انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: المعاشرة بالمعروف

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الردود
    150
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    (أوسمة)

    المعاشرة بالمعروف

    ومن المعاشرة بالمعروف:
    أن يستمع إلى حديثها، ويحترم رأيها، ويأخذ بشوراها، إذا أشارت عليه برأي صواب، فقد أخذ صلى الله عليه وسلم برأي أم سلمة يوم الحديبية، فكان في ذلك سلامة المسلمين من الإثم، ونجاتهم من عاقبة المخالفة، كما جاء في بعض الروايات: " فجلى الله عنهم يومئذ بأم سلمة "، وذلك حين امتنع الصحابة رضي الله عنهم من أن ينحروا هديهم، فأشارت عليه أم سلمة رضي الله عنها أن يخرج، ولا يكلم أحدا منهم كلمة حتى ينحر بدنه، ويحلق، ففعل صلى الله عليه وسلم، فلما رأى أصحابه ذلك قاموا فنحروا، ففي هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قبل مشورة أم سلمة رضي الله عنها ، وكذا قبل صالح مدين مشورة ابنته في استئجار موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
    ومن المعاشرة بالمعروف:
    أن يسلم على أهله إذا دخل عليهم، فعن أنس رضي الله عنه قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم، يكن سلامك بركة عليك، وعلى أهل بيتك) .
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن للإسلام صوى ومنارا كمنارات الطريق " الحديث بطوله، وفيه: " وأن تسلم على أهلك إذا دخلت عليهم، وأن تسلم على القوم إذا مررت بهم، فمن ترك من ذلك شيئا، فقد ترك سهما من الإسلام، ومن تركهن كلهن، فقد ولي الإسلام ظهره) .
    وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة كلهم ضامن علي الله، الحديث، وفيه: " ورجل دخل بيته بسلام، فهو ضامن على الله " .
    والمعنى: أنه إذا دخل بيته سلم على أهله ائتمارا بقوله سبحانه:
    (فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم) (النور: 61) .
    ومن المعاشرة بالمعروف:
    أن يكرمها بما يرضيها، ومن ذلك أن يكرمها في أهلها عن طريق الثناء عليهم بحق أمامها، ومبادلتهم الزيارات، ودعوتهم في المناسبات، وبذل الإحسان لهم.
    فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أيما امرأة نكحت على صداق أو حباء ، أو عدة قبل عصمة النكاح، فهو لها، وما كان بعد عصمة النكاح، فهو لمن أعطيه، وأحق ما أكرم عليه الرجل ابنته وأخته ".
    ومن المعاشرة بالمعروف:
    معالجتها ومداواتها إذا مرضت، وإن طال المرض، وحال دون انتفاعه
    بها، فذلك من الوفاء وحسن العشرة، والمعروف الذي أمر الله به.
    بل من حسن المعاشرة أن يباشر بنفسه رعايتها، ويلزمها إذا مرضت، فقد تغيب ذو النورين عثمان بن عفان عن غزوة بدر لأن زوجه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت مريضة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " أقم معها، ولك أجر من شهد بدرا وسهمه " .
    ومن المعاشرة بالمعروف: العدل بين الزوجات في القسم والنفقة: قال الله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) الآية (النحل: 90) ، وقال جل وعلا: (قل أمر ربي بالقسط) (الأعراف: 29) ، وقال سبحانه: (إن الله يحب المقسطين) (المائدة: 42) ، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا: " المقسطون عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، هم الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا " .
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كانت عند الرجل امرأتان، فلم يعدل بينهما، جاء يوم القيامة وشقه ساقط "
    وعن عروة قال: قالت عائشة رضي الله عنها: (يا ابن أختي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا، وكان
    قل يوم إلا وهو يطوف علينا جميعا، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس، حتى يبلغ التي هو يومها فيبيت عندها) الحديث.
    قال الإمام القرطبي رحمه الله مبينا العدل الواجب بين الزوجات: (على الرجل أن يعدل بين نسائه لكل واحدة منهن يوما وليلة؛ هذا قول عامة العلماء، وذهب بعضهم إلى وجوب ذلك في الليل دون النهار، ولا يسقط حق الزوجة مرضها ولا حيضها، ويلزمه المقام عندها في يومها وليلتها، وعليه أن يعدل بينهن في مرضه كما يفعل في صحته، إلا أن يعجز عن الحركة فيقيم حيث يغلب عليه المرض، فإذا صح استأنف القسم، والإماء والحرائر والكتابيات والمسلمات في ذلك سواء ...
