انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 1 من 12 1234511 ... الأخيرالأخير
عرض النتائج 1 الى 10 من 114

الموضوع: الزواج من الأرامل والمطلقات سنة متبعة في المجتمع الاسلامي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الردود
    152
    الجنس
    ذكر

    المواضيع المتميزة الزواج من الأرامل والمطلقات سنة متبعة في المجتمع الاسلامي

    بسم الله الرحمن الرحيم



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    = الزواج من الأرامل والمطلقات سنة متبعة في المجتمع الاسلامي =
    1- فإن الإسلام ، ذلك الدين العظيم الذي أنزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، هو رسالة هداية ورحمة للعالم كله . والرسول صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل والأنبياء وقد بُعث الى الناس كافة ، ولذلك أحاطت الشريعة الإسلامية بجميع أفعال الإنسان إحاطة تامة شاملة . قال سبحانه وتعالى : ] الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإسلام دِينًا [.[ المائدة : 3 ] .
    ونتيجة لتطبيق الأحكام الشرعية ، بما فيها أحكام الزواج ، وصل المجتمع الإسلامي الى قمة الرقي التي لم يصلها أي مجتمع آخر في التاريخ . ففي ظل تطبيق الإسلام ، تيسرت كافة الوسائل المتعلقة بالزواج ، واختفى التبرج من المجتمع الإسلامي ، واختفت الفواحش واختفت الدعوة إليها أيضا . فكان المجتمع الإسلامي بحق أرقى مجتمع عرفه التاريخ وعرفته البشرية . ومن المؤشرات القوية على رقيه ونهضته ، نظراته العملية المستنيرة إلى مختلف جوانب الحياة ، ومنها نظرته إلى مسألة الزواج ، فقد كانت إيجابية جدا ، وسهلة سلسة ، نظرة تحث كثيرا على النكاح ، نظرة لا ترى غضاضة في زواج المطلقة والأرملة فور انتهاء العدة ، وإن تكرر الطلاق والترمل وبالتالي الزواج ، وسوا ء أكان لهما أطفال أم لم يكن ، بل وأكثر من ذلك السماح بالتعريض والتلميح بالزواج ، أثناء العدة ، لكل من المطلقة طلاقا بائنا والأرملة . فالمجتمع الأسلامي ينظر لزواج الأرملة والمطلقة نظرة ارتياح ، كنظرته إلى أي زواج آخر . نظرة تقر للرجل أن يجمع بين أكثر من زوجة الى أربع في وقت واحد ( تعدد الزوجات ) ، كما تقبل منه أن يعرض ابنته أو أخته على أهل الإسلام للزواج منها سواء أكانوا متزوجين أم لا . وتقر نظرة المجتمع للمرأة أن تتحرك في طلب النكاح ، فتعرض نفسها على أهل الصلاح من المسلمين ، عزابا كانوا أم متزوجين . نظرة تشجع على تخفيف المهور وتيسير أمرها ، حتى لو كان المهر فقط تعليمها شيئا من القرآن الكريم ، نظرة تحضّ على تكثير النسل وتفخر به ، نظرة تأمر الحاكم والجماعة والأفراد بالحثّ على النكاح والسعي فيه . كل ذلك ساهم في الإقبال على الزواج ، وانتشاره على أوسع نطاق ، وبذلك وبتطبيق بقية أحكام الإسلام ، سادت السكينة والطمأنينة في المجتمع كله . وسهّل كل ذلك على المسلمين حمل الدعوة الإسلامية إلى مختلف الشعوب والأمم لإخراجها من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام .
    إذا في ظل تطبيق أنظمة الإسلام وأحكامه لم تكن المطلقة والأرملة تعاني ، ولم يكن الترمل والطلاق يشكل مشكلة في المجتمع الإسلامي مطلقا ، بل كانت الأرملة ومثلها المطلقة تقبل على الزواج بعد إنتهاء عدتها من زوجها المتوفى ، أو بعد انتهاء عدة طلاقها . وكانت نظرة المجتمع لهما نظرة عادية جدا كغيرهما من النساء ، ولم يكن وجود أولاد عندهما يشكل عائقا أمام زواجهما .
    وعليه فالقاعدة في المجتمع الإسلامي ، أنه عندما تكثر الأرامل كما في حالات الجهاد في سبيل الله مثلا ، أن يسارع الرجال للزواج منهن ، وهو الأمر الذي فعله الصحابة والتابعين ، رضي الله عنهم ، بحيث أصبح الزواج من الأرامل عرفا محببا في المجتمع الإسلامي . كيف لا وقد رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم يسارع بالزواج منهن ، كما سمعوا قول الله تعالى : ( وانكحوا الايامى منكم ) ومعنى ايامى أي من لا زوج له من ذكر وأنثى . وقد أقبل الصحابة والتابعين على الزواج من الأيامى ، من مطلقات وأرامل بحيث لا يكادوا يدعوا امرأة واحدة بدون زوج ، بل يسارعون إلى الزواج منها بغية رعايتها ورعاية أطفالها معها ، إن كان لديها أطفال ، وكسب الثواب ونوال رضوان الله سبحانه وتعالى ودخول الجنة . هذا هو مجتمع الرسول عليه السلام والصحابة ، رضي الله عنهم ، مجتمع التراحم والتكافل حتى في الزواج . وهو أفضل مجتمع فهم الاسلام ومقاصده ، فينبغي للمسلمين ، في جميع العصور ، أن يتخذوا من هذا المجتمع النموذج الراقي الذي يحذون حذوه ويقتدون به .

