:
:
كَسوادِ ليلَتِها تَطايَرَ شالُها حَوْلَ وَجهِها
يَمسَحُ لِوَحدِهِ ما تساقَطَ مِنْ دَمْعِها
وَهَبَّتْ نَسماتٌ طيّبَةٌ مِن أرضٍ طَيّبة
تُواسيها ، تُحاكيها ... تُعزّيها
وَتعتَذِر !!
وَطَني
أوَما تَرى ؟
كَمْ تُشبِهُ طِفلي
بَحْرُكَ يُشبِهُ عَيْنَيهِ
وَتِلْكَ الورودُ
كَفَمِهِ الصَّغيرِ
وَكَخَدَّيْهِ
أوما ترى ؟!
لازالَ مِثْلَكَ طاهِراً
بالله عليكِ لا تَقُلْ "قاصِراً"
بَلْ رَجُلٌ يُحاكي جَبَلَ جُرْمُقَ
ويُضاهي أسوارَ عَكّا
رَجُلٌ تَطَيَّبَ رِيحَ يافا وَعِطْرَها
وَتِلْكَ القُرى
حُجُراتٌ في قَلبِهِ الكبيرِ
أوما ترى ؟!
أرْضَعْتُهُ عِشْقَك
وعَلَّمتُهُ حُبَّك
وأسْمَيْتُهُ تَيَمّناً بِخيرِ الورى
وَطَني
اشتقتُ الأمانَ
وجافاني الكَرى
وَطني
أوما ترى ؟!
أوما ترى حالي .. ؟!
لعِشْقي لكَ وَسَّدْتُ أحبابي ذاكَ الثَّرى
وَزَوْجي تَوَسَّدَهُ
فما نَبَتَ مَكانَهُ غيرُ فُروعٍ نَمَتْ كزيتونَةٍ
وأينَعَت كَلَوزَةٍ
وَأزْهَرَت كَبُرْتقالٍ
وَعَامَتْ في بِحارِكَ دُرراً
وَطني
أوما ترى ؟!
أوما تراهُ شَبَّ وأحَبَّ
وأدركَ ما قَدْ حَلَّ
وما تاريخَنا قَدْ أوْحَلَ
وَطني
بَشْرَتُهُ بِلَونِ زَيتِك
شَعْرُهُ بِلَونِ لَيلِك
أصدقاؤهُ ذَرّاتُ رَمْلِك
وَطني
يَراكَ نوراً دائماً
شَمْساً ... لا قَمراً
يُقَبِّلُ تُرابَكَ كُلَّ صباحٍ قَبْلَ أنْ يُقَبِّلَ جَبيني
وَيُحَيّيكَ كُلَّ مساءٍ
قَبْلَ وَبَعْدَ كُلِّ صلاةٍ
أرأيتَ فيْضاً كهذا مِنَ الحنينِ ؟
وَطني أيا وَطني
بالله عليك ألا ترى ؟
سايِرني
وانْظُرْ في عَيْنَيهِ ترى نُجومَ سمائك
وَفي جَيْبِهِ ياسَمينَةٌ بِعِطْرِك
وانظُرْ في إحْدى كَفَّيْهِ تَرى خارِطَةَ ضياعِكَ واسترجاعِك
وَمِصْحَفٌ في كَفِّهِ الأُخرى
وَطني
أخبرني بَعدَ كُلِّ هذا
مَنْ أحَقُّ بابني يا تُرى ؟!
إنَّ مِنَ الأحزانِ لأفْراحٌ لِبَعْضِ القُلوبِ الصّامِدَة
يُسْرٌ في عُسْرٍ لا بَعْدَهُ فَحَسْب !
زغاريدٌ في مَوكِبِ الفراق
ودموعٌ تسيلُ منَ العينِ بينما القَلبُ مُبتَهِجٌ .. بِحرقة
هو كذلك كلُّ شيءٍ في سبيلِ الله
ليسَ لَهُ إلا معنىً واحِداً .. خَيْرٌ يَوْمَ الحِساب
الروابط المفضلة