لأنّ أكثر القضايا تناولها المشاركون في هذه الحملة
فسأركّز بإذن الله على الاعتداءات
وخصوصا على الحفريات تحت المسجد الأقصى
بدأت الحرب على الأقصى منذ النداء المشؤوم للمغضوب عليه منظر ومؤسس الحركة الصهيونية
هيرتزل*
حين قال:
(اذا حصلنا على القدس وكنت لا ازال حيا وقادرا على القيام باي عمل
فسوف ازيل كل شيء ليس مقدسا لدى اليهود فيها وسوف احرق جميع الاثار التي مرت عليها قرون)
* تاريخ مدينة القدس لتوفيق النتشة واسماعيل ياغي
قامت السلطات الإسرائيلية بحملة محمومة لتهويد الأرض والإنسان في القدس
وسعت إلى طمس الهوية الإسلامية والعربية ؛
فصادرت الأراضي والممتلكات وواستنبتت المستوطنات،
واستقدمت اليهود من سائر أقطار العالم ،
وضيّقت على المقدسيين سبل العيش والحركة مستهزئة بكافة المواثيق الدولية
تمظهرات العدوان على الأقصى
وتتمظهر الاعتداءات على الأقصى في السعي إلى تهويد القدس عبر المحاولات والإجراءات الإجرامية التالية :
*** ضمان وجود يهودي قوي ودائم ومباشر في الأقصى وذلك عبر :
*مصادرة أجزاء منه تمهيدا للسيطرة عليه في مراحل لاحقة .
*التشجيع على الاقتحامات والانتهاكات المتكررة للمتطرفين اليهود
الذين يزعمون أنّ لهم حقّا في الصلاة في ما يسمونه جبل الهيكل
*السعي إلى تحويله إلى منطقة مفتوحة أمام اليهود والسياح
لتنزع عنه هيبته وطبيعته الإسلامية الأجانب فيأخذ شكل المزار السياحي
*السعي لبناء الكُنُس عند أسوار المسجد تنفيذا لمشروع القدس 2020
ـ ضمن أنشطة جمعيات صهيونية ـ لتهويد البلدة القديمة
ـ كنيس يهودي على أنقاض المحكمة الشرعية بالقرب من باب القطّانين
ـ الإعلان عن افتتاح كنيس يهودي في البلدة القديمة ضمن مخطط لإقامة 10كنس
إقامة كنيس في حيّ الشرف له قبّة مقببة مقابل قبّة الأقصى لتكون جزءا من الصورة العامة للمدينة .
وكنيس المدرسة النكزية وأسفله كقنطرة ويلسون وفي محيطه ككنيس خيمة إسحاق وكنيس هوفر
لإضفاء الطابع اليهودي على البلدة القديمة .
* محاولة –التدخل المباشر في إدارة المسجد الأقصى عبر التدخل في عمل دائرة الأوقاف وتقييد حركة موظّفيها
*تعطيل عمل الطواقم الفنية والهندسية للأوقاف
*التحكم في دخول المصلّين وتحديد أعمارهم وإبعاد غير المرغوب فيهم
*التحكم في عمليات دخول السياح
*تبرير اعتداءاتها بذريعة البحث العلمي ـالحفريات ـ
لكنها في الواقع وسيلة ممنهجة لإحداث تصدّعات ما فوقها من أبنية دينية وحضارية وسكنية
والتسبب في انهيارها لهدمها وإجلاء سكانها .
*مصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني
*تغيير الأسماء ـ الأماكن والأحياء ـ وهي من ضمن أخطر محاولات وإجراءات التهويد
لأنها اعتداء على الهوية الدسنية والتاريخية والحضارية للقدس بناء على اعتبارات صهيونية مزيِّفة للتوراة والتاريخ .
*التضييق على السكان الأصليين ومصادرة أملاكهم وتهجيرهم لخلق أعلبية ديموغرافية يهودية .
*بناء الجدار العازل لتشتيت الفلسطينيين وفرض عزلة على الكثير من القرى والأحياء .