    2- واليوم في المجتمعات الراهنة التي يعيش فيها المسلمون ، في ظل غياب تطبيق أنظمة الإسلام عنها ، انقلبت الأمور رأسا على عقب ، وأصبحت الأرملة تعاني ، والمطلقة تعاني ، والبكر تعاني ، والكل يعاني من مشاكل شتى كما هو مشاهد ومحسوس في بلاد المسلمين . فتطبيق الإسلام رحمة للمسلمين ، كما هو رحمة للعالمين .
    وفي غياب تطبيق الإسلام والعيش الطبيعي في ظله نشأت عادات بالية وتقاليد مستهجنة كثيرة في بعض أوساط المسلمين ، مثل انتشار فكرة عدم تحبيذ الزواج من المطلقة والأرملة ، ومنها منع الأرملة من الزواج ثانية واعتبارها ملكية خاصة لأهل زوجها يتحكمون بها كما يشاؤون ، فيتدخل أبو الفقيد واخوته وأقاربه ، تحت حجج واهية لا يقرها الإسلام ولا يقرها العقل السليم ، لمنعها من مواصلة حياتها في كنف زوج آخر تجد عنده المودة والرحمة والكفالة المادية والمعنوية . وإذا كان عندها أولاد كان المنع أشدّ . وفي أحسن الأحوال يتدخلون ليفرضوا عليها الزواج من شقيق زوجها المتوفى أو أحد أفراد عائلتهم ، وان لم تكن تريده زوجا لها . وبعضهم يعتبر الأرملة المتقدمة في السن التي تريد الزواج ، ( متصابية ) ، وقد يبالغ البعض ويعتبر زواجها عملا غير أخلاقي ، متجاهلين مختلف حاجاتها ومنها الحاجة النفسية إلى الصحبة والتراحم ووجود أليف يؤنس وحدتها . كما أن كثيرا من الأرامل اليوم أصبحن يخشين من الزواج ثانية خوفا من نظرة المجتمع المجحفة بحقهن والتي تسلقهن بألسنة حداد .

    ويحسن بنا ، في هذا المقام ، التذكير بأن الأرامل المتقدمات في السن كنّ يتزوجن على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام وما تلاه من عهود الخير . ومن الأمثلة على ذلك سودة بنت زمعة رضي الله عنها ، فها هي تتزوج وهي في الخامسة والخمسين من عمرها ، والذي تزوّجها هو رسول الله عليه السلام . فينبغي للأرملة المتقدمة في السن أن تتوكل على الله سبحانه وتعالى وألا تسمح لليأس بالتطرق إلى نفسها ، ولها في رسول الله عليه السلام وفي أم المؤمنين سودة بنت زمعة ، رضي الله عنها ، خير اسوة .