    ولا يجمع بينهن في منزل واحد إلا برضاهن، ولا يدخل لإحداهن في يوم الأخرى وليلتها لغير حاجة ...
    وروى ابن بكير عن مالك عن يحيى بن سعيد أن معاذ بن جبل كانت له امرأتان، فإذا كان يوم هذه لم يشرب من بيت الأخرى الماء، قال ابن بكير: وحدثنا مالك عن يحيى بن سعيد أن معاذ بن جبل كانت له امرأتان ماتتا في الطاعون، فأسهم بينهما أيهما تدلى أول) اهـ.
    تنبيه: ما هو العدل غير المستطاع؟
    قوله تعالى: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) الآية، (النساء: 129) .
    قال القرطبي رحمه الله: (أخبر تعالى بنفي الاستطاعة في العدل بين النساء، وذلك في ميل الطبع بالمحبة والجماع والحظ من القلب، فوصف الله تعالى حالة البشر، وأنهم بحكم الخلقة لا يملكون ميل قلوبهم إلى بعض دون بعض؛ ولهذا كان عليه السلام يقول: " اللهم إن هذه قسمتي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك " رواه أبو داود رقم (2134) ، والترمذي رقم (1140) ، والنسائي (7/64) ، والحاكم (2/187) ، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، بلفظ: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم فيعدل، وبقول: اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك - يعني القلب) ، والحديث أعله جمع من المحققين كما فصل العلامة الألباني في " الإرواء" (7/82) ، وضعفه.
    ، ثم نهى فقال: (فلا تميلوا كل الميل) قال مجاهد: " فلا تتعمدوا الإساءة بل الزموا التسوية في القسم والنفقة؛ لأن هذا مما يستطاع " ... وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه مائل " قوله تعالى: (فتذروها كالمعلقة) أي لا هي مطلقة، ولا ذات زوج؛ قاله الحسن) اهـ.
    ومن المعاشرة بالمعروف: أن يشاركها في خدمة البيت إن وجد فراغا: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: " كان صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله - يعنى خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة، خرج إلى الصلاة ".
    وعنها رضي الله عنها قالت: " كان بشرا من البشر: يفلي ثوبه،
    ويحلب شاته، ويخدم نفسه " .
    قال الشافعي رضي الله عنه: (وجماع المعروف بين الزوجين كف المكروه، وإعفاء صاحب الحق من المؤنة في طلبه، لا بإظهار الكراهية في تأديته، فأيهما مطل بتأخيره فمطل الواجد القادر على الأداء ظلم بتأخيره) اهـ .
    وقال بعض الشافعية: (كف المكروه: هو أن لا يؤذي أحدهما الآخر بقول أو فعل، ولا يأكل أحدهما، ولا يشرب، ولا يلبس ما يؤذي الآخر) اهـ.
    وبالجملة فكل أمر يتصور في الدين والعرف أنه حسن فهو من المعاشرة بالمعروف التي أمر الله بها، قال صلى الله عليه وسلم: " خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي " .
    وفيما يلي نعرض لقبس من الهدي النبوي في حسن المعاشرة ليكون نبراسا لمن أراد أن يمتثل قوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) .
    قال ابن كثير رحمه الله تعالى: (وكان من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم أنه
    جميل العشرة، دائم البشر، يداعب أهله، ويتلطف بهم، ويوسعهم نفقته، ويضاحك نساءه، حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، يتودد إليها بذلك، قالت: " سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته، وذلك قبل أن أحمل اللحم، ثم سابقته بعد ما حملت اللحم، فسبقني، فقال: " هذه بتلك "، وكان صلى الله عليه وسلم يجمع نساءه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها، فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان، ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها، وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد، يضع عن كتفيه الرداء، وينام بالإزار، وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلا قبل أن ينام، يؤانسهم بذلك صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) اهـ.
    وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:
    " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر، فإن كنت مستيقظة حدثني، وإلا اضطجع حتى يؤذن بالصلاة " .
    وكانا يتبادلان السمر بالأحاديث الخفيفة، والقصص ذات الموعظة الحسنة، كما في حديث أبي زرع وأم زرع، حيث قال لها: " كنت لك كأبي زرع لأم زرع " ، فأظهر استعداده لتحمل النفقة، والعطف والمودة والإحسان، وحسن المعاشرة، وفي رواية بزيادة: (" إلا أنه طلقها، وأنا لا أطلق "، فقالت عائشة رضي الله عنها: " يا رسول الله
    بل أنت خير من أبي زرع " .
