شهر الفرقان
يقول الله تبارك وتعالى :
{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) } القصص
فسبحان من اختار القرآن الكريم من سائر كتبه وخصه بالتفضيل ، واختار من ملائكته المسبحة بقدسه جبريل وخصه بالتنـزيل ، واختار من بني آدم ذرية إسماعيل ، واصطفى من بينهم محمداً صلى الله عليه وسلم خاتماً للأنبياء والمرسلين .
وسبحان من اختار من سائر الشهور شهر رمضان ، واختار من شهر رمضان آخر العشر ، واختار من بينها ليلة القدر ، وأنزل فيها القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان .
فجمع بين شرف الوحي وشرف الزمان ، فأشرف الوحي القرآن وأشرف الزمان رمضان ومنه ليلة القدر .
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة
فالقرآن العظيم فرقان بين الحق والباطل ، بين الحلال والحرام ، بين الهدى والضلال ولما كان كذلك اختار لله له أشرف زمان وهو رمضان وبالتالي فرمضان شهر الفرقان .
وبدر الكبرى لما كانت فرقاناً بين الكفر والإسلام ، بين الشرك والتوحيد قدر الله أن تكون في شهر رمضان لأنه شهر الفرقان .
ألا يجدر بنا أن نجعل شهر رمضان فرقاناً في حياتنا ؟ فرقاناً بين التفريط والمسارعة ، بين المعصية والطاعة ؟
ذنوبك يا مغرور تحصى وتحسبُ ... وتجمعُ في لوحٍ حفـيظٍ وتكتبُ
وقلبك في ســهوٍ ولهوٍ وغفلة ... وأنت على الدنيا حريص معذبُ
تباهي بجمع المال من غير حـله ... وتسعى حثيثاً للمعاصي وتذنبُ
أما تذكرُ الموتَ المفاجيك في غدٍ ... أما أنت من بعد السلامة تعطبُ
الروابط المفضلة