للآسف وبدون مقدمات خسر الوطن أكثر من65 ألف شاب في سن العمل تم رفضهم قبل أيام من قبل قطاع الدفاع المدني ..
65 ألف قنبلة بشرية ألقى بها الدفاع المدني ستكون سبباَ في إحداث إنفجار هائل يتحمل هذا القطاع بلا شك الجزء الاكبر من المسئولية
الخبراء يؤكدون أن البطالة أشد القابل تاثيراَ وفتكاَ للمجتمع والناس ..
قرأت خبر يتعلق بالوظائف التي اعلنت عنها المديرية العامة للدفاع المدني وكانت على النحو التالي :
أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني عن توفر وظائف ترغب شغلها بحملة شهادة الدبلوم وشهادات الثانوية العامة وما يعادلها وعددها "21 وظيفة" برتبة عريف وعدد "اربعين وظيفة" برتبة جندي أول وعدد "9131وظيفة" برتبة جندي وذلك في التخصصات التالية: "دفاع مدني - فني صيانة آليات - فني اتصالات - فنون مساعدة - فني حاسب آلي - اداري - سائق - فني صيانة منشآت - فني طيران".
إعلنت بعدها الإدارة العامة للتدريب بالدفاع المدني النتائج فكانت على النحو التالي :
أوضح العميد محمد بن عبدالله القرني مدير الإدارة العامة للتدريب بالدفاع المدني بالرياض في حديث لـ «الرياض» أن عدد المتقدمين لوظائف الدفاع المدني في نظامه الجديد "النظام الآلي" تجاوز 68 ألف متقدم تم العمل على اختيار العناصر الأفضل من حيث الشهادات واكتمال الشروط في التخصصات المطلوبة وهي دفاع مدني سائق - وإداري - فني حاسب - فني اتصالات - فني صيانة آليات - فني صيانة منشأة - فني طيران، وتم إعلان القبول المبدئي الأول لـ "3484" متقدم هؤلاء المتقدمين خضعوا لفحص وتدقيق الوثائق الخاصة بهم واتضح عدم صحة بعض المعلومات التي تم مفاضلتهم بموجبها مما كان سبباً في استبعادهم حيث تم استبعاد ما يقارب 50? منهم ذاكراً بأنه لم يجتاز الفحص إلا "1200" متقدم بينما المطلوب للتسجيل "1371"للأساسيين ومثله للاحتياط. المصدر
في صحيفة الرياض تم الإعلان من المديرية العامة للدفاع المدني عن خطة لقبول أكثر من 9131 وظيفة لوظيفة جندي وهو مالم يحدث بعد إعلان النتائج المصدر..
حيث تم قبول 1371 متقدم فقط والبقية في الاحتياط إذا تراجع أحد المقبولين وهذا أمر مستبعد !
من المسئول عن هذه الإزدواجية وهذا التباين في الأعداد ؟؟
من المسئول عن إستبعاد أكثر من 65 ألف شاب سعودي بدون توضيح أي أسباب مقنعة !
يقول الله تعالى :
" هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور " سورة الملك "15" .
إن العمل يمثل ضرورة قصوى أكد عليها الإسلام , والرزق حق مكفول في كافة الشرائع السماوية بالسعي له وتوفير متطلباته للجميع
فلا يخفى على العقلاء ضرورة العمل من الناحية الإقتصادية والإجتماعية والنفسية وليس هنا مجال إستعراض أهمية العمل للإنسان !
البطالة والبحث عن وظيفة تعتبر الأهم الأول لكل شاب لتوفير متطلباته وتكوين حياته , وعند فقد هذا الأمان تحصل سلبيات كثيرة يتضرر منها المجتمع والفرد , فتخرج آثار البطالة لتهدم ركائز أساسية في المجتمعات مثل الامن فتكثر السرقات والجرائم وتعاطي وتهريب المخدرات ...
أثبتت الدراسات كذلك أن للبطالة دور كبير في إزدياد الجرائم التي تتعلق بالإعتداء على النفس مثل القتل والأغتصاب والسطو, وظهرت دراسات أخرى تتحدث عن أثر البطالة السلبي على الصحة النفسية للإنسان فهي السبب الاول للاكتئاب والشعور بالنقص وجلد الذات .
ومما تتسببه البطالة على الصحة النفسية للإنسان :
1- الاكتئاب : تظهر حالة الاكتئاب بنسبة أكبر لدى العاطلين عن العمل مقارنة لولئك ممن يلتزمون أداء أعمال ثابتة ، وتتفاقم حالة الاكتئاب باستمرار وجود حالة البطالة عند الفرد ، مما يؤدي إلى الانعزالية والانسحاب نحو الذات ، وتؤدي حالة الانعزال هذه إلى قيام الفرد العاطل بالبحث عن وسائل بديلة تعينه على الخروج من معايشة واقعه المؤلم وكثيراً ما تتمثل هذه الوسائل في تعاطي المخدرات أو الانتحار .
2- تدني إعتبار الذات : يؤصد العمل لدى الإنسان روابط الانتماء الاجتماعي مما يبعث نوعاً من الإحساس والشعور بالمسؤولية ، ويرتبط هذا الإحساس بسعي الفرد نحو تحقيق ذاته من خلال العمل ، وعلى عكس ذلك فإن البطالة تؤدي بالفرد إلى حالة من العجز والضجر وعدم الرضا مما ينتج عنه حالة من الشعور بتدني الذات وعدم احترامها . " 1 "
يتسآل العقلاء عن أسباب تفشي ظاهرة سرقة السيارات ويتعجبون من كثرتها !!
وتناسى أولئك أن البطالة هي المتسبب الاول في تفشي السرقات بكافة أنوعها .
يقرأ أحدنا عن تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات ويتعجب البعض حينما يقرأ عن ترويج المخدرات ويفتش عن السبب
رغم أن السبب واضح وصريح ألا وهو تفشي البطالة !
طبعا لا توجد إحصائية دقيقة تحصر أعددا العاطلين عن العمل في البلد
لكن لنترك جميع العاطلين ونأخذ الخمسة وستون ألفاَ ممن تقدموا على الدفاع المدني ولم يتم قبولهم
وهم من فئة الشباب مابين العشرين والثلاثين على حسب شروط المديرية العامة للدفاع المدني ..
ولنتخيل معا مقدار البؤس الذي يعتري هولاء من هذا الرفض
وكيف ستكون حياتهم بعدها ؟
65 ألف قنبلة بشرية تهدد نفسها ومجتمعها بسلبيات كبيرة يصعب حصرها
هل نلوم شبابنا الذين تمتلىء بهم مقاهي الشيشة بين ليات الدخان والقنوات الفضائية الفاسدة المفسدة !
لماذا يجنح كثير من الشباب للتعاطي وهو في بداية عمره وفي أفضل سنوات حياته ...
اللوم كله يقع على عاتقنا نحن...
حينما لم نوفر للشاب مصدر رزق يلهيه عن التفكير في سلوك الطريق الخطأ
وفي إرتكاب مايضره شخصياَ ويلحق الضرر بمجتمعه !
يجب أن تتحرك الوزارات الحكومية ووزارة العمل النائمة لتوفير المكان الملائم للشاب ليمارس حياته الطبيعية كالآخرين
فهل ياتراها تفعل !
________________
(1) البطالة في العالم العربي وعلاقتها بالجريمة د. عاطف عجوة (ص/41) ((((منقول)))
الروابط المفضلة