:
:
هذيان !
:
:
،، تخاريف ... ترهات وآلام أرهقتني،،
نبضات ألم ترصع حياتي ...
وتكشفت الأحجبة عن قوم عددتهم اصدقاء ... ليصدمني هيكل الوحش خلف القناع !
وانطلقوا يعيثون قتلا وتشريحا في الطفلة بداخلي
لأصبو مهشمة ... قوتي في قوة ورقات الخريف
يدعونني كي انضم لجماعتهم ... يلقمونني كلمات تلقموها يوم كانوا مثلي
دمعات تغسلني و خناجر تعيد تشكيلي ... وأنا المؤمنة بانه من كان طفلا يوما سيكون في الغد وحشا آثما !
ويأتيني كبيرهم بصوته الرخيم ... ليعلن مراسم الأحتفال ... فألين حيث الأمان في صوته
ثم أري الطقوس الشياطنية تحوطني ... والصوت يزأر كما لم يكن ... والشيخ يصبو ثورا لا يناطحه أحدهم
لثموني بوشاح كما تلثموا ... و طوقوني بحبال تنزح الدماء من تحتها هاربة من جسدي ...
إلي شجرة وصلبوني ... وفي وجهي صرخوا وكلموني ... يلقموني ... قوانين الغابة التي علي وشك أن اكون أحد سكانها ..
وصوت صراخي حبيس حنجرتي ... ليعاد تكوينة ... فوداعا للبسمة ومرحبا لضحكة ترج الأكوان شرا !
وأنين صادر من خلاياي يدعوني للهرب ... ولكن ما من بد حولي !
تركوني !
وكؤوس الخمر تتساكب قطراتها علي الأض الخضراء فتحرقها ... فكيف يا ربي لا تذيب حلوقهم !
ووحوش قد جذبت خواصر النساء حولها تقهقه بما فيها فرحين بانضمام وحش جديد إليهم ... وأخري تقلدت من المال السلاسل وتناهشت في صور البشر المطرودين من الغابة الكبيرة
وتراي أري في آخر الحفلة وحشا يلتهم لحم آدمي من رأسه إلي أخمص قدميه
وطفلتي تصرخ في أذني وهم يجتذبوها بخيط رفيع عبر حلقي
يتنازعون من فيهم سيلقيها في نهر البراءة ... من فيهم سيلونها بالاسود ويدمثها بشرابه .. وهي تصرخ ... تبكي .. تترجاني أن اعيدها إلي صدري كما كانت ... ربما لم تكن تعلم ... فقد كانت ضميري ... هذا الذي كان سينقذها ... ويتردد صداها بداخلي ... ورؤياها تنزع بقايا الرحمة من داخلي ... لأصبح في الحال كما هم ... جديدة في مجتمع الغابة القذرة
وترتفع الكؤوس ... باسم لم اعرفه يوما يهتفون ... وإلي صدري الأنامل يصوبون ... بأنياب ساسها الحشرات يتبسمون .. وقد غدت من الماضي طفلة وسأكون في المستقبل وحشا وصبوت في الحاضر مفقودة الهوية .. في عالم تحكمه عقول عشش فيها الاثم وكللها الفسق ... بالهوادة عشت واليوم بحد السيف سألوذ ...هذه هي القوانين ... بحد السيف ... فلتنج أيها المتبسم من بين أنيابي ... ليس للطيب مكان هنا !
ولكن ...
بينما نحن علي هذا الحال ... والحفل الصاخب يزلزل أكوان الغابة ... كانت تترصد المراسم عيون ضخمة ... حمرة ربما مليء دماء هي لونها ... ربما يخدعني باصراي ولكنه وحش آخر ... محض نفخة انفرجت عنها شفتاه اقتلعت الاشجار البالية التي طوقتنا ... لينتفض قرنائي رعبا ... وتأتينا من وراء ذاك الوحش جيوش ... دقت علي اعناقهم وشوم من نوع خاص ... وشوم زرقاء ... مثلث عكس مثلث ونيران تنهش عشب !... وكبير جلستنا يجثو أرضا ... يركع... ويطأطيء رأسه للآخر ... وعلي دينه يجثو البقية ... وأنا تائهة ... لا اعلم ... ماذا يحدث ... لم اركع ... لم أفهم ... ليشير نحوى ذاك الضخم ... بين يديه يحملني بظفره صاخب ... يتفوه بحديث أجنبي لا افهمه !... وصرخة مني تشق الغابة بحثا عن منقذ ... وطفلتي المغشي عليها تفيق وتأتيني ... تنسل بداخلي وتحيلني الي شكلي الاخر ... وصرخة أخري قبل أن افقد وعيي ... وجيش من بشر جباههم غراء كالملائكة ... وسهام غرست في قلوب أيان وحش ... لحظات وأاني في فراش قرب جدول ... وجدائلي عادت كما كانت ...
لم يتسني لي سؤال .. فإما أنا في عدن أتمرغ ... أو اني احلم ... يأتيني وجه مألوف ... صديق علمني حكمة ... ذكرني ... بالوحش القاسي ... قد جاء وانقذني ... ودموع قد فرت مني ... أنات تتأسف حقا ... معذورة حقا يا صحبي ... معذورة وعذري هو أني ... من دونك أترنح سكرا ... معذورة ... فأعدني .. وأوعدني ... ألا تتركني يوما من دون سند ... معذورة
منقول
الروابط المفضلة