الثقة بالنفس
الثقة بالنفس هي حجر الاساس للحياة ، أبعده وتتهاوى الحياة
الثقة بالذات هي قاعدة الثقة بالآخرين، ولا أحد يستطيع الثقة بنا إذا لم نثق بأنفسنا ، ففي الثقة بالذات يوجد السبب الذي من أجله يستطيع الآخرون الثقة بنا ، الثقة هي بداية كل شيء . والثقة بالذات تتجاوز بعيدا التركيز على الذات والتمحور حولها ، وهي في النهاية الثقة بالله .
تسع معارف من اجل ثقة لا تتزعزع بالنفس :
المعرفة الاولى :
لكل انسان الحق ، بأن يكون كما هو موجود عليه ، وأنا أيضا ! لأن مرتكز الثقة بالنفس هو أن أعيش حياتي ، وأسير في طريقي ، وأن أكون كما أنا كائن عليه ، إن مغزى الحياة يمكن اختصاره بثلاث كلمات : كن أنت ذاتك .
المعرفة الثانية :
لا يستطيع أحد التعلم دون ارتكاب الخطأ ، بيد أن الأمر الهام هو فقط عدم تكرار الخطأ ، إذن أكون متسامحا وصبورا
إزاء أخطائي الخاصة وأخطاء الناس الآخرين ، إن الأخطاء لا تستطيع أن تزعزع أو تهز ثقتي بنفسي ، هو تحد من أجل التعلم منها ، التعلم يزيد ثقتي بنفسي قوة ، وهكذا تصبح الأخطاء مصدر تزايد أمن ذاتي .
المعرفة الثالثة :
أنا أصنع أفكاري ومشاعري وسلوكي ولست تبعا لأفكار الآخرين ، وتقع مسؤوليتي لدى أفكاري ومشاعري ، أنا لست مسؤولا عن الآخرين ولا أجعل نفسي تبعا لأفكارهم ومشاعرهم ، وهكذا أستطيع دائما أن أكون متمركزا في داخلي ولا يستطيع الآخرون إخراجي من توازني بواسطة أفكارهم ومشاعرهم ، هكذا يعبر أمن الذاات لدي من أجل الآخرين ، في الطمأنينة والهدوء والتمركز والتوازن : إني مثل صخرة ، داخل الامواج المتلاطمة .
المعرفة الرابعة :
لا يستطيع أحد أن يرضي جميع البشر ، وأنا أحاول في كل موقف أن أفعل الصواب والصحيح بالنسبة لي بصورة مستقلة عن الآخرين سواء وافقوا أو رفضوا ، وفي النهاية لا أستطيع إرضاء سوى نفسي وذاتي ، فهل هذا صحيح
بالنسبة للآخرين ؟ إنه يجب عليهم التسوية مع ضميرهم الخاص .
المعرفة الخامسة :
لدي في كل وقت الحق في أن أقول : أنا لا أعرف ذلك ، أو أنا لا أفهم ذلك ، أو كلا لا أرغب في هذا ، الصدق والصراحة إشارة على القوة والوعي بالذات ، وهكذا لا أستهلك أية طاقة دون فائدة ، في الغش وعدم الصدق ، والمحافظة على المواجهة ، إن الثقة بالذات لا تحمل أي قناع ، بل تظهر صادقة أصيلة وعارية .
المعرفة السادسة :
أنا أقرر مصيري بنفسي ، أنا أحمله وأقوده وأنا فقط أستطيع تغييره ، أنا لا أحمل أحدا بعد الآن المسؤولية عن حياتي ، أو عن أوجه حياتي ، لأني فقط عندما أتولى المسؤولية الكاملة عن حياتي ، أمتلك أيضا القوة والسلطة لتحديدها كليا بننفسي واكتشافها في كل وقت من جديد .
المعرفة السابعة
إن مهمة حياتي هي التعرف على مواهبي وطاقاتي وكفاءتي وتطويرها واستخدامها على أفضل وجه ممكن ، هذا هو إرثي الفكري ، وكنزي الداخلي ، وإخراج هذه الطاقة ، وهذا العطاء الرباني نحو الخارج وتحقيقه ، هو طريقي في الحياة ، ومهمتي في الحياة ، والشعور أثناء ذلك بالسرور والسعادة والحظ ، هو مرشد الطريق ، لكي أبقى فوق طريقي ، ولا أسمح لأية أضواء مضللة أن تجذبني إلى المستنقع ، وهكذا أحقق مهمتي في الحياة بثقة لا تهتز بالنفس .
المعرفة الثامنة :
إني أبلغ الأمن والثقة بالنفس عبر تحقيق رؤيتي في الحياة ، وأحلامي وأهدافي بنجاح ، ولا أستطيع السير بسهولة وأمن إلا إذا سرت في طريقي الخاص ، فعلى اليسار واليمين من طريقي يوجد المستنقع ، والخوض في المستنقع مضن ومجهد وسوف أفقد الأرض تحت قدمي ، ولا أستطيع التقدم إلى الأمام ، وأدور في حلقة مفرغة ، وكلما بذلت جهدا داخل المستنقع ، غرقت أكثر وأعمق ، إن طريقي الخاص الضيق هو بمفرده الثابت ، إني أتجاهل الأنوار المضللة ولا ألتفت إليها ، وأترك نفسي تهتدي أخيرا بمنارة رؤيتي في الحياة .
المعرفة التاسعة :
لا أستطيع بلوغ الهدف دون أن أسلك الطريق ! إني أحمل الهدف داخلي ، وهذا الهدف في الحياة داخلي ، هو مثل البوصلة ، التي ترشدني ، والبوصلة مع ذلك ليست في الرأس أو في العقل ، وإنما في القلب وفي الروح ، وعندما أسيرفي طريق القلب ، فإنني عند هدفي في كل وقت ، وفوق طريقي أنا فعلا عند الهدف ، وهكذا يصبح طريق القلب هو الهدف في حد ذاته ، وأنا لست في حاجة للتعرف بدقة على الطريق بكل تفاصيله المؤدية الى هدف الحياة الاكبر ، إن بوصلتي الداخلية ، أي قلبي وروحي ، ترشدني وهي كافية تماما عندما أريد التعرف في كل وقت على الخطوة التالية فقط ، بكل وضوح ، وهكذا أستطيع الركون إلى مغامرة الحياة وأسعد بالمفاجآت غير المتوقعة .
المصدر:
كتاب "اكتشف نفسك من جديد، المؤلف كورت تيبرفاين
الروابط المفضلة