أهدي هذه القصيدة إلى أخي دراز
هذا سؤالك يا غريب
إن كنت تنشد موطنا
فأكمل نواحك في السفر
فالبيد لن تقسو عليك كما البشر
لملم حديثك يا غريب
فلم يعوا شيئا سواك أيا الغريب
لن يذكروك معلما أو هاديا أو مرشدا
أو أي شيء من قبيلك
بينما
ستردد النسوان أنك ساحر
سيردد الأطفال كيف تخيفهم عيناك
حين تشاهد الأقمار في ليل مريض من لياليهم
بأنك شؤمهم
وحذار إن تغدو إيابا بالديار
تصيبها اللعنات منك ومن رياحك
سيردد الجد الهزيل نباحهم
ويقول أنك لن تكون سوى الغريب
ستردد امرأة لعوب قصة عن مضجعك
ستقول إنك زرتها .. ضاجعتها ...
وفقيه مسجدهم سيحكم بالقصاص على جراحك
لملم حديثك يا غريب ولا تعد
نم يا غريب
ودّع بكاءك
كل شيء لاهث
وانس اغترابك
كل شيء ساكت
لا الكون يحتاج
الجراح أو الوجع
ما عادت الثكلى
تولول من فراق
وليدها
ما من أخ تؤلمه
حمية أخته
أو أمه
أو أي شيء يا غريب
علل بكاءك بالألم
لا تذكر اسمك
للعوام من العدم
لا تشترِ لعبا لهم
اليوم تحمل مفرداتك من حبيبات العلم
وانس الأغاني وكل شيء
قد يعلله النغم
##############
أجواء شارعك القديم تساءلت
وتقول لي :
أين الولد
هو تائه بين البلاد مشرد
وشريعة البلد البعيد برودة
لا تسأل الغرباء عن أوطانهم
لم ينتعل منهم حروف الأغنيات
لم يقترف ذنبا سواه
ولم يكن
رمل استوائك
ها هنا
قمر اكتمالك
ها هنا
,
,
فإلامَ ترحل للبلاد مؤذنا
ولمن ستظهر كبريائك يا غريب
ستخور من فرط النواح
ولن يعيرك موطنا
وسينشئون شوارعا باسم الغريب
وسيصنعون ملابسا باسم الغريب
ستظل في أوطانهم
كعلامة استفهام
لن تفسرها البطولة يا غريب
شعر
محمد كارم
17/10/2006
الروابط المفضلة