    3- لقد حدّد لنا الإسلام طريقة خاصة في الحياة ، وفرض علينا أن نسلكها ، قال تعالى : ]وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [ . [ الأنعام : 153 ] .
    وعندما كانت الأمة الإسلامية قوية ودولتها قائمة ونظامها مطبقا كانت هذه الطريقة في الحياة موجودة على أرض الواقع ، ممثلة بأنظمة الإسلام وأحكامه كلها ، وكانت الأمة محصنة من أي اختراق ، وكان المسلمون في مختلف عصورهم يستسيغون جميع أحكام الإسلام ويطبقونها ، بما في ذلك أحكام النكاح ، وبما في ذلك زواج الأرملة والمطلقة ، سواء كانتا ذواتي أولاد أم لا .
    فصلاح وفلاح الأمة يكمن في تطبيق أحكام الإسلام كلها ، ومهاجمة هذه الأحكام إنما هو كفر بالله عز وجل ، وخدمة لأعداء الإسلام ، وإتباع للهوى .
    فحتى تتغير الثقافة السائدة في بعض الأوساط والمعادية لزواج الأرامل والمطلقات ، وحتى يتغير واقعنا السيء كله الذي نعبشه اليوم ، وحتى تعود الأمة خير أمة أخرجت للناس ، وحتى تتبوأ موقعها الذي أراده الله لها ، باعتبارها أفضل الأمم وآخر الأمم ، وحتى تنهض من جديد ، عليها أن تتمسك بهذا الإسلام العظيم ، عقيدة وشريعة ، وتعود للحياة الإسلامية بإقامة المجتمع الإسلامي ، الذي يوحد الأمة ، ويطبق الإسلام عليها ، ويحمله رسالة الى العالم كله حتى يشاهد الناس عظمة الإسلام وأنظمته أحكامه على أرض الواقع ، فيدخلوا في دين الله أفواجا كما دخلوه أول مرة .
    * فعملا بقول الله سبحانه وتعالى :-
    ] ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [ . [ النحل : 125 ] .
    * وعملا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام :-
    ( بلغوا عني ولو آية ) . صحيح البخاري – ك أحاديث الأنبياء – ب ما ذكر عن بني إسرائيل ، "3461 " .

    - ورغبة فيما عند الله من الأجر والمثوبة .……….
    - ودعوة للإقتداء بالصحابة والصحابيات رضي الله عنهم ...
    - ومساهمة في مواجهة الهجمة الغربية الشرسة وغير الأخلاقية ................
    - ونشرا للثقافة الإسلامية الأصيلة في مقابل الثقافات المسمومة الدخيلة ........
    - وحثا على عودة المجتمع الإسلامي حيث تسود القيم السامية ...
    - وتصحيحا لكثير من أذواق العامة المخالفة للشريعة .…
    - وبيانا لسهولة ويسر الزواج في ظل الإسلام ...…
    أعددت هذه الحلقات العلمية بهدف التشجيع على الزواج من النساء الارامل والمطلقات .
    أسأل الله تعالى أن يجعلها من العلم الذي ينتفع به ، وأن تكون في ميزان حسناتي ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
    ( عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا مات الإنسان ، انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة ، إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) . صحيح مسلم – كتاب الوصية – باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته ، " 1631 " .
    وأسأل الله عز وجلّ أن يكون ما أكتبه هو من باب العلم الذي ينتفع به ان شاء الله تعالى .
    يتبع
    آخر مرة عدل بواسطة Salma1 : 01-07-2008 في 09:13 PM السبب: اضافة الشعار..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الردود
    152
    الجنس
    ذكر
    بسم الله الرحمن الرحيم
    - الحلقة الثانية –
    من أجل السهولة والوضوح فقد فضّلت الفصل بين موضوع الأرامل وموضوع المطلقات ، وهنا سيكون متعلقا بالارامل فقط وقريبا أفتح موضوع آخر بخصوص الزواج من المطلقات ان شاء الله .

