{ وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
[الروم: 21].
الحب ، الوفاء ، الإخلاص ، التعاون
بضع كلمات بسيطة في لفظها ولكنها قوية في معناها
تعتبر بمثابة الأعمدة المتينة التي تقام عليها
الحياة الزوجية هذه الأعمدة الأربعة حين تكون متينة بما يكفي سوف
تجعل الحياة الزوجية في أفضل حال ، و إن إختل أحد هذا الأعمدة سوف يؤثر سلبا على بقيتها
و بتالي سوف يفقد الأسرة توازنها .
الله سبحانه و تعالى جعل بين الزوجين المودة و الرحمة ، فكانت المودة
أكبر و أعظم من الحب ، هذا الحب الذي يزيد و نينقص مع الوقت
ولكن المودة لا يمكن أن تزول مهما طال الزمان و تغيرت المواقف ،
اما الرحمة تلك الصفة الجميلة التي تجعل الزوجين كل واحد منهما يعطف على الآخر ،
و إن أجمل ما يزين هذا العطف هو التعاون فيما بينهما
الزوجة بعطفها و حنانها ومودتها لزوجها نجدها تعينه في جميع
أمور الحياة تخفف عنة من اعبائها و متاعبها ،بالدعم المعنوي و الكلمة الطيبة
بالدعاء له و الثناء عليه ، بحنانها و مواساتها له في الشدائد
وحتى في الأمور المادية أيضاً إن كانت تستطيع إعانته و الوقوف بجانبه
إن تعرض لضائقه مالة ، كم رأينا من نساء رائعات لم يبخلوا على أزواجهن
ولم يتنكروا لهم في ساعات العسرة ، أول ما تفعل الزوجة الصالحة
في هذه المواقف نجدها تعرض على زوجها أن يأخذ مصاغها و يبيعة لينتفع به
تريد هى أن تعينه بإية طريقه حتى لو تخلت عن أغلى ما تملك
الزوجة الصالحة المتعاونة الودودة المحبة لزوجها
نجدها تواسية و تخفف عنه الآمه أن تعرض لفقد عزيز عليه
تحاول بشتى الطرق أن تشاطره هذا الحزن ، و في ساعات فرحة و بهجته أيضا تسعد لسعادته
وتفرح لفرحة ، مما يزيدة سعادة بهذا القرب و العون الذي يكون في أمس الحاجة إليه
من أقرب الناس الى قلبة ، إنها زوجته شريكة حياته و المعين له بعد الله سبحانه و تعالى
على تحمل مشاق الحياة بكل ما فيها .
وبالمقابل نجد الزوج الودود المتعاون يترجم هذه المودة بالأفعال
و الأقوال معاً ، يغمر زوجته بعطفه و حنانه ، بالكلمة الطيبة
نجده يعينها في جميع امور الحياة ، و لا يرمي كل مسؤليه البيت و الأبناء عليها
بحجة أنه يعمل خارج البيت ليوفر لهم لقمة العيش ، نعم هو يتعب
من أجلهم و هذا و اجبة و مسؤليته و لكنه ليس هذا كل ما تحتاجه الزوجة
هى أيضاً تحتاج أن يعينها و يقف معها في كل امور الحياة ، إذاً
الموضوع ليس فقط موضوع مال بل هناك امور مهمة كذلك تريدها الزوجة
يجب على الزوج أن يحرص عليها منها على سبيل المثال
أن يعينها في تربية الأبناء ، في مذاكرتهم يحمل معها العبئ ،
إن المرأة تلك المخلوق الحساسة الرقيقة
ربما كلمة لطيفة جميلة من زوجها تشعرها بالسعادة مهما كانت بسيطة تجدها من زوجها
بمثابة الكنز الذي لا يقدر بثمن ، بالتصرف البسيط وبالمسة الحانية بالكلمة الجميلة النابعة من القلب
من زوجها سوف تنسيها كل تعب النهار ، هناك بعض التصرفات مثل أن
زوجها يعينها فقط برفع الأطباق عن المائدة مع ابتسامة و كلمة ثناء
لن تنساها أبداً ، و بالتالي سوف تزيح عنها كل التعب و الإرهاق
أن يطلب الأب من أبنائة أن يعينوا والدتهم ويكون هو قدوة لهم على هذا العون
إن تعرضة الزوجة لمرض عارض ، تصبح في منتهى الحساسية
تنتظر من زوجها أبسط تصرف حتى تشعر أنه متعاون و يظهر حنانه عليها
حتى لو قام بصنع طبق من الحِساء و تقديمه لها مع لمس رأسها بلطف ليطمئن عليها
ستجده مثل البلسم الشافي ، حين يعطف عليها و يعينها
سوف نجد الأبناء في منتهى الحنان على تلك الأم لأن الأب كان هو القدوة في العطاء
و تقديم المعونه لتلك الزوجة التي اعتادت أن تعطي و تعطي و تعين من غير حساب
فنجدها تنتظر بالمقابل الإهتمام و التعاون ممن حولها ، لذلك بعد أن تتماثل للشفاء
نجدها تتفانا أكثر في خدمة و اعانة أفراد اسرتها
وتقديم كل ما يحتاجوا و أكثر كي تسعدهم .
إنها معادلة جميلة بسيطة و يستطيع القيام بها كل زوجين
من أجل إسعاد بعضهما البعض
إن الزوجين المتعاونين المتحابين الذين يقدمون لبعضهما العون دون طلب
بل بشكل تلقائي سوف يؤثر تصرفهما الجميل هذا على أبنائهما في المستقبل
فنجد أن هؤلاء الأبناء أصبحوا بدورهم متعاونين في كل شيئ
و دون أن يقوم أحد بطلب هذا العون منهم، بل يكونوا على استعداد تام لتقديم العون لمن حولهم
لأنهم بكل بساطة اكتسبوا هذه الصفة الجميلة من ابويهما
وبالتالي سوف ينعكس على حياتهم المستقبلية
سواء مع ازواجهم أو مع بقية أفراد المجتمع الذي سوف يتعاملوا معه بكل فئاته
وبذلك سيكونوا قدوة لغيرهم بجانب محبة الجميع واحترامهم لهم
إن التعاون يجعل الروابط الإجتماعية قوية فيها الكثير من التكاتف والتئآزر ،
كما قال الحبيب المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه :
روى الشيخان في الصحيحين عن أبن عمر ، رضي الله عنه
( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته )
وفي الصحيحمن حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قال علية الصلاة و السلام :
(و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه )
وفي حديث ابن عمر المتفق عليه
قال عليه الصلاة و السلام :
( المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخية كان الله في حاجته
ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة
من كرب يوم القيامة ، و من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة )
بالتعاون ستكون الحياة الزوجية كلها ......
حب و وفاء و إخلاص
بالتعاون تصبح الحياة أجمل و أيسر و أسعد
بالتعاون سيصبح المجتمع اكثر تماسكا و تسوده المودة و التألف .
الروابط المفضلة