*اختلاق أعذار لمصادرة أجزاء منه تمهيدا للسيطرة عليه في مراحل لاحقة
تمهيدا لبناء ما يسمونه : الهيكل الثالث المزعوم .
الحفريات والانفاق
وقد بدأ التحريض اليهودي الصهيوني ضدّ الأقصى واضحا منذ عشرينات القرن العشرين
وبسبب ذلك اشتعلت ثورة البراق سنة 1929ضدّ المطالب اليهودية بالحائط الغربي للمسجد الأقصى ـ حائط البراق ـ ؛
ومعلوم أنّ الحائط والمنطقة المحيطة به وقف إسلامي مثبت بالوثائق والشهادات ؛
وهو ما اعترفت به لجان التحقيق الدولية التي تضربها الصهيونية عرض الحائط .
وفي 11 يونيو 1967 طردت قوات الاحتلال سكان حيّ المغاربة بعد توجيه إنذار بالخروج لبضع دقائق ؛
تلاها تدمير منازل الحي ـ البالغ عددها 135منزلا مقابل حائط البراق ، ومعظمها أملاك أوقاف إسلامية ،
كما دمروا مسجد البراق والأفضل في الحيّ نفسه
دمّر الحيّ على رؤوس أصحابه ودفنت الجثامين تحت الأنقاض باعتراف الصهاينة .
وطردت القوات الصهيونية نحن 4000 فلسطيني من حي الشرف والمنطقة المحيطة به ونزعت ملكية 200عائلة عربية .
بدأ اليهود حملة محمومة من الحفريات تحت المسجد الأقصى ومحيطه
مركزين على المنطقة الغربية والجنوبية محاولين إيجاد دليل وهمي على وجود هيكلهم المزعوم .
وقد مرت الحفريات بدءا من 1967 بمراحل عديدة ،
كانت تتم بنشاط وتكتّم وكأنهم يسابقون الزمان لمحو الهوية الإسلامية من المنطقة ،
مركزين على المنطقتين الغربية والجنوبية للمسجد الأقصى
ـ صادرت السلطات الصهيونية كثيرا من المباني التاريخية الإسلامية والمساجد وهدمتها .
*الفترة من 14 إلى 20يونيو 69 صادرت نحو 31 مبنى وشرّدت أهاليها
*من73 إلى 74 قامت دائرة الآثار الإسرائيلية بتنفيذ حفريات جنوب شرقي المسجد الأقصى
حتّى اخترقت الحائط الجنوبي للمسجد أسفل محراب الأقصى وأروقته الجنوبية ـ الشرقية
*1970إلى1988 نفّذت عدّة جهات إسرائيلية حفريات النفق الغربي للأقصى
وامتدّ النفق رتحت خمسة أبواب من أبواب المسجد الأقصى ،
كما مرّ تحت الأبنية الدينية والتاريخية والحضارية ـ أربعة مساجد ـ ومئذنة قايتباي وسوق القطّانين
وعدد من المدارس التاريخية .ووصل عمق الحفريات إلى ما بين 11 و14 مترا تحت الارض ،
وبلغ طول النفق 450 مترا وارتفاعه مترين ونصف مما أدى إلى تصدّع عدد من الأبنية ،
منها الجامع العثماني ورباط الكرد والمدرسة الجوهرية والمدرسة المنجكية.
حاول الصهاينة إيصال النفق بقناة كان اكتشفها عالم الآثار كونراد تشيك في القرن الثامن عشر .
في7 يوليو 1988 لكن تصدى لهم المواطنون فاضطروا إلى التوقف .
*ثم أعادوا الكرة في عهد حكومة نتنياهو وتمكنوا من فتح باب كان للنفق من جهة المدرسة العمرية
وأعلن افتتاح النفق في 24 سبتمبر 1996 وهو ما أثار انتفاضة فلسطينية ومواجهات دامية حينها ـ وبعدها .
