قد تكون هذه الشجرة هي الوحيدة التي وجدت حظها من الإطراءوالمدح في أدبيات الأدباء والشعراء أكثر من غيرها لفرادتها وغرابتهاوجمالها، فقد تغنّى بها أدباء وشعراء أمثال الدكتور عبدالعزيز المقالحأما الشاعر العربي الكبير سليمان العيسى فقد عبر عن إعجابه بهابقصيدة رائعة بعنوان (تحت أسوار شجرة الغريب) حيث قال في مذكراته:" كنا انا وزوجتي نجلس تحت شجرة الغريب وهي شجرة تاريخيةعجيبة تقع على طريق تعز- الحجرية وقد سميت القصيدة « تحت اسوار شجرة الغريب ».. وهي أجمل ماكتبت في تلك الفترةوتعتبر اجمل قصيدة في ديوان اليمن حتى ان بعض أصدقائي ومنهم الأخ الدكتور حسام الخطيب وهو من الأدباء المعروفين في النقدوالشعر قال لي: هذه سيمفونية عربية وسأحاول ان أترجمها الىالانجليزية- وهو يجيدها كما يجيد العربية - لانها جديرة أن تنقل الى لغة عالمية وقد قلت في تلك القصيدة:
ما أنتِ؟ حارسة للدهر أم خبرُ = يعرى ويورق لا يدرى له عُمُر
ما أنتِ؟ سرُ من الماضي يطوف على = شط الزمان.. بِجلبابيه يأتزر
تغازلين الضحى والليل صامتةً = وحـول جـذعـك يعيـا يـسقـط الـسفـر
ما أنتِ؟ ملحمة غبراءُ آونةً = وتارةً.. يـتـفيّـَا ظلك الـقمـر
بنت الزمان.. سلاماً إنني تِعب = وها مرافئك السمراء تنتظر
آتيك.. يحملني شوقٌ إلى قصصٍ = في هذه الأرض يفنى دونها السمر
يا دوحة الأزل المزروع في بلدي = شعراً وخمراً و أستسقي واعتصر
و أرتمي أبداً ظمآن محترقاً = على التخوم.. فلا كرم ولا ثمر
قالوا: " الغريب " ووجَّهنا ركائبنا = إليكِ.. كان شعاع الشمس يُحتضر
لم تنبسي حين حيَّيناكِ عن شفةٍ = لم الكلامُ؟ يجيد الضجة البشر
ورحت أقرأ في صمت.. وعاصفة = من الحنين.. على جنبيَّ تنفجر
هذي أنا قلت لي شمطاء باقيةٌ = على العصور وعندي اللون والزهر
عندي الفصول كما أختار عاريةً = مكسوة عندي الأحلام والصور
أنا الحياة أنا الأم التي ولدت = تاريخكم يزدهي حولي وينكسر
ألمه فوق جذعي مرةً ألقاً = يسقي الشموس وآناً يخجل البصر
ألفانِ مما عددتم عمر قافيتي = لن يتعب العود في كفي ولا الوتر
أبي هو اليمن التاريخ شاهقة = حولي الذرى وبها أزهو وانتصر
أقاتل العُدم الطاغي بأجنحتي = أُعلِّم الناس كيف اليأس يندحر
ووحدةٌ أنا كالأرض التي ضربت = فيها جذوري فمن حدوا ومن شطروا
خذوا ضفائري الخضراء من عدنٍ = إلى ذرى نُقُم في الروعة انصهروا
هذي أنا تحت أغصاني "ابن ذي يزنٍ" = أناخ يرتاح لما هده السفر
وعبّ منّي "وضاح " قصائده = فالبيد أُنشودةٌ للحبِّ والحضر
الشعر ملء دمي مازلت اسفحه = زهراً وعطراً تساوى الصحو والمطر
توحَّدت في ظلالي كل عابرةٍ = من الرياح تآخى الصفو والكدر
هذه الشجرة المعمرة الشاهقة يقدر عمرها بحوالي
1500 سنةحسب تقدير علماء الطبيعة
وتوجد في بلادي الغاليه في مدينة تعز
الروابط المفضلة