جئت اليوم ومعي موضوعي والذي نوهت له حبيبتي الغالية كابتشينو في موضوعها الرائع هنا
http://www.lakii.com/vb/showthread.php?t=740516
لنذهب معاُ في زيارة عائلية جداً وموضوعي شجرة الود
قال سبحانه وتعالى : (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)) (محمد:23).
إن صلة الرحم شجرة تنمو أوراقها بالود؛ ورؤية أصحابها يلتفون حولها؛ تسقي بالحب والمودة.
فلماذا يتركها البعض تذبل وتتساقط أوراقها وتبكي من شدة إهمال أصحابها لها؟!
لصلة الرحم أثراً كبيراً في نفوسنا تقربنا من بعضنا تجعلنا أقرب إلي الله.
نتشارك أفراحنا وهمومنا ؛نشعر بإحساس طيب عندما نمسح دمعه قريب لنا يمر بمشكله أو نرسم إبتسامة علي وجهه.
*****
ولكن هناك دائما شماعة نعلق عليها قطع صلة الرحم آلا وهي الظروف؛ ظروف الحياة التي تبعدنا عن زيارة الأقارب, تشغلنا عن أقرب الناس إلينا,نترك دوامة الحياة تأخذنا بعيداً جداُ إلي شواطئ غريبة عنا, ونترك الشاطئ القريب ينزف بحراً من الدموع, وتهيج أمواجه من شدة الغضب, لن يهدأ إلا عندما تسير أقدامنا عليه وتتشابك الأيادي مع بعضها ويشعر بالفرحة والبهجة عندما تتعالي الضحكات من القلب.
فهل نرضي أن تكون صلة الرحم شاطئاً مهجوراً؟
إن أسوء صورة لقطع الرحم هو قطع الشخص لأبيه وأمه وإخواته؛ لا تبحث عن الأعذار فمهما ذكرت منها لن أقبل بها, اطلب فقط أن ترجع اليهم, ارمي بنفسك في أحضانهم وابكي دموعاً من الندم ؛ واطلب من الله ثم منهما السماح عما فعلته في حقهم ؛ سوف يبكون ولكن من فرحتهم بعودتك فقلبهما لا يوجد أحن منه.
"الحقد"
إن الحقد عندما يملأ القلب لا يترك فيه مكاناً للحب إنه يحرقك أولا قبل أن تصل ناره للمحقود عليه, هناك من يحقد علي أقرب الناس إليه, ينظر لمستوي قريب له أحسن منه حالاً ويقول لماذا؟
لا تقول لماذا أكيد لديك نعم كثيرة ربما الحقد لا يجعلك ترأها وتذكر أن الله يعطي كل إنسان علي قدر عمله, لا تشغل نفسك بما عند غيرك واجتهد حتي تجني ثمار اجتهادك, وتذكر أنه قريب لك عليك واجبات تجاه فتمني له الخير وأن يوسع الله رزقه ورزقك ولا تقطع معه صلة الرحم , فكلاكما يحتاج للآخر .
*****الحقد لا يأتي فقط من القريب الأقل حالاًفهناك من هم في مستوي أفضل حالاُ تكون نظرتهم لأقاربهم الأقل حالاُ نظرة تعالي مما يجعل الحقد يتملكهم فلماذا التعالي علي الناس وخصوصا أقرب الناس إليهم اجعلوا منهم سند تجدونه حينما تحتاجون اليهم فهم أولي بالمعروف والمعاملة الحسنة
فلا تكونوا أيضاُ سبباُ لحقدهم عليكم وقطع صلة الرحم.*****
ورسالتي الي من يملأ قلبه الحقد والغل
اجعل قلبك نقياً خالياً من الشوائب(الحقد والغل) , لا تجعله يقضي عليك وعلي الحب الذي بداخلك دون أن تشعر, وتندم وقت لا ينفع الندم.
طهروا قلوبكم منه وتخلصوا من كل الحقد والغل إنه مرضاً فتاكاً يقضي عليكم , واعرفوا أن الحقد يظهر عليكم دون أن تتحدثوا عنه فالحب يظهر علي الوجه والحقد ايضاً وفي أغلب الأحيان أقربك يشعرون بذلك والحقد الذي يرونه في عيناك يجعلهم يبعدون عنك كل يوم أكثر من الذي قبله, فلا تكن سبباً في قطع صلة الرحم.
صلة الرحم أنت من تجعلها تتسع أو تضيق عليك ألا تشعر بالوحدة مع كثرة الناس من حولك, ألا تشعر أنك تفتقد أقاربك.
ربما كبار العائلة هم من قطعوا الأرحام وأنت لا ذنب لك , فلماذا تسير علي نهجهم وتقطع أنت أيضاً صلة رحمك وتنقل ذلك الي أبناؤك وأحفادك؛ لا تنظر للوراء صل رحمك وإسأل عنهم, واغرس بيدك شجرة الود .
*****
ربما لا يقابلك البعض منهم كما تحب لطول الجفاوقطع صلة الرحم؛ قم بدورك وافعل كل ما في وسعك لتزيل العقبات من طريقك واجعلهم بسؤالك عنهم الدائم وتواجدك في أفراحهم وأحزانهم يقربكم من جديد ويتجاوبوا معك وينسوا الماضي وجفاه, ربما ايضاً البعض منهم ينتظر سؤالك عنهم ويفرحوا به , وتذكر الحديث الشريف
في حديث عند مسلم (2558 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: (( يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي, فقال : لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك)).
المل :الرماد الحار
هناك أشكال كثيرة لصلة الرحم تتنوع من شخص لآخر وتتطور مع التكنولوجيا الحديثة ؛
فهناك الزيارات العائلية التي أتمني أت تعود مثل ما كانت عليه,
وهناك الاتصالات الهاتفية,
وهناك شبكة الانترنت التي قربت بنا أكثر وجعلتنا وكأننا نجلس في غرفة واحدة.
أكيد معظمنا نستخدمها كلها فوسيلة واحدة لا تكفي لصلة الرحم.
رمضان والأعياد وصلة الرحم
يكون لرمضان والأعياد شكلاُ وطعماً خاصاً حيث تكثر العزومات وما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات؛ أنا معكم أنه شهراً مختلفاً في كل شئ, ولكن كثيراً ما نري الود فيهما فقط , اتمني أن نجعل من السنة كلها رمضان, وعيداً سعيداً .
فالزيارة العائلية مهمة جداً في حد ذاتها بما تحمله من معاني,ليس شرطاً أن تكون الزيارة بالماديات فيكفي أن تدخل الفرحة عليهم وعلي أطفالهم ببعض الحلوي البسيطة؛ فمن ينظر للماديات وينتظر أقاربه ليأخذ ما يأتون به من هدايا لا لمجرد رؤيتهم والتحدث معهم والاطمئنان عليهم سوف يخسرهم قريباً جداً وحينها سوف يشعر بقيمتهم لا بقيمة ما يأتون به.
اتمني أن أكون وفقت في طرح الموضوع وأن ينال اعجابكم
الروابط المفضلة