أبكي لحال المسلمين بكاءَ
حتى لتحسب أدمعي حمراءَ
أبكي وما اعتدت البكاء وكيف لا
أبكي وقومي أصبحوا أشلاءَ؟
قلبي على قومي يذوب توجعاً
ومنايَ لو ألقاهمو سعداءَ
فطروا على التوحيد يجمع شملَهم
وتشيّعوا يتزايدون عداءَ
أعداؤهم من كل صوبٍ أجلبوا
وعلى ذويهم يجلبون بلاءَ
لا هَمّ للأعداء إلا محوُهم
وفخارهم أن يخدموا الأعداءَ
لم تبقَ من قيمٍ توحد أمتي
أوَما غدونا نعبد الأهواءَ؟!
ولنحن من كانت لنا قيمٌ بها
نهدي العوالمَ عزّة وإباءَ
الدين أصبح للتكسب ملبساً
والحب أمسى بيننا بغضاءَ
كلٌّ يشرِّعُ ما يشاء، وحسبه
أن زاد منه تخمةً وثراءَ
والعدل ما يُرضي الظلومَ وغيَّه
وكما اشتهى الطاغي يرى الإفتاءَ
والعالِمون المخلصون لِما لقوْا
ذُلّوا غداةَ غدوْا بنا علماءَ
والأرذلون تحكموا بمصيرنا
والظالمون نعدهم رحماءَ
هيهات أن تلقى أبياً آمناً
وَيعِزُّ أن تلقى بنا أمناءَ!
لكأن علمَ العالمين سبيلُهم
كي يخدموا ويقدسوا الجهلاءَ!
كم مخلص نادى يريد صلاحهم
وتصامموا لا يسمعون نداءَ!
ما قاله الطاغي غدا قرآنَهم
لا يمنحون لغيره إصغاءَ
في كلِّ آنٍ للعدوّ ولاؤهم
هيهات تلقى للإباءِ ولاءَ!
ولو أنهم بالله يوماً آمنوا
حقاً لعادوا وحدهم عظماءَ
ماذا تراني يا إلهي فاعلاً
ويدي كرجلي أصبحت شلاءَ!
وعلى فمي قيدٌ وبطني جائعٌ
وعلى مدى بصري أحس غطاءَ
وجوارحي لم تبق فيها قدرةٌ
ترجى، وأذني أصبحت صماءَ
لكنْ بقلبي جذوةٌ وعقيدةٌ
تزداد ما اشتد البلاء نقاء
وأحسها في كل قلبٍ مؤمنٍ
أبداً تزيد تحفزاً ومضاءَ
وبسر ما الرحمن سنّ لخلقه
تزداد روحي عزّة ورجاءَ
وبما محمدُ للبرية سنّهُ
سيعمُّ نورُ جهادنا الأرجاءَ
فالنصر بعد الصبر ربك شاءه
والخير فيما ربُّنا قد شاءَ
سيعيد أمتنا لسابق عزّها
ويعيد كلَّ شقائها نعماءَ
ويعز فيها الكون بعد شقائه
ويزيد عيشَ المؤمنين رخاءَ
كم جاء منه النصر بعد تصبُّرٍ
وأزال عنها الضرَّ والبأساءَ؟
------------------------- للشاعر السورى / مصطفى عكرمة -----------------------
الروابط المفضلة