هذه قصة حقيقية أو خيالية .. لا أدري
دخلت إلى دكان النظارات "العين بالعين" لأشتري واحدة
فمع كثر المشاكل أصبحتُ لا أفرق بين نقطة على الحائط و بين ذبابة
و هذا ليس بالضرورة سيئاً لأنك تستطيع دوماً أن تتفادى من يريد منك مالاً بحجة أنك لم تره
أو أن تلقي السلام على فتاة أعجبتك مدعياً أنك "خربطت" في هويتها
المهم .. دخلتُ إلى الدكان و جلستُ بهدوء أنتظر دوري
فجأة .. دخل إلى الدكان رجل أعمى يصطحب كلباً يرشده
ماذا يفعل رجل أعمى في دكان النظارات ؟؟
جلس الرجل الأعمى في أقرب كرسي إلى الباب بعد أن استأذن في الهواء ممن ظنه أنه جالس على الكرسي
و من ثم أركن رأسه إلى الحائط و كأنه ينظر إلى السقف
و أما كلبه فقد جلس بجوار رجليه
غريب .. كم هو هادئ هذا الكلب
بعد أن طردتُ من ذهني أسئلة فقهية تتعلق بجواز أوعدم جواز استعمال الكلب رجعتُ إلى السؤال ذاته
ماذا يفعل هذا الرجل هنا ؟
اممممم
أضاء مصباح ردهات عقلي الخامل
لقد جاء ليشتري نظارة شمس سميكة ليخفي عينيه بها .. شأنه شأن جميع العميان
فرحت في نفسي .. إذ وصلتُ إلى اكتشافي الباهر
و قلت فرحاً "هه .. إذاً .. ما زال لديك بعض العقل يا ميدو"
و لكن فرحي لم يدم طويلاً
إذ أن الأعمى نادى "النظاراتي" سائلاً : هلا فحصت نظري بسرعة ؟
اااااه .. إذاً فهو ليس بأعمى ١٠٠% و إنما نصف أعمى .. الآن فهمت
و لكن .. لو كان نصف أعمى لما احتاج كلباً
حين فكرت في هذا الأمر أجاب "النظاراتي" : سيدي قلتُ لك أننا لا نفحص نظر العميان .. لأنه ليس لديك نظر
الأعمى : و لكن.........
"النظاراتي" : لا..
قام الأعمى بعد سماع الجواب غاضباً .. و تمتم بشتائم لم أفهمها ثم أمر كلبه بالخروج
ناديتُ "النظاراتي" غاضباً : و لِمَ فعلتَ ذلك ؟
"النظاراتي" : ميدو .. مرة أخرى جئت الى هنا ؟ لقد قلتُ لك أيضاً عشرين مرة أننا لا نفحص نظر العميان
أنا : ولكن .......
"النظاراتي" : اخرج أنت و كلبك أيضاً من هنا..
لقد كنت أنا أيضاً أعمى .. و أبحث عن نظارات
أو قل أنني ما زلتُ كذلك .. في حياتي
-----------------------------------------------------
عذراً .. صايرة كتاباتي زي العمى
Mido MashakeL
05/10/19
الروابط المفضلة