*الفترة من 1990إلى2000 قامت دائرة الآثار ال2000
قامت دائرة الآثار السرائيلية بعمل حفريات جديدة سعت من خلالها إلى إزالة القصور الأموية المكتشفة
وأنشأت درجتين ومصطبتين رخاميتين فوق اللآثارالأموية عند الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى
كما أشرفت وزارة الأديان الإسرائيلية في الفترة من 1990على 2004على حفريات النفق الغربي
ومراسم الصلاة داخله أمام حائط البراق ، وأقامت كنيسا في أوسع جزء من النفق ـ وهو ضمن الآثار الأموية .
وتزايد عدد مواقع الحفريات حول المسجد الأقصى أخيرا لتصبح 25نشطا و13 موقعا مكتملا
وبدءا من 2005بدأت عمليات الحفر في مقبرة مأمن الله لإقامة ما سمّوه متحف التسامح على أنقاضها
ـ انظر موضوع وعود الخير ـ http://www.lakii.com/vb/a-143/a-772112/.
ويقع 11موقعا منها جنوب المسجد و13 غربه و1 شماله .
وفي مطلع 2008 كشفت مؤسسة الأقصى عن حفر السلطات الإسرائيلية
نفقا جديدا ملاصقا للجدار الغربي للمسجد الأقصى ،
يمتدّ لمسافة 200مترا، يبدأ من من أيسر ساحة البراق متّجها إلى داخل البلدة القديمة
ثمّ يتّجه النفق شمالا إلى داخل البلدة القديمة ويمرّ من تحت عشرات البيوت المقدسية
ويصل إلى منطقة شارع الوادي حي حمام العين حيث توجد منطقة حفريات .
كما تعمق السلطات حفرياتها وتوجهها بحو باب السلسلة حيث تتجه الحفريات عكسيا
من منطقة حمام العين جنوبا نحو ساحة البراق لربط طرفي النفق وإيصال ساحة البراق
ومنطقة باب المغاربة بالكنيس اليهودي عند حمام العين .
وفي قرية سلوان الواقعة جنوبي المسجد الأقصى كشف عن نفق جديد طوله 600متر ،
يمتدّ من واد حلوة في قرية سلوان ويصل إلى ازاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى المبارك .
*وفي منتصف شهر فبراير 2008حدث انهيار بالقرب من سبيل قايتباي داخل ساحات المسجد الأقصى
بين بابي المطهرة والسلسلة ، وكشف عن تشوّهات واسعة في بيوت المقدسيين الواقعة في المنطقة .
كما كشفت الجبهة الإسلامية المسيحية في يوبيو 2008 عن أن التصدعات والشقوق تزداد
وتتسع في المباني والمساكن الموجودة في الجهة الجنوبية من الأقصى
وفي منطقة وادي حلوة وصولا إلى عين سلوان
إضافة إلى عدد كبير من البيوت التاريخية الملاصقة للسور الغربي للمسجد
خصوصا الأحياء الملحقة للأقصى وعلى رأسها حي باب العمود وباب السلسلة وباب الحديد
حيث وصل عدد البيوت التاريخية التي لم تعد صالحة للسكن في هذه المناطق
من جراء التصدعات الكبيرة والخطيرة في سقوفها وجدرانها إلى 13 بيتا
يرفض أهلها هجرها حتى لو هدمت فوق رؤوسهم.
وما زالت السلطات العسكرية الصهيونية تجنّد آلات الدمار
وتشجّع بلدية القدس بأموال طائلة لتنفيذ عملياتها التدميرية
متحدّية كلّ الأعراف والمواثيق الدولية ما صدق منها وما كان درّا للرماد في أعين العالم .
ومازل العدوان مستمرّا
وما زالت عمليات الهدم جارية بشراسة أكبر وتحدّ سافر لكلّ الغيورين على قدسية المكان .
والقدس يستغيث
فإلى متى العجز يا أمّة المليار والنصف ؟.
الروابط المفضلة