..
..
اخواتي العزيزات....حبي لكن وواجبي نحوكن يحتمان علي ان اتكلم اليوم و بصراحة.....قد تكون كلماتي قاسية......و لكن قسوة الصديق رحمة....و لان صديقي من اهدى الي عيوبي و بين لي طريق النور في خضم الظلام...اقرئي هذه الكلمات بعقلك ثم بقلبك...
الانترنت...لا ينكر احد انه بات فردا جديدا من افراد الاسرة...فرض نفسه بقوة و بلا منازع و اتخذ لنفسه مكانا بيننا و ليس اي مكان...اذا كنتِ اختي تهزين رأسكِ بالنفي فسأسألكِ هذا السؤالما معنى ان نستشيره في كل صغيرة و كبيرة كما كنا نستشير اهلنا اوكبار السن الحكماء في اسرتنا او اهل العلم..؟؟؟؟لطالما دار في فؤادي هذا السؤال و انا اتصفح الانترنتو تستوقفني كلمات كتبها اصحابها كاجابات على مشاكل معروضة في النتاجابات تخلو من المصداقية و من الخبرة و حتى من المسؤولية...
ان هذا الموضوع في اعتقادي مهم للغاية بحيث يستوجب منا ان نتوقف عنده مطولا...تخيلي اختي ان لديكِ مشكلة تؤرق حياتكِ فما كان منكِ الا ان خرجتِفي ساحة عمومية و صرتِ تحكين مشكلتكِ للكل الناس..و صار كل واحد منهم يدلي بدلوه و يعطيكِ حلا لها حسب وجهة نظره...ركزي معي...كل الناس...الصالح و الطالح...المرأة و الرجل...الصغير و الكبير...العاقل و الجاهل....المريض و السوي...كل الناس... بمختلف مذاهبهم و طوائفهم و عقائدهم و اديانهم...هل هذا منطقي؟؟؟؟؟و الادهى انكِ تصدقينهم جميعا و تطبقين حلولهم من مبدأ انهم يريدون المساعدة....افهميني جيدا...انا لا اعيب عليكِ في طرحكِ للمشكلة...بالعكس...طرحكِ لمشكلتكِ هي اول خطوة نحو الحل....لكني اعتب عليكِ في استخدام عقلك الذي حباكِ الله به...لا تصدقي كل ما يكتب لكِ و لا تجزمي بأن ما يقدم اليكِ هو حل المشكلة بل قد يكون مشكلة اخرى....
لم تقتنعي بكلامي....حسنا...."قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" صدق الله العظيم....
ان ما دفعني الى كتابة هذه الاسطر هي حكايات عشتها و اعرف صاحباتها ممن غرر بهن الانترنت...اعتقدن ان فيه الحل و لكنه زاد الامر سوءا...
الانسان الواقع في مشكلة...غريق ...يبحث عن قشة يتعلق بها....
هنا بعض الامثلة ...مثال: تعانين من اعراض معينة سلبت النوم من جفنيكِ...تخافين من سؤال المختصين او من سؤال والديكِ...تسألينه هو...الانترنت...فتكون واحدة من الاجابات...اذا كانت عندك هذه الاعراض فأنت حتما مصابة بالـ.....او اجابة اخرى...انت تعانين من نفس الاعراض التي اعاني منها اذا فانتِ مثلي لدكِ هذا المرض ...هنا تسود الحياة في عينيكِ و تغلق ابواب الامل بسبب اجابة من المحتمل انها خاطئة...
الوسواس...سمعتي عنه...هل تعرفين ان اكثر من 40 بالمئة من حالات الوسواس سببها الانترنت....
مثال اخر...مشكلة بينكِ و بين زوجكِ او امك او ابوك او ايا كان....تسألينه هو....فتكون الاجابة....لا بد ان تضعي حدا لحياتك معه...كيف تتحملين كل هذا ....هذه اهانة...تطلقي اكرملكِ...واكيد هناك اجابات عقلانية ....متاهة من الاجابات التي تزيد من حيرتكِ و تدفعك ربما للتصرف بحماقة...
مثال اخر....اخطأت مع الله...و من منا بدون اخطاء....تسألينه هو مرة اخرى...فتحتارين بين عدة اجابات...اما تقعين فريسة لمواقع لا تعرف من الاسلام الا الترهيب و الخوف والعذاب و النار و الجحيم...و ينسون ان الله هو الرحمن الرحيم...و ان ايات الرحمةفي كتابه العزيز تجاور ايات العذاب...و ان بابه مفتوح سبحانه لا يغلق ابدا...و انه عز وجل يفرح بتوبة العبد دائما....فتحسين بالضياع و بالنهاية السوداء...فلا فائدة من محاولة اصلاح الخطأ...او تقعين فريسة اراء متساهلة متهاونة ...تخفف من وقع الخطأ...و تتساهل مع حق الله عليكِ...فتصغر في عينكِ خطيئتكِ...و لا تبالين بالحل....طبعا من الممكن ان تقعي بين يدي اراء سديدة ترشدكِ الى الصواب...انا لا انكر ذلك....لكن لا تتركي مجالا للصدفة اعلمي اين تضعين قدمكِ حتى لا تزلي....
يتبع بعد ثواني....خليكِ معي...
الروابط المفضلة