بسم الله الرحمن الرحيم,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
بعد عودة أختي الكبرى من ((أم الدنيا)) مصر..
قمت بكتابة هذه القصة,,
وأرجو إنها تنال إعجابكم,,
"عودةٌ بعد انتظار"
ها نحن ذا ماكثين في المطار منذ أكثر من نصف ساعة.. منتظرين أن نراها من بين المسافرين.. عند بوابة "القادمين" في هذا المطار الكبير وقد تكَدَّس بالناس من جميع الجنسيات..
هذا طفل يترقب والده من بين القادمين.. وهنا امٌّ دمعت عيناها عند رؤية ابنتها.. وقد وقفنا انا واختي ننتظر حتى شعرنا أن أقدامنا لم تعد قادرة على حملنا.. كنا نراقب الوالج والخارج.. تارةً نشعر بنارٍ تكوي قدَمَيْنا من كثرة الوقوف.. وتارة أخرى نشعر أن ظهورنا لم تعد في أجسامنا.. ولكن كله يهون أما رؤيتها.. إنها الكبرى في عائلتنا.. الآن.. أصبحَتْ في كلية الصيدلة وهذه هي زيارتها الثانية لنا من بعد دخولها الجامعة..
ما زلنا في المطار.. وما زلنا نترقب الكبرى التي وثقنا أنها ستكون مميَّزة بين كل القادمين بجلبابها وحجابها الطويل.. والنقاب الذي لا يُظهِر إلا نظارتها التي لم تتغير ملامحها..
كنت متوقعة ان أتأثر في أول لحظة أراها.. إما بالبكاء.. أو الإكتفاء بالدمع تحت النقاب.. وبالطبع كان الخيار الثاني هو الأفضل.. إذ أنني حاولت بكل جهدي ألّا أدمع.. ولكن عندما رأيتها لم أتمالك نفسي.. ولم أتكلم حتى لا يشعروا ببكائي.. فصوتي يظهرني على كل حالاتي.. سواءً كنت أبكي أو أضحك أو حتى أفكر.. نعم.. بذكر التفكير.. فقد كنت غارقة في التفكير قبل ان أراها.. كنت أتخيل كل شيءٍ من المتوقع أن يحدث.. بكاء أمي,, وعناقها لها,, ووقوفي آخر المُسَلِّمين,, وبحثها عن أخَوَيَّ الصغيرين بيننا لتُسَلِّم عليهما.. وبينما أنا في هذه الحالة من التفكير.. إذ بأختي التي تكبرني تنادي بجانبي: "مرام.. مرام.. انظري.. لقد وصلت.. ها هي.." تركتُ كل خيالاتي.. وأسرعت خلفهم لأرى كل ما تخيلتُه على أرض الواقع.. ها هي.. لم تتغير ملامحها.. لم يتغير صوتها.. كنت أشعر حينما تتكلم أنني أنا التي أتحدث.. فنحن متشابهتان تقريباً في كل شيء.. في الصوت.. والملامح سواءً تقاسيم الوجه أو الجسم.. وحتى في الخط.. وطريقة التعامل..
هذه هي أختي الكبرى.. منذ صغري وأنا أتبعها في كل شيء.. كنت أرى أنه لا ذوق يوازي ذوقها.. فإذا اختارت شيئاً فهو أفضل الأشياء.. وعندما أريد أن أختار شيئاً بالتأكيد سأطلب رأيها.. ولكني أدركت أن هذا لن يدوم طويلاً.. حيث أنها ستسافر دائماً.. فبدأت أكتسب منها كل شيء إلى أن أصبحنا تقريباً توأمين في كل شيء والفارق الوحيد بيننا هو السن..
هذه هي أختي..
حَفِظَكِ الله لي..
أتمنى أن يكون ما فاض به قلمي قد حاز على رضاكم,,
الروابط المفضلة