    = زواج الأرامل في المجتمع الإسلامي =
    خلافا لبعض أديان وفلسفات الكفر فإنّ هذا الدين العظيم ، الإسلام ، لا ينهي حياة الزوجة عند وفاة زوجها ، ولا يطالبها بحرق نفسها ، ولا بحياة الرهبنة بعده ، وإنما يطالبها أولا بالإيمان بقضاء الله وقدره والصبر على هذا المصاب الذي ألمّ بها ، وأن تدعو الله أن يخلفها في مصيبتها هذه خيرا منها كما في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام :-
    ( عن أمّ سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإنّ الملائكة يؤمنون على ما تقولون . قالت : فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، إنّ أبا سلمة قد مات . قال : قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة . قالت : فقلت ، فأعقبني الله من هو خير لي منه محمدا صلى الله عليه وسلم ) . صحيح مسلم – كتاب الجنائز – باب ما يقال عند المريض والميت .
    - العقبى : العوض والعطاء .
    وكذلك يحثها الإسلام على مواصلة الحياة والعطاء لنفسها ولمجتمعها الاسلامي ، بما في ذلك الزواج مجددا والإنجاب إن أمكن الإنجاب . وفعلا كانت الأرملة في المجتمع الإسلامي ، الذي يحكم بما أنزل الله ، لا ترى بأسا في أن تتزوج ثانية وثالثة ... دون أيّ حرج يصيبها جراء زواجها المتكرر . فالمجتمع في ظل عهود الدولة الأسلامية ، كانت أعرافه طيبة ، وناشئة عن أحكام الإسلام ومفاهيمه . وكانت هذه الأعراف تقر زواج الأرملة وتشجع عليه وتعتبره أمرا طيبا لا يثير حرجا ولا استنكارا من أحد ، لا من أهل الأرملة ، بما فيهم أولادها ، ولا من أهل زوجها الفقيد ، بل على العكس رأى فيه المسلمون قربة إلى الله عز وجلّ ، واعتبروا أنّ من يتزوج الأرملة رغبة في إغاثتها ورعاية أطفالها ، إن وجدوا ، يستحق الثواب والأجر من الله سبحانه وتعالى ، والاحترام والتقدير من المجتمع .
    ومن ناحية أخرى فإن المشهور أن نظرة الإسلام إلى الزواج أصلا هي نظرة إيجابية ، تحبذه وتحث عليه ، باعتباره نظاما ينظم صلات الذكورة والانوثة ، وبه يتم الاحصان والعفاف ، وتوجد الأسرة ، وعنه ينتج التناسل ، ويحصل تكاثر النوع البشري . وقد اعتبر الإسلام العلاقة الزوجية علاقة سكن ومودة وتراحم ، وكلا الزوجين بحاجة إلى مثل هذه العلاقة ، فلا شك أن وجود الرجل أو المرأة في علاقة زوجية دائمة هو الأفضل وهو الأصل في حياة المسلم والمسلمة . ووفاة أحد الزوجين ليس بيد الإنسان ، وانما هو أمر يقع في دائرة القضاء والقدر التي تسيطر عليه ، فكون الأرملة تتزوج ثانية هو أمر طبيعي لأنها امرأة كبقية النساء وبحاجة إلى السكن والإطمئنان والمودة والعشرة الحسنة .
    وعليه فالنظرة السلبية المعارضة لزواج الأرملة والموجودة في بعض أوساط المسلمين ، هي نظرة خاطئة جدا ، ولا أصل لها في الإسلام ، بل نشأت في ظل غياب الإسلام عن التطبيق في الحياة . وهي نظرة فيها ظلم كبير للأرملة ، ولا تراعي حالها وحاجاتها المختلفة ومنها الإحصان ، والعشرة الزوجية الطيبة ، وتُعرضها لأخطار نفسية وأخلاقية ومادية .
    وفيما يلي نذكر بعض الأدلة على جواز زواج الأرملة ثانية وثالثة ، بل والحث عليه وتشجيعه :-
    * أولا :-
    قال سبحانه وتعالى :( ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لألي الألباب ) .
    فالزواج بنص الآية الكريمة ، فضلا عن الواقع ، فيه مودة ومحبة ورحمة وهذا الامر بحاجة إليه الرجال والنساء ، وبحاجة إليه الارملة أيضا ، مثلها مثل بقية النساء . وليس بالضرورة أن تكون الأرملة كبيرة في السن ، بل هناك أرامل كثيرات شابات ، وخصوصا أرامل الشهداء ، وما أكثر الشهداء في أمة الإسلام ، فهنّ بحاجة إلى ما تحتاجه كل النساء من إشباع لمشاعرهن وعواطفهن ، وحاجات أخرى عديدة ، وهذا ما يدعوهن إلى معاودة النكاح بعد وفاة أزواجهن ، وهو الأمر الذي انتشر على نطاق واسع في العصور الإسلامية ، وخصوصا عصر الرسول عليه الصلاة والسلام ، والصحابة رضي الله عنهم .

    * ثانيا :-
    قال سبحانه وتعالى :( وأنكحو الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائك ) . [ سورة النور : 32 ] .
    والأيامى جمع أيم ، وهو الشخص الذي لا زوج له سواء أكان رجلا أم امرأة ، بكرا أم ثيبا ، أرملة أم مطلقة .
    والآية تدعو الى الزواج وتحث عليه ، وتطلب من جميع المسلمين غير المتزوجين أن يتزوجوا ، وتطلب من جميع المسلمين أن يسعوا في تزويج الأيامى ، أي كل من لا زوج له من ذكر وأنثى ، والخطاب فيها عام يشمل جميع المسلمين ، رجالا ونساء ، فيشمل الحكام والقضاة والآباء كما يشمل المرأة نفسها ، إذ لها أن تسعى في تزويج نفسها وتزويج غيرها من النساء اللواتي هنّ بلا أزواج ، ويدخل فيهن المطلقات والأرامل .
    = قال ابن كثير في تفسير الآية :- ( هذا أمر بالتزويج ... الأيامى جمع أيم ، ويقال ذلك للمرأة التي لا زوج لها وللرجل الذي لا زوجة له وسواء كان قد تزوج ثم