مشيت في ذلك الليل البهيم تحيط بها الظلمه الدامسه تغطيها بلحاف الخوف سامحك الله قلت لى ساعود ومضى وقت طويل .. اخذتها افكارها الى والدها الذي تعيش معه ومع زوجته التي لا تنفك تسمعها جارح الكلام وتعاملها كانها عدوتها اللدوده ..ماذا فعلت لها ؟؟ اتكون اخطت في حقها لكنها لاتراءها الا دقائق معوده وهي تصرخ اذا ما رائتها وتهرب منها كن بها مرض معدي تخاف منه وتتركها تعاني وهي امرأه كبيره في السن راحت صحتها في خدمة البيوت والناس حتى توفر لابنها ووحيدها لقمه شريفه طاهره تحملت الاهانات والتجريح من اجل هذه الغرسه لتكبر ياولدي وافرح بك واسعد معك وارتاح من العناء والتعب الذي عشته ما يقرب من خمسة وعشرون عاما وانتقلت الصوره الى عصر ذلك اليوم الذي جاء لها وقال لها يام منذ زمن بعيد لم تخرجي معي حتى امشيك الم تضق نفسك بوحدتك هي معي حتى نخرج للبر , قالت له ياولدي اني تعبه دعها ليوم اخر فاليوم قلبي منقبض ولا ادري لمه الح عليها ومازال يلح حتى قامت معه اخذها الي البر كما قال وفرش الفرشه وجلس يتحدث اليها عن الايام الماضيه كيف كانوا وكيف اصبحوا وهي لاتنفك عن الدعاء له بالنجاح والتوفيق ثم فجاءه رن الجوال فتكلم فيه وقال طيب ساحضر الان , والتف الى امه وقال ام فلان كلمت وتريد ان تحضر الى هنا فاجلسي هنا ساذهب واعود بها اليك ومضى ومضت العصريه وهاهو المغرب قد حل ولم يحضر قامت تيممة للصلاه فهم لم يحضروا ماء معهم قال لها لاداعي له وصلت صلاتها ورفعت يديها الى السماء تدعو له بالخير والتوفيق والهدايه ومضى الوقت واستبد بها الخوف والجزع من ظلمة الليل البهيم انهالت قطرات من دموعها وانهالت بقوه تبكي خوفا ان يكون قد اصاب ولدها شئ استبدت بها الام قلبها فهي لم تحضر معها ادويتها وذاد خوفها من المها سكاكين تفري صدرها سلمت امرها الى الله فهوبصير بعباده ضاق تنفسها وجحضت عيناها رفعت يدها الى السماء وتهاوت تلك اليد المعطاء الى الارض فقد فارقت الحياه لترتاح عند ارحم الرحمين من جحود الابن العاق.
الروابط المفضلة