

كم هى كثيرة القصص والتجارب من حولنا
وكما هناك الجميل المفرح
هناك ايضا المؤلم المبكى
وهناك ما يحتوى النقيضين
لا زال يرسخ في ذاكرتى
تلك العائلة المقربة من قلبى
كنا نهواهم ونحبهم منذ صغرنا
وكانوا يعيشون في دولة عربية اخرى
بعيدة عنا
اى انهم كانوا مغتربين
كنا نسمع ونرى بقلوبنا قصصهم
ونحب لحظات زيارتهم لنا
حيث كان من ينزل للزيارة دوما من عائلتهم
صبى وبنتان مع والدهم
وتضل أمهم وابنا لها وبنتا في بلدا اخرا
عند اهلها
كان هذا الولد المرافق لها يعانى من تخلفا عقليا
والسبب غير معروف
مرة يقولون انه وقع على رأسه وهو صغير
ومرة يقولون ولد هكذا
ليس مهما السبب
المهم ان هذه الاسرة ابتليت بهذا البلاء
شاء القدر ان تعود الاسرة وتستقر في بلدها
بمن فيهم الأم وابنها وبنتها
اى اننا تعايشنا بقرب
وهنا وجدنا في هذه العائلة
الحب والخير والصلاح والتقوى
وحسن المعاملة لهذا الولد
مع انه اخواتى لديه تخلف عقلى
الا انهم عرفوا كيف يتعاملون معه
حتى تدرب منذ الصغر على دخول الحمام
وكان يعرف أمه واخواته
ومتمسك باخته الاكبر منه بشكل غريب
لانها كانت تحبه جدا وتعطف عليه كثيرا
لا يعرف طريقا للشارع او الحارة
كما نرى ممن يعانون من هذه المشكلة
انه باختصار
كان مكرما عزيزا في كنف والديه
وهنا كما هى الحياة
تزوجت اخته الكبرى
ثم توفت أمه رحمها الله رحمة واسعة
وتزوج والده من امرأة صالحة
كانت تحنو عليه كثيرا كثيرا
لم ترزق باطفال
فكانت تتعامل معه بقمة الرفق
وتحتسب كل عمل لله عزوجل
وتتوالى الاحداث وتتزوج الاختين بمن فيهم المقربة من قلبه جدا
حتى انه حزن جدا على فراقها
كان وما زال له صوتا عاليا ويضرب رأسه في الجدار
سواء فرحان او زعلان
المهم اخواتى توفى الوالد رحمه الله
كل هذه الاحداث صارت في سنوات قليلة جدا
وكان المتتبع لحالهم يبكى عما حدث لهم بحرارة

الحدث الاهم والابرز:
الاخ الشقيق لهذا "الشخص" المريض
تزوج في شقة فوق بيت اهله
تعامل مع زوجه ابيه بمنتهى السوء حتى اضطرت للخروج من البيت
وبقى هذا المريض لوحده في البيت
قال بأنه سيذهب به لمؤسسة خاصة تهتم وتعتنى به
غاب شهر بالكثير وعاد نحيلا
حتى اصبح لا يستخدم الحمام
لا ادرى ماذا كان يحدث معه هناك ولا حول ولا قوة الا بالله
اخواته كل واحدة مشغولة ببيتها وزوجها واولادها
واخوه وزوجته يقرفون ويستحون منه ولا يتعاملون معه ابدا
هناك من يشفق عليه وهو بيت عمه
يتفقدون اكله وشربه ونومه
كان الله في عونهم جميعا
اخواتى الغاليات كان طرحى لهذه القصة
لهدف واحد ومهم
يجب ان يتعلم الاخوة والاخوات كيفية التعامل مع الأخ او الاخت
من ذوى الاحتياجات الخاصة
لا يكفى رفق الوالدين
لا يكفى حسن معاملتهم
لان الدنيا دوارة
والكل نهايته للموت
كذلك يجب عند الزوا ج اختيار الزوجة الصالحة التى تتقى الله
ولا تحرض زوجها على ابيه او امه او اخيه
واقصد هنا زوجة الاخ
التى تبدو دوما انها بريئة ولا علاقة لها باى شئ
اخواتى الغاليات
منذ الصغر كان هناك مؤشرات للاخ انه لا يحب اخيه
ويستحى منه دوما
فلا تستهينى غاليتى باى شئ وحاولى التوفيق
اما عن الاسرة بشكل عام واقصد قبل وفاة الوالدين
كانوا في منتهى الاهتمام والرعاية
وحسن المظهرلكن تغير الحال وانقلب بشكل عجيب جدا
واصبح هذا الشخص مهانا في بيته من اقرب المقربين اليه
وهذه هى الحياة فيها من النماذج والحالات الكثيرة
اسأل الله ان يزرع في قلوبنا الرحمة والتسامح
والايمان والتواضع
انه سميع مجيب الدعاء

تعليق