إليك يا زوجي
رأيتها فهالني ما رأيت
صديقتي نجوى تلك الفتاة المرحة المتفائلة دائما
رأيتها الآن فوجدت وجه يتصنع الإبتسامة روح تعاند الألم قلب يصارع الحزن.
لم تتكلم ولكن عينيها تكلمت تحاول إخفاء الدموع
ونظرة العتاب التي ترمقها لزوجها بين الفينة والاخرى،
لسان حالها يقووول : لِمَ ... لِمَ فعلت هذا يا ربان سفينتنا وقائد مسيرتنا؟؟
حَباك الله بالعقل والحكمة فهلا استخدمتهما؟؟؟
: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (269)﴾ (البقرة).
مر شريط حياتها من أمامها ،
زواج تغمره السعادة وأسرة كغيرها من الأسر تواجه عقبات كل يوم فيتغلبان عليها سويا،
الى أن واجهتهما عقبة كبيرة أثقلت كاهليهما،
بحثا عن حلول
كانت تبحث وتتوقع من زوجها أن يشاطرها بحثها ومحاولاتها
لكنها تفاجأت برجل يطالبها بإيجاد حل ولا يكون منه إلا أن ينتظر حلها
متذمرا شاكيا متأففا ومتعجل جني الثمار،
ساءها موقفه وفقدت ثقتها فيه مما أوجد فجوة في علاقتهما ،
كانت تتوقع منه وهو صاحب العقل والحكمة أن يحتوي الخلاف ويصبر
ويكون عنده بعد نظر توقعت منه أن يتحكم في ذاته وغضبه وأن
يعطي الأولوية لصالح حياتهما الأسرية ووليس لصالح رغباته وراحته.
توقعت منه أن لا ينسحب ويهرب ويتركها وحيدة
أرادت أن تشعر بمواساته لها وتقديره لمشاعرها والإنصات لها
وعدم السخرية أو الإستهانة بما تقول.
نجوى ليست مذنبة إنه أمر ليس بيدها ولكن حتى لو كانت كذلك
فعليه أيضا أن يأخذ بيدها ليخرجها من جهلها ليعلمها الصح من الغلط.
ألم يعلمنا رسولنا الكريم كيف نحل خلافاتنا؟؟
ووجه الرجل بالذات لكيفية التصرف إن أهملته
زوجته وقصّرت في حقه وحق بيتها وأولادها؟
ما أروعك يا رسول الله علَّمت الزوج أن يبدأ توجيهه لزوجته
بالموعظة الحسنة وتذكيره لها بواجباتها
في الإسلام، وإن استمرت في الغلط يهجرها في المضجع
بل وحتى يضربها ضربا خفيفا وإن فشل فليشرك حكما من أهلها يساعده في إصلاح الأمور،
لعلها تفيق من سباتها وتفهم غلطها وتقلع عنه.
صرخت نجوى من أعماقهاااااااا :
أين
أنت يا صاحب القوامة فقد جاء دورك ؟
أوظننت القوامة في إلقاء الأوامر والنواهي ؟؟؟
لماذا تنسحب الآن ؟؟
إسلامنا يرفض إنسحابك ويأمرك أن
تحاول وتحاول وتحاول فحياة أسرتنا على المحك..
عاتبته دمعاتها وقالت له :
آاه يا زوجي
توقعت أن أجد مقاتلا شرسا يحيط بيته وأسرته بهالة من الحب والخوف والحماية
وإن واجهك ما تعجز عن حمايته لجأت لمختص يعينك على فهم الأمور ويوجهك وزوجتك لكيفية التواصل وحل الاموور.
فالأخصائي لحل الخلافات الزوجية يمكنه :
المساعدة في تحديد وسائل الحوار، والتواصل،
والتعامل، والسلوك، والاستجابات العاطفية واللفظية الخاطئة والسلبية،
والعمل على تدريب أي من الزوجين أو كلاهما على الأساليب الصحيحة في تبادل المشاعر والاحترام،
مع التخلص من السلوكيات والعادات الغير سليمة و التي تسبب الخلافات.
تتذكر زوجها الذي اعتبر زيارة الأخصائي مهمة صعبة وتوجيهاته لهم
أمور غير مجدية وغير ممكنه،
واشتكى من أجرته واعتبرها مصروفا يثقل كاهله
وتناسى أن الزواج بأخرى يحتاج أموال ومصاريف لبقية العمر .
تتذكر نجوى نصيحة أحدهم بضرورة العلاج خارج البلاد فيعتذر بقلة ذات اليد
لكنه يجد مالا لزواجه.
تستمر نجوى في التحدث مع ذاتها في صمت لكنه بقوة البركان
تتزايد تساؤلاتها ثم تقرر : سأخبر أهلي بقراره .
تتصل بوالديها وإخوتها ولما حضروا تقول لهم : سيتزوج سامر.
يسوود الصمت المكان حتى شهقة أمها لم تستطع الخروووج من هول المفاجأة،
: لماذا يا ابنتي هل قصرت في واجبه؟؟
ألا يجد طعامه وشرابه وثيابه وبيته في أفضل حال؟
وأنت هل أهملت نفسك وقصرت في إسعاده وتلبية رغباته؟
سبحاااان الله حتى لو كنت مقصرة ومذنبة
هل يحق له أن يتزوج بأخرى قبل أن يستنفذ كل الطرق والأساليب لإصلاح الاموور
؟؟؟؟؟
يعتقد البعض أنه بزواجه بأخرى يعلّم زوجته درسا لا تنساه
ويجبرها على طاعته واحترامه وتلبية احتياجاته،
بربكم أهذا زواج سعيد؟؟
اهذا بيت سيخرج منه حملة كتاب الله وقادة الامة؟؟
قال الكاتب الإجتماعي أسامة الحازمي:
يجب على كل زوج أن يعرف أن القوامة
هي القدرة على تحمل المسئولية ومواجهة
المشاكل وليس الهروب منها وتخطيها للوقوع بأكبر منها،
مشيراً إلى أن الرجل الذي
يهرب من مشاكله من زوجته الأولى،
ويعالجها بانتقامه بالزواج الثاني يعاني من الضعف
والخذلان ويعتبر سلوكه غير سوي وشخصيته ضعيفة
وغير قيادية ولاتستحق القوامة.
نعم لا يستحقها لأن جذور رفضها له وعدم طاعتها له ما زالت موجودة
وما أطاعته إلا كارهة وما زاد رصيده في قلبها بل نقص.
وأوضح الإختصاصي النفسي بالصحة النفسية بأبها علي أبو حكمة:
أن الزواج المتعدد شرع للتكافل الاجتماعي وليس للعقاب والانتقام
فإن أراد الزوج أن يعدد فليكن بعد استنفاذه كل الحلول
وليس لتلقين الزوجة درسا أو الإنتقام أو إستسهال الأمر .
تتمتم نجوى بكلمات قبل أن تتوجه لسجادتها :
هل تسمع يا زوجي
إليك أنت أرسل رسالتي
فاتقِ الله فإنك مسؤول أمام الله
وحامل للأمانه فهل أعطيتها حقها؟
الروابط المفضلة