اليوم 27 شباط ... في مثل هذا اليوم ابصرت عيونها هذه الدنيا ... وجوه وتعليقات كثيرة حول ... جمال عيونها ... رموشها ... بشرتها الياسمينية ... نعومة شعرها ... اصابع يديها الملفوفة ... الذكاء النابع من نظراتها وهي تتفحص الوجوه ... وتنتقل في ارجاء المكان ... يااااه ... انفها الصغير يستنشق عبق حارات القدس القديمة ... مقدسية البهاء باصالة وشموخ ... روحها تحلق عاليا لتعانق هواء وتراب القدس الشريف لتستقر بين الاقصى الشريف وقبة الصخرة المشرفة ... طفولة يانعة كزهر الياسمين ورقة الريحان ... دلال طبيعي ذاتي كوردة جورية مخملية ... خطوات ثابتة تحمل اصرار شعاع النور بضياء منير ... فكر ثاقب باردة شعب صامد رغم نكباته ونكساته ... جمال لروح خفية خلف ( كشرة ) صبيانية متمردة على واقع ادرك حقائق وخفايا الشكل والظاهر ... كان لديها احساس انها انسانة مميزة عن باقي الفتيات بعزة وكرامة اقوى من الايام ... حكيمة بجذور الصبر المعرفي رغم طفولتها ... اكبر من عمرها الزمني بعقل تجاوز الزمن وحدود المكان ... الطفلة تكبر وتتسع مداركها بفهم البشر وخفايا الحياة ... تتفوق بدراستها ... وبقلمها الطائر بين مقالات ورسومات حمل معاناة وجمال الانسان ... حمل حب الوطن ... والاحساس بوجدانية الانسان ... تهاجر شرق النهر وهي تحمل صورة للقدس الشريف ... عطرها مقدسي ذاتي غالب على العطور المصنعة واريج وروائح الازهار والورود ... حلقة السفر والهجرة تحملها لما وراء البحار والمحيطات ... روحها تحملها لسماء بعيدة عن كل البشر لزمان بعيد جدا عن اي مكان وزمان ... تثبت جدارتها بكل مكان وتتحدى القهر وصعاب الحياة ...
الجسد يكبر ويملك بلسم بروح تزيده جمال وبهاء وذكاء ... وقلب رقيق معطاء بدفئ وائق سيكون منارة لشمعة لن تنطفئ ... وورود من الذكريات بسلم عاجي مرصع بالذهب والماس محاط بازهار لن تذبل ابداااا ... كل درجة تحمل رقي وسمو من قلب لا يعرف تراجع ولا استسلام ...
للصبر اشواك ... وللوز مرار ... ولكن للحلاوة طعم رغم التعب والمشاق ... للدموع اسرار في العيون الحزينة ... ولنور العيون اسرار بشعاع اللقاء ...
الزهر زهر ياسمين ... والجذور جذور شجرة زيتون بلدية مقدسية ... والشموخ شموخ جبال القدس وجرزيم وعيبال ... والضحكة فلسطينية المبع غالية المصدر من روح محاطة بقلب زهري ... يحمل ثنايا بنت القدس الحبيبة ...
العمر يمضي بقطاره السريع بمحطات للتوقف ... وميناء واحد ينتظر عودة مركب طال غيابه ... الطيور المهاجرة تعود كل عام ... والياسمين تزهر اوراقه هذه الايام ... ومنارة عالية بالحب ترسل ضياء ليصل نجمة الوصل ... لترسم صورة محفورة نابعة من القلب ... نحن بانتظارك ... كل عام وانت بخير ... سلام .