من هم العرب
ومن هم المسلمون
وهل نحن حقا أمة واحدة أم أنها مجرد شعارات نسطرها فقط دون يقين
هل اختلاف الرأي بين العرب يبرر الجريمة والتشاحن
أصبحت أشك في تماسك العرب ووحدتهم
أصبحت أتألم ويقتلني الحزن في اليوم ألف مرة ومرة
وأتسائل هنا بينكم هل اختلاف الرأي يبرر الجرائم بين العرب !!!!!!
الرأى وليد العقل , والعقل نعمة الله الكبرى على الانسان
فيه اجتهد علماء الاسلام اجتهادا عظيما . فكان من نتيجته
أن تركوا لنا تراثا فقهيا وعلميا غنيا بالفكر المرن اللين الذي
لاتشنج فيه ولا تطاول ..
لأن الرأى عند ذوى البصائر حق يراد به الحق وتوسيع اّفاق
الاجتهاد ....
لذا كان الفكر الاسلامي لايضيق أبدا بالخلاف الذي يمليه الحق
دون أن يكون للنفس فيه حظ أو للهوى عليه سلطان
وهو في ذات الوقت يرفض الابتداع والتوجيهات التي تحارب
شرع الله تحت أى اسم كان
قال تعالى "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون
مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم "
وقد اهتمت الأديان السماوية كلها بدعوة الناس الى
التفكير والنظر والتبصر وموازنة الأمور واستخلاص العبرة
وتمحيص الرأى وفي ذلك تقدير لكرامة الانسان , واكبار
لموهبة العقل واقرار لرجاحة التدبير والتفكير.
والمؤمن السليم الفكر القوي التفكير الذي يقدر رأي
نفسه ويحترم كرامة البحث والتمحيص
هو المؤمن الذي يحترم رأي الناس ويقدر لهم حريتهم
وارادتهم ,فاذا خافوه أو جابهوه أو رموه بالسفه في الرأي
والطيش في التبصرة وقف منهم موقف الكيس الفطن
والحكيم المتزن فناقش الرأي في اقناع أو اقتناع
وهنالك تبرز الحجة أو تدحض ويسطع البرهان أو يخبو
فاما أن يلتجىء المخالفون في الرأي الى التذرع بالهوى
فيعيثوا ويأثموا ......
واما أن تأخذهم النعرة البغيضة فيقتلوا أو يدمروا فذلك هو
الفساد بعينه !!!!!!!
أخواتي الكريمات
لاتضيقوا ذرعا بالرأي وان كان على خلاف ماتحبون بل محصوه
وقلبوه وضعوه في الموضع اللائق به من احترام وتقدير
فالاجرام والجريمة لاتنهض بأمة ولاتنضج شعبا لكنها تعطل من
العقل وتقتل الارادة
انظروا الى المثل العليا في القراّن لاحترام الرأي ولو كان واضح
البطلان فالدين لم يترك رأيا باطلا الا زيفه وخطأه لكنه لم يهدر
دم صاحبه ولم يزلزل عليه بيته ويهدم معه أسرته
يقول تعالى "قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم
الانعبد الا الله ولانشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون
الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون
هذا هو حال المسلم مع أهل الكتاب فما بالنا مع أخيه المسلم
كيف يكون الحال !!!!!!!!!
ويقول صلى الله عليه وسلم "لايزال المؤمن في فسحة من دينه
مالم يصب دما حراما"
ويقول أيضا "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق"
وفي رواية" ولو أن أهل سمواته وأهل أرضه أشركوا في دم مؤمن
لأدخلهم الله النار"
هذا هو حق المؤمن على أخيه المؤمن وهذا ما نراه هذه الأيام
وللأسف الشديد ضائعا بين شعوب المسلمين
فنرى تشاحن المسلمون من شتى بقاع الأرض على أتفه الأسباب
نرى أحزان الأمة العربيه تنسى وتدفن تحت خلاف تافه وأسباب
هاوية خاوية
وتناسى الكل أننا عرب مسلمون اخوة متحابون
فاختلاف الرأي أبدا لايبرر الجريمة ولا يحلل لمسلم أن يمد
يده ليقتل أخاه أو يعاديه أو يخيفه
أفيقوا يامسلمون !!!!!!!
أفيقوا يامسلمون !!!!!!!!
واختم كلماتي الثائرة بقوله تعالى
"من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة
طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون"
عهد الأماني ......
الروابط المفضلة