كأنفاسي جرداء
في زاوية محشورةٍ تقْطن
عتمة ...
ظُلمة ...
مبغوظةً في لُجّة ذهن
لا تسمعُ صيحات نداء
كنتُ وهو والوحدة
.
.
باتت جدران المنْفى
ألواحاً ترسوا عليها أفكاري
أعمدةً طَولى
كأيامي أقضيها فيها
.
.
في حجرة حلقومي غصّة
انحشرت وبكل قوة
بت لا أبلعُ لقمة
إلا وألم الأملِ ينْزف
فطعام المنْفى مُستنقع فوضى عرِمة
.
.
استجمعتُ ما أحملُ من قوة
واستجممتُ بقصة صبرٍ حازت مني ذكرى
لأرمي أفكاري عُرض الحائط
وأوطنّ نفسي خارج جدران المَلهى
~ لحظةُ فكرٍ ~ خانتني
ورستْ بي في المرفأ مُتأمل
.
.
في زاوية المنفى بيت نمل
خلتهُ جبلاً وأعصف
أن لو درجتُ عليهِ خطوة ...
ولكن ما لبثَ أن [ هُـ دِ مَ ]
فرحل ورحل أملي معه
.
.
في أعلى المنفى فتحة
لا يُرى منها إلا نجمة
خُيّل إليّ أنها دمعى
فواسيتها بأحلام اليقظة
فما بانت إلا وغطتها غيوم
فعلت أناتي الحلقوم
فتعثرت بالغصة ليُعييها الوصول
فرجعتْ خائبةً بوعدٍ ووعود
.
.
دحرجتُ أنظاري على التربة
كانت باردة كأنفاسي
خشنة كأوهامي
سوداء كأفكاري
مُشربة بحقدٍ مسكوب
وعلى طول النظر شُرفة
لمحتُ فيها أطيافاً
أطفالاً ونساءً جثثاً
صقوراً ونسوراً بكماً
عمياً صمّاً
فأثارت مني العجْبى
هممتُ لنهوضٍ ثقيل
ولكنّ عفن الخوف وباءٌ وانتشر
سرق مني كل همّة
وامتص آخر قطرةِ نبضِ امل
فعدتُ بأنظاري حيثُ كنْت أول مرة
.
.
استوحتني فكرة مسروقة
أن أروي الأرض بدمائي المنْزوفة
أنا والوحدة بحضور المنْفى
المنْفى ~ يؤيدني الفكرة
والوحدة ~ تُمسكـُ بخناقي
والشوقُ ~ يُقنعني العُدلى
فتشبثت بحجة [ الكثرة تغلبُ القوة ]
فمزجتُ الأسود بالحمرة
ولوثتُ بالدم التربة
أنفاسي باتت تعبى
وجراحي غدِقت في كل مكان
حلقتُ بأنظاري للأعلى
فإذا النجمة عادت أبهى
تمتمتُ في نفسي قائل
[ ~ أن للأحرار عودة لابد منها ~ ]
فرضختُ للأمر الواقع
وكسرت الندم بلوم أول خطوة
أن لو رميتُ أفكاري بعُرض الحائط
ووثبتُ بعيداً عن مستوطن أوهامي
لسلمتُ من غدْر الجاحد
.
.
ولكن
^
^
.•:*¨`*:•. قد أزفَ الرّحيل .•:*¨`*:•.
ندية الغروب
الروابط المفضلة