(وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)
الــذَّرَّة
عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني
يرحمه الله
يَقُولُونَ قَوْلاً يَفُوقُ الْعَجَبْ*** ويُذْهِلُ مِنْ دَهْشَةٍ كُلَّ لُبّْ
أَهَمْ يَصْدُقُونَ؟ أهَمْ يَكْذِبُونْ؟*** نَأَى الْعِلْمُ عَنْ تُرَّهَاتِ الْكَذِبْ
يَقْولُونَ : فيِ ذَرَّةِ " الأَيْدْرُوجِين"*** أَخَفِّ الاُّْصُولِ وَأَدْنَى الرُّتَبْ
تَجَمَّعَ آلآفُ آلآفِهَا ***بِمِقْدَارِ مَا رَأسُ شَوْكٍ ثَقَبْ
وَأَنَّ لَهَا مِثْلَ وَضْعِ النَّوَاةْ*** وَحَوْلَ النَّوَاةِ مَدَارٌ عَجَبْ
يَدُورُ بِهِ كُهْرُبٌ سَالِبٌ *** بِأَسْرَعَ مَّمِا تَخِرُّ الشُّهُبْ
كَأُنْمُوذَجٍ دَقَّ مِنْ كَوْكَبٍ*** يَدُورُ عَلَى شَمْسِهِ فيِ دَأَبْ
وَبَينَْ النَّوَاةِ وَكُهْرُوبِهَا *** فَرَاغٌ فَسِيحٌ بِحُكْمِ النِّسَبْ
لَقَدْ أَدْرَكُوهُ وَإِنْ لَمْ يََرَوْهْ *** وَذُو الْعِلْمُ يُقْنِعُهُ مَا حَسَبْ
وَلَمْ تُرَ فيٍ "مجهرٍ" ذَرَّةٌ *** وَلَمْ تُرَ أَعْماَلُهَا عَنْ كَثَبْ
وَلَكِنْ وَعَتْهَا الْعُقُولُ الْكِبَارْ *** وَنَاطَتْ ظَوَاهِرَهَا بِالسَّبَبْ
وَمِنْ فَوْقِ ظَاهِرَةِ "الأَيْدروجينْ"*** ظَوَاهِرُ أُخْرَى كَجَيْشٍ لَجِبْ
تُحَيِّرُ أَفْكَارَ أَهْلِ الْعُلُومْ *** وَتُوقِفُهُمْ عِنْدَ حَدِّ الأدَبْ
فَتَجْعَلُهُمْ يَخْفِضُونَ الرُّؤوُسْ*** وَيَعْتَرِفُونَ بِسُلْطَانِ رَبّْ
وَفيِ غَوْرِ عِالَمِ ذَرَّاتِنَا *** بُحُورٌ مِنْ العِلْمِ لاَ تُقْتَرَبْ
تَكِدُّ الْعُقُولُ وَلا تَنْتَهِي *** وَدُونَ الشَّوَاطِئِ قَامَتْ حُجُبْ
وَخَلْفَ الْحِجَابِ يَدٌ تُرْتَجَى *** تُدَبِّر. تَخْلُقُ غَبْرَ الْحِقَبْ
تُدَغْدِغُ أَسْبَابُها فِكْرَنَا *** لِنُدْرِكَ فَاعِلَهَا الْمُحْتَجِبْ
* * *
أَمَا آنَ لِلنَّاسِ أَنْ يُؤْمِنُوا ؟! *** أَلَيْسَ لَهُمْ فيِ نَعِيمٍ أَرَبْ ؟!
أَمَا مَسَّهُمْ مِنْ وَعِيدِ الإلهْ *** بِقُرْآنِهِ هِلِعٌ أَوْ رَهَبْ ؟!
أَلَمْ تَكْفِهِمْ كُلُّ آيَاتِهِ *** بِهَذَا الْوُجُودِ ؟! فَيَا لِلْعَجَبْ
أَيَمْلِكُ جَاحِدُهُمْ حِينَماَ *** يُحِيطُ الْعَذَابُ بِهِ مِنْ هَرَبْ
* * *
تَبَصَّرْتُ فيِ طَاقَةٍ أُودِعَتْ *** بِذَرَّاتِ هَذَا الْوُجُودِ الْكَبِيرْ
فَأَدْرَكْتُ أَنَّ لَهُ خالِقَاً *** وَأَنَّ إلِيْهِ يَكُونُ الْمَصِيرْ
تَبَارَكْتَ يَا خَالِقَ الْكَائِنَاتِ *** فَإِنَّكَ أَنْتَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرْ
الروابط المفضلة