بسم لله الرحمن الرحيم
نظرا لكثرة الهموم والأنكاد في البيوت أحببت أن أكتب هذا
الموضوع وهو كيف تحققين السكينة في بيتك السكينة التي قال الله تعالي
فيها الآية العظيمة التي توقفت على معانيها قوله تعالي
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة
ورحمة إن في ذلك لآيت لقوم يتفكرون )فحين تتدبرين لآية لوجدتي
أن الزواج نعمة عظيمة وآية جسيمة ولولا ذلك لما عبر عنها القرآن بقوله
(ومن آياته) ولكن عندما تفقد البيوت المودة والرحمة والسكن
لن تشعر بهذه النعمة وهذه السعاده بل تشعر أنك تعيش في شقاء
وقلق وتعاسة فما معني السكن وكيف نصل اليه ؟
قال تعالي (ومن آياته) لنشعر بأهميتة هذه النعمة وأن فيها سعادتنا
وعندما تأملت قوله( لكم) خلق لكم )تشعرين بمحبة الله الخير لنا
وتشعرين بوده تعالي (وحنانا من لدنا)(سيجعل لهم الرحمن ودا)
ما أرحمك بنا يا لله يخلق لنا ليسعدنا قال تعالي (من أنفسكم)فزوجتك ليست غريبة عنك
ولا من كوكب آخر بل هي من نفسك ونفس الانسان قريبة جدا
وكأن الزوجين المحبين لا بد أن يشعرا أنهما نفسا واحدة قلبا واحدا
من شدة مزج الحب بينهما أو من حق الميثاق الغليظ بينهما
(أزواجا )وكلمة زوج كأن كل واحد منهما لا يستطيع الاستغناء عن الآخر
فهو زوجه نصفه مكمله فهلا أشعر كل زوج زوجه بهذا المعني؟
موضوعنا (لتسكنوا اليها )لم يقل لتسكني اليه وكأن الزوج هو من يسكن
الي زوجته يتعب ويشقي ويتحرك خارج البيت ثم يرجع ليجد عند زوجته
السكن النفسي والاطمئنان والراحة ولعفاف فاذا لم يجد
تعبت نفسه وربما بحث عن السكن خارج البيت أو على النت أو على المقهي
أو عند أخري بالحلال أو الحرام وربما فشل في عمله وانتقل
من فشل الي فشل لأن نفسه غير مستقرةوعقله مشغول ومهموم
يبحث عن الراحة والسكن فعندما تقرئين ليسكن اليها تسألين نفسك
هل أنا سكن لزوجي هل في بيتنا سكن وكيف أحققه؟؟؟
عندما تقابلين زوجك على باب المنزل بابتسامة ونظرة حانيه ولمسة يد
وكوب ماء أو كوب عصير فقد حققتي السكن -عندم تحرصين على إعفافه
بما تستطيعين وإعفاف عينه وأذنه وغيرهما فقد حققتي السكن
عندم لا ترفعين صوتك عليه وتصبرين وقت الغضب وتسحبين
غضبه بكلمة طيبة (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم )فقد حقتي السكن والكلمة الطيبة لها أهمية كبيرة في
نشر الحب بين الزوجين وتلافي كثير من المشكلات فكم من مشكلة كبرت
وربما حدث طلاق بسبب الكلام السيء وقت الغضب والجدال
ولو حلت مكانه الكلمة الطيبة لحل الهدوء والسكينة على منزلك ولحلت محبتك في قلب زوجك
ولو وقفتي بجانبه وقت الشدة ووقت ما تظلم الدنيا في وجهه ويجدك أمامه نور يضيء له الطريق لحلت عليكم السكينة
ولو حافظتي على ماله وكنتي اقتصادية في طبخك وفرشك وكل حياتك
لحلت محبتك في قلبه
ولو علمتي أولادك بره وحسن استقباله وتقبيل يده وطاعته واحترامه
ومن أكبر أسباب إحلال السكينة هي طاعته طاعة زوجك في غير معصية
وكم من أزواج يعانون في حياتهم بسبب عدم طاعة زوجته له لتثبت
شخصيته ورأيها
وأقول للزوج ساعد زوجتك على إحلال السكينة في بيتكم
أشعرها بلطفك أسمعها كلمة طيبة فالكلمة الطيبة صدقة فأكثر من الصدقات
ولو أظهر الزوج لزوجته اللطف والتقدير ومدحها بكلمة لحلت عليها
العافية بدل المرض ولوجدت عندها قوة للعمل ولجعلت حياته جنة
فلماذا تبخل بما يعود عليك بالسعادة
قال تعالي( وجعل بينكم مودة )أي محبة خالصة )(ورحمة )
فكل من الزوجين يسأل نفسه هل حياته مع زوجه الآخر فعلا فيها رحمة
تهيأتك الجو الهادئ أثناء نومه من الرحمة وعدم إكثار الطلبات
من الرحمة وإنفاقك على زوجتك عندما تمرض من الرحمة
وعدم انتقادك الدائم لها من الرحمة ومساعدتها ومحافظتك على شعورها
من الرحمة فهلا نراجع كل تصرفاتنا مع أزواجنا وزوجاتنا ونري
هل حققنا المودة والرحمة والسكن ولماذا لا نبحث عن الأسباب
ونجتهد في العلاج ونعالج قسوة قلوبنا ونتعامل كأننا نفسا واحدة
اليس الرسول عليه السلام يقول المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد
اذا اشتكي منه عضو تألمت بقية الاعضاء وهذا الكلام لأخيك المؤمن
اليس نصفنا الآخر أولي بهذا لنسأل أنفسنا جميعا هل حقا نتعامل
كالجسد الواحد مع زواجنا وزوجاتنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )فهلا نتفكر في هذه الآية العظيمة
والتي إذ عملنا بها فقد نستحق أن يستخلفنا الله تعالي في الأرض
ولحققنا لأنفسنا السعادة ولبيوتنا لسكينة ؟؟
كنت أريد ذكر أمثلة كثيرة من السنة لكن لا أطيل عليكم لكي لا تملوا
ولا أنسي أقول أن طاعة الله تعالي وذكره ودوام القرآن في البيت مما يحقق السكينة
وإبعاد المنكرات ولغناء والموسيقي من أسباب جلب الملائكة والرحمة في البيت مما يجلب السكينة
وتشغيل المنكرات مما يجذب الشياطين وتهرب الملائكة فأين تحل السكينة في وجود الشياطين
الروابط المفضلة