مضيتُ ذاتَ صباحٍ كسيرةَ طرفٍ
عَلى رصيفٍ ممتَلئٍ بماءِ المطَر ..
أحْمل مِظَلّتي الواهنة كـ وهَن الروحْ
سكـونٌ يجتاحُ السمَاء فَلا غَيم..
وبَردٌ قارسٌ يحمـِل تلميحاً
لـ ثلج سيسقط ..
فلا شَيء يدَثِرُ جِسماً آيلاً للمـوتْ..
ولا قطعة معدِنٍ تسدُّ الرمقَ بكسْرة رغيف ..
فقْر وقَحطٌ وقميصٌ ممزَّق
تظهر عليْهِ آثاَر الحَياةِ العَسِرة ..
وَ وجهٌ رُسمتْ عَلى مَلَامِحه قَسَمات الذُبـولْ ,
وأمْضِي ..
|
مَرَّت بِجَانِبي طِفلة تتراقَصُ على
أنْغامِ المطر ..
وترْكُضُ ليلتَصقَ حذاؤُها بالطِين مُلَامِساً أرْضَ البَراءةِ والطُهر .,
وتَجُّر ثَوْبَ أمهـا لتسْمعها أمي مطر .. مطَرْ!
وتقصِدني منْ بعَيدْ
أُنْظرِي لتِلكَ الفتَاةِ الجَالِسة عَلى الرصيفْ ..
مَابها يَا أمي .. ؟
لَا عليِكِ ..مَلابِسُكِ مُتّسِخة .. لنَذهبْ ,
:
و استَرجعْتُ سُويعاتٍ مضت ..
حِينَ كُنتُ ألعبُ بالماءِ والطينِ
لأبْنِيَ جَبَلاً مُصغّراً ثُم تَأتِي عَربةٌ
لتَهْدمَ ما بَنيْت وأعُـودٌ محبَطةً إلى أُمي ,
فتُنشِدنيْ .. صَغِيرتِي مَا بكِ ..
لأنْهَمرَ دمْعاً وشَكوى .
|
وكَذَلكِ هي أَمَانِيِّ ..
وكَذَلكِ هَي الرُّوحْ ..
قَد تَسَربَلتْ أَمَانِيَّ بالأَشْواكِ
واكْتَسَتْ الْرُّوحُ بالرَّمَاد ..
وكَما قَالتِ صَدِيقَتي
الأماني ..
زُهورٌ رقيقة يحدها الشَوكْ !!
وَ حِكايَةُ حُلمْ
انْتَهى.
الروابط المفضلة