذه الأرض...
كانَ النعاسُ قد تسللَ إلى جفونِ الكثيرين حتى تَغلَّبَ عليهم و نالَ منهم,و استسلموا للنومِ تحت أغطيةٍ يقنعونَ أنفسهم أنَّها تقيهم البردَ القارص...
في أعماقهم يرددون: إنَّنا سنشعرُ بالدفء المنبعثِ من الحبِ المزيف و العطاءِ الشحيح و من لمسة حنانٍ و نظرة أمانٍ مصطنعة تظللهم تحتَ أجنحتها المتهالكة ...
لقد نامَ الجميعُ ,لكن عينا صلاح الدين لم تنم,غَلبت النومَ و لذَّته,غلبت الظلام و حلكته.
كانت عيناه تّشُعُ كبركانٍ غاضب.
و أنَّى له بالنوم و ترانيم أشباحِ الموت تُغزَف على أوتار الحياة القاسية,تُرفرف أمامَ ناظريه ,تنادي روحَه الطاهرة ...
أيقن أنَّ الدفء الذي ينعمُ به حسب رؤيتهم ما هو إلَّا مجرد كذبةٍ من مسلسلاتِ الكذب التي حفظها عن ظهرِ قلب منذ نعومة أظفاره ...
عندها بدأ البردُ يتغلغلُ في أوصالِه,بدأ الألمُ يسيرُ في جسده,بدأ السمُ يسري في عروقه..
نهضَ يمضي مُسرعًا في خطواته ... يرسمُ لوحةَ الأملِ و يلوّنُ الحياةَ كما يطيب لها أن تكون ... و يزرعُ الياسمين من جديد
و يعيدَ الربيعَ و شمسَه ,و يعيد الحلم إلى أهله ...
و ليرد البسمة الأسيرة إلى الأطفال...
انطلق يغني أنشودة الموت الصارخ ,حتى اختطفته منا إلى عالم سرمدي لا يدركه سوى أمثاله ...
الروابط المفضلة