    وعنها أيضا رضي الله عنها قالت: " إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤتى بالإناء فأشرب منه وأنا حائض، ثم يأخذه، فيضع فاه على موضع في، وإن كنت لآخذ العرق فآكل منه، ثم يأخذه، فيضع فاه على موضع في " .
    وقال الغزالي رحمه الله تعالى في (الإحياء) في " آداب المعاشرة وما يجري في دوام النكاح ".
    (الأدب الثاني: حسن الخلق معهن، واحتمال الأذى منهن، ترحما عليهن، لقصور عقلهن، قال الله تعالى: (وعاشروهن بالمعروف) ، وقال في تعظيم حقهن: (وأخذن منكم ميثاقا غليظا) ، وقال تعالى: (والصاحب بالجنب) قيل هي: المرأة) .
    ثم قال: " واعلم أنه ليس حسن الخلق معها كف الأذى عنها، بل احتمال الأذى منها، والحلم عند طيشها وغضبها، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كانت أزواجه تراجعنه الكلام، وتهجره الواحدة منهن يوما إلى الليل،
    وراجعت امرأة عمر عمر رضي الله عنه في الكلام، فقال: " أتراجعيني يالكعاء؟ "، فقالت: إن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم يراجعنه، وهو خير منك " ] اهـ. ومع انشغاله صلى الله عليه وسلم بتبعات الدعوة الجسام، وبناء الأمة المسلمة كان لا يألو جهدا عن مطايبة أزواجه صلى الله عليه وسلم:
    فكان صلى الله عليه وسلم يرخم اسم عائشة رضي الله عنها، وربما خاطبها: " يا عائش"، و" يا عويش"، و " يا حميراء"، ليدخل السرور على قلبها. وكان صلى الله عليه وسلم يقول لها رضي الله عنها: " إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى "، قالت: فقلت: " من أين تعرف ذلك؟ "، فقال: (أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: " لا، ورب محمد "، وإذا كنت غضبى قلت: " لا، ورب إبراهيم "!) قالت: " أجل والله يا رسول الله! ما أهجر إلا اسمك " .
    وعنها رضي الله عنها قالت:
    (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر، وفي سهوتها ستر، فهبت ريح، فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب، فقال: " ما هذا يا عائشة؟ " قالت: " بناتي"، ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع، فقال: " ما هذا الذي أرى وسطهن؟ "، قالت: " فرس "، قال: " وما هذا الذي عليه؟ " قالت: " جناحان "، قال: " فرس له جناحان؟ " قالت: " أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة؟ " قالت: فضحك حتى
    رأيت نواجذه) .
    وعنها رضي الله عنها قالت: (دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحبشة يلعبون بحرابهم في المسجد في يوم عيد، فقال لي: " يا حميراء (تصغير الحمراء، يريد البيضاء، كذا في " النهاية " (1/438) .) ! أتحبين أن تنظري إليهم؟ "، فقلت: (نعم) ، فأقامني وراءه، فطأطأ لي منكبيه لأنظر إليهم، فوضعت ذقني على عاتقه، وأسندت وجهي إلى خده، فنظرت من فوق منكبيه - وفي رواية: من بين أذنه وعاتقه - وهو يقول: " دونكم يا بني أرفدة "، فجعل يقول: " يا عائشة، ما شبعت؟ "، فأقول: " لا "، لأنظر منزلتي عنده، حتى شبعت، قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طيبا) ، وفي رواية: (حتى إذا مللت، قال: (حسبك؟) ، قلت: " نعم "، قال: "فاذهبي") ، وفي أخرى: (قلت: " لا تعجل"، فقام لي، ثم قال: " حسبك؟ "، قلت: " لا تعجل "، ولقد رأيته يراوح بين قدميه، قالت: " وما بي حب النظر إليهم، ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه، وأنا جارية، فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثة السن الحريصة على اللهو " ، قالت: " فطلع عمر، فتفرق الناس عنها، والصبيان "، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " رأيت شياطين الإنس والجن فروا من عمر "، قالت عائشة رضي الله عنها: قال صلى الله عليه وسلم يومئذ: " لتعلم يهود أن في ديننا فسحة ") . وتقدم عنها رضي الله عنها: (أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وهي جارية، قالت: " ولم أحمل اللحم، ولم أبدن ، فقال لأصحابه: تقدموا "، فتقدموا، ثم قال: " تعالي أسابقك "، فسابقته، فسبقته على رجلي، فلما كان بعد، خرجت معه في سفر، فقال لأصحابه: " تقدموا"، ثم قال: " تعالي أسابقك "، ونسيت الذي كان، وقد حملت اللحم، وبدنت، فقالت: " كيف أسابقك يا رسول الله وأنا على هذه الحال؟ "، فقال: " لتفعلن"، فسابقته، فسبقني، فجعل يضحك، وقال: " هذه بتلك السبقة " .
