بسم الله الرحمن الرحيم
زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير
المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة
والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا
أل عمران 14
مازال للمولود الذكر زهوة وفرحة لا يضاهيها
شىء , لقد رزقت بالبنين والبنات ولله الحمد
لم يكن لأحدهم فرحة أكبر من الأخر فجميعهم أبنائى وقرة عينى ..
لن أخفيكم سرا بأنى عندما رزقت بمولودى الذكر
شعرت بالخوف !!!
فالبنت (الأنثى ) مهما كبرت فى السن تبقى طوعا لوالديها
أما الولد (الذكر) فأنه بطبيعة الحال له بعض
الحرية التى تمكنه من الخرج عن نطاق الأسرة قليلا ..
أما شعورى بالخوف فبسب ما أشاهد من أمثلة لكثير من الشباب ..لن أقول عليه ضائع ولكن تتميز أفعالهم بالجموح والجنوح ألى الخطر
وكل ما يفعلونه يثير القلق .
*******
فما هو التصرف الملائم لمثل هذه النوعية من الشباب؟؟
أعتقد أنه ليس تقصيرا من الأهل ..
لأن كل الأباء والأمهات يريدون أن يروا أبنائهم أفضل منهم
لا أعلم هل هو تمرد من جانب الشباب أم هو
تنفيس للكبت الذى يتعرضون له أم هو
أنصياع وراء تقاليع الشباب!!
وقد يكون التمرد لدى الشباب على الأهل غير منطقى وبدون أسباب لأن على الشاب أولا وقبل أن يطالب بأن يمنحه والديه الثقة أن يثبت لهم بأنه على درجة من الوعى والمسؤلية تجعله أهلا لها
**********
أما الكبت فهو دائما يؤدى ألى الأنفجار
والممنوع دائما مرغوب
وكلما زادت القيود زاد التمرد
!!!
أننا نفتقد فى بلادنا العربية للغة الحوار
بين الأجيال
وبالرغم من أننا ونحن صغار قد مررنا بهذه التجربة
ألا أننا عندما كبرنا لم نستطع تخطيها أيضا
وللعلم فأن أصعب المواجهات هى ..
أن تواجه نفسك !!
فلا بد وأن ينظر الشاب لتدخل أهله فى مستقبله من زاوية أخرى غير أنهم يتدخلون فى شئونه أكثر من اللازم..
فلو فطن الشاب ألى أهله على أنهم أناس يهتمون لأمره وليست المسألة فرض رأى وسيطرة
ولو فطن الأهل ألى التناقض بين القيم التى تربوا عليها وبين سعيهم ألى تربية أبنائهم بالطريقة
التى يعتقدون بأنها الطريقة الأمثل
وبين ما يواجهه الشباب كل يوم من زملائهم فى الدراسة أو العمل , أو ما يتلقاه من
وسائل الأعلام..
..
فأكثر الشباب يعيش حياة مزدوجة
حياة أمام عائلته تملأها القيم والمثل !!
وحياة أخرى يعيشها مع أصدقائه بدون ضوابط
ولا أوامر !!
وكما كنا ونحن صغار نتمنى أن يستمع ألينا والدينا فكذلك هم .
فالأب ينظر لأبنه كأنه عجينة صلصال
يستطيع أن يشكله كيفما يشاء..
بغض النظر عن أحساس الشاب وبدل من أن يستمع الشاب ألى نصائح والديه فأنه يتمرد عليهم كخيل البرية!!
وقد نعتقد بأن التعامل معهم هو ضربا من الخيال
ولذا لن يتلاقوا أبدا فى نقطة واحدة ..
على العكس !! فالحل بسيط جدا عكس ما يتخيلون
الحل يكمن فى الأستماع ألى رغبات هؤلاء
الشباب دون الأستخفاف بهم وبأحلامهم
ويكمن أيضا فى تطبيق الديموقراطية
فى التعامل..
وليست الديموقراطية المستوردة !!
نعم المستوردة... والتى تبيح للشباب من الجنسين الأنفتاح على العالم من سن صغيرة والأستقلالية
والحرية الزائدة عن اللزوم والتى تؤدى بدورها ألى كوارث بين الجنسين ..
لذلك حرص الأسلام حرصا شديدا على أن يكون أبنائه صالحين وأقوياء بتنشئتهم فى حضن أمين
قال تعالى .. شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى
أكلها كل حين بأذن ربها
ابراهيم 25
فلا بد من تثقيف الأبوين لكى يستطيعوا التعامل مع أبنائهم والتحدث معهم بلغة العصر الذى يعيشونه
واختيار المناسب منه والذى يتلائم مع ديننا
وشريعتنا الغراء.
وأيضا تثقيف الأبناء والذى يؤدى بدوره ألى فهمهم لتصرف الأباء مما يساعدهم ألى أن يتقابلوا فى
طريق واحد يؤدى بهم ألى
طريق السلامة
الروابط المفضلة