أحياناً كثيرة تمر بنا موافق صعبة ، مشكلات كالتي تحدث في كل بيت ،
نتلفت حولنا نفكر ياترى لمن نفضفض ونبوح بما يزعجنا ونطلب العون
و النصح منهم بعد الله تعالى ،
نتذكر نافذتنا الإجتماعية ملاذنا المريح ، نهرع إليها لنبث آهاتنا
ونبوح بمشاعرنا ، نسأل المشورة من أخوات مخلصات ،
و ننتظر بشغف ما ستجود به أقلامهم من عبارات ونصائح
وربما دعاء ، جميعها أمور كفيلة بأن تهدأ من خلالها أنفسنا
ونستطيع بعدها أن نتعامل مع المشكلة الخاصة بنا بكل هدوء وروية
حتى تنتهي الأزمة و تتلاشى السحب و تعود لتشرق الشمس
وتسطع في حياتنا ،
بعد ذلك ماذا يحدث ؟
نعود لمنتدانا لنتجول في أركانه تارة هنا و تارة هناك ،
ولكن هل فكرنا بأن ندخل إلى ركن النافذة لنطمئن أخوات
كانوا في أشد القلق و الحزن علينا أثناء تلك المحنة التي مررنا بها ؟
أعطونا من وقتهم و تفكيرهم الكثير .... إبتهلوا لله بالدعاء لنا بظهر الغيب ،
أليس من الواجب أن ندخل أولاً لنطمئنهم و لو بكلمة واحدة ،
من منطلق هذه العبارة
( من لا يشكر الناس لا يشكر الله ) نقول .....
أيتها الأخت الكريمة إلى كل من تضع مشكلتها و تبث همومها و تطلب المشورة و العون من الله ثم من أخواتها ،
كما تحبي أن يقفوا بقربك في الشدة من واجبك أن تعودي
و تطمئنيهم عنك ....... تشكريهم لو بكلمات قليلة
لا أن تنسحبي و لا تعودي و كأن شيئا لم يكن ،
قال تعالى ( وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان )الرحمن 60
بالكلمة الطيبة و الثناء البسيط من غير تكليف تصبح الحياة أجمل،
تعطي دافعاً رائعاً للجميع ليبذل ما بوسعه و بمنتهى الإخلاص ،
نحن كأخوات في الله نعتبر نافذتنا هذه بمثابة بيتنا الثاني
الذي نَلوذ إليه لنقف بقرب من تحتاج إلينا من الأخوات ،
ندلي بأفكارنا و نصائحنا لتعود السعادة ترفرف على حياتها
كما أشركتنا حزنها و همها و قلقها ،
هناك أمر آخر في منتهى الأهمية تغفل عنه البعض
حين تقوم بطرح مشكلة حصلت بينها و بين زوجها،
وهى في قمة الغضب و التوتر ،
غالباً تكون مشكلة بسيطة ومن الممكن أن تحدث في
كل بيت ولكن بساعة الغضب تدخل صاحبتها و تشتكي
تطلب النصح كالمعتاد ثم ماذا ........
تختفي ولا تعود تنسى تماماً أن هناك أناس أعطوها من و قتهم
ومن تفكيرهم ، قلقوا عليها و دعوا الله أن يفرج كربها ،
وماذا .........
الردود تنهال من هنا و هناك ، و لكن لآ من مُجيب !!!
أليس من الواجب أن تعود وتطمئن أخوات لها ؟؟
لماذا نسيت الأمر تماماً و حتى الردود ؟؟
الجواب لأنها بكل بساطة إنتهت مُشكِلتها مع زوجها و عادت المياه
لمجاريها بأسرع مما توقعت ،
و لكن يبقى الموضوع الذي طرحته معلق !!