    ويروى عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: قالت عائشة رضي الله عنها: (كان عندي رسول الله وسودة، فصنعت خزيرا ، فجئت به، فقلت لسودة: " كلي "، فقالت: " لا أحبه "، فقلت: " والله لتأكلين أو لألطخن وجهك "، فقالت: " ما أنا بباغية "، فأخذت شيئا من الصحفة فلطخت به وجهها ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما بيني وبينها، فخفض لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتيه لتستقيد مني، فتناولت من الصحفة شيئا، فمسحت به وجهي، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك) .
    وعن الشفاء بنت عبد الله قالت: (دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة، فقال لي: (ألا تعلمين هذه رقية النملة (النملة: بفتح النون وكسر الميم، قروح تخرج في الجنب) كما علمتيها الكتابة ".
    وهذا من لغز الكلام ومزاحه، وذلك أن رقية النملة التي كانت تعرف بين العرب، هي كلام كانت تستعمله نساؤهم يعلم كل من سمعه أنه كلام لا يضر ولا ينفع، وهي أن يقال: " العروس تحتفل، وتختضب وتكتحل، وكل شيء تفتعل غير أن لا تعصي الرجل "، فأراد صلى الله عليه وسلم بهذا المقال تأنيب حفصة والتأديب لها تعريضا، لأنه ألقى إليها سرا فأفشته.
    الوفاء للزوجة بعد مماتها
    لقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في الوفاء للزوجة حتى بعد موتها، بعد أن ضرب هذا المثل الأكمل في المعاشرة بالمعروف حال حياتها.
    ومن خبر ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان يثني على أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين، ويبالغ في تعظيمها، بحيث أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: "ما غرت من امرأة ما غرت من خديجة ،
    من كثرة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها " ، وفي رواية بزيادة: " وما رأيتها قط، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة " ، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها، واستغفار لها، فذكرها يوما، فحملتني الغيرة، فقلت: " لقد عوضك الله من كبيرة السن! " قالت: فرأيته غضب غضبا أسقطت في خلدي ، وقلت في نفسي: " اللهم إن أذهبت غضب رسولك عني لم أعد أذكرها بسوء "، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما لقيت، قال: " كيف قلت؟ والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، ورزقت منها الولد وحرمتموه مني " قالت: " فغدا وراح علي بها شهرا ".
    وعنها أيضا رضي الله عنها قالت:
    (جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي، فقال لها رسول الله
    صلى الله عليه وسلم: " من أنت؟ "، قالت: " أنا جثامة المزنية "، فقال: " بل أنت حسانة المزنية، كيف أنتم كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ " قالت: " بخير، بأبي أنت وأمي يا رسول الله "، فلما خرجت، قلت: " يا رسول الله صلى الله عليه وسلم تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟ " قال: " إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان ".
    وعنها رضي الله عنها قالت: (لما بعث أهل مكة في فداء أساراهم، بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بقلادة، وكانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى بها، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة، قال: " إذا رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها "

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الموقع
    في الدنيا
    الردود
    5,224
    الجنس
    امرأة
    التكريم
    • (القاب)
      • سفيرة النوايا الحسنة
      • مُبدعة صيف 1430
      • درة النافذة الاجتماعية
      • عطاء وتميز في ركن النافذة الاجتماعية
      • بصمة أمل
      • كوميديا طفولية
      • ضياء مناهل النور
      • درة النافذة لشهر مايو
    (أوسمة)

مواضيع مشابهه

  1. المفطرات المعاصرة
    بواسطة وليد دويدار في روضة السعداء
    الردود: 49
    اخر موضوع: 25-08-2010, 12:27 AM
  2. العبودية المعاصرة !!!!
    بواسطة نقاء صادق في الملتقى الحواري
    الردود: 0
    اخر موضوع: 28-10-2008, 04:14 PM
  3. المعاشرة والطاعة بالمعروف
    بواسطة دنيتي زوجى في نافذة إجتماعية
    الردود: 11
    اخر موضوع: 13-05-2008, 11:08 PM
  4. الموسوعه المعاصرة ..
    بواسطة التاج في الملتقى الحواري
    الردود: 7
    اخر موضوع: 14-10-2001, 05:01 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