أليس من الأفضل لها و لنا لو أنها تريثت و انتظرت حتى تهدأ
نفسها قليلاً و بعد ذلك ترى إن لم تحل المشكلة و احتارت في أمرها
عرضتها على أخواتها ؟
نحن لا نطالب بعدم اللجوء للأخوات عند حدوث مشكله
لبعضكم ولكن نطالب فقط بأن تكون الأخت صاحبة هذه القضية
أكثر تعقلاً عند طرح معاناتها ، و التريث والصبر يكون حليفها ،
كم هو جميل أن نتعلم من بعضنا كيفية التعامل مع المسائل
البسيطة منها و الصعبة ،
كم هو رائع أن نعرف متى نسأل المشورة و كيف ،
كم هو رائع أن نصبر بعد طرح المشكلة و لا نتذمر و نطالب
بالرد السريع ،
أحيانا تدخل بعض الأخوات هداهن الله ، تطرح معاناتها و تنتظر
قليلاً لتعود بعد برهة ولا تجد أي رد ، ماذا تكون ردة فعلها ؟
تبدأبالتذمر وبالمطالبه برد سريع و أحيانا توجه للأخوات كلمات لاذعة !!!
لماذا ......
لأنها بكل بساطة متوترة و قلقة ، أليس من الأفضل
أن تتحلى بالصبر و تعطي الأخوات العذر لعدم ردهن عليها ،
لأنه بكل بساطه و بكل تأكيد أن عدم ردهم كان لبعض
هذه الأسباب منها على سبيل المثال .........
* قامت بطرح مشكلتها أو شكواها بوقت متأخر من الليل،
*أو ربما في الصباح الباكر، أو مثلاً
*في عطلة نهاية الأسبوع ،هذه الأوقات جميعها يكون
اعتبارها و الصبر و التروي تجعله شعارها ،
لأن الجميع سيرون موضوعها ويحاولوا أن يساعدوها
أو على الأقل يساندوها ،
النافذة الأجتماعية وضعت لتكون منكم و إليكم تذكروا هذا جيداً ،
هناك أيضا أخوات أسأل الله لهن الهداية ، حين تشتكيأحداهن
وتقوم بسرد قصتها أو معاناتها بسبب أحد الأقارب
أو حتى الأصدقاء ،
ماذا يحدث ؟
البعض يساندها و يشد على يدها و من الممكن أن تنهال بالدعاء على من ظلمها !!!!
نقول هذا بكل تأكيد أكبر خطأ ، أليس من الأفضل أن ندعي
لها ولمن تشتكي منه بالهداية ؟...
لأننا بكل بساطة لم نستمع إلا لطرف واحد
ولم نستمع للطرف الآخر ، من واجبنا أن نقدم لها النصيحة فقط،
و بما يرضي الله تعالى ، لأننا سوف نحاسب على كل كلمة
نكتبها هنا أمام الخالق سبحانه و تعالى ،
قال تعالى ( ما يلفظُ من قول إلآ لديهِ رقيبٌ عتيدٌ) ق 18
هذه النقطة بالذات أخواتي يجب ان نحرص عليها في جميع
تعاملات الحياة و ليس فقط مع مشكلات النافذة،
ختاماً
همسةً لكن أحبتي رواد النافذة الأجتماعية،
عند دخولكم النافذة إعلموا أنكم ببيتكم الثاني
تصرفوا بكل مسؤلية، تعاملوا مع المشكلات المطروحة
بكل أمانة لأن ما تقدمونه لأخواتكم من نصائح سوف يجازيكم
الله تعالى عليه ،
تعاملوا معها بتعقل وحيادية قدر المستطاع حتى لا تظلموا أحد
من غير قصد منكم ،
تذكروا حديث المصطفى صلى الله عليه و سلم حين قال :
إعلموا يرعاكم الله أننا جميعا أخوات في الله ، سعادتنا
من سعادتكم ،يهمنا جداً حين تلجأن إلى نافذتكن هذه التي و ضعت
من أجلكم أن تجدوا فيها كل المتعة و الفائدة ،
إذاً ليكن تعاملكم معها بمنتهى الحب و الإخلاص لأنها بكل بساطة
هى ،
( منكم وإليكم )
و فقكم الله و رعاكم ،
الروابط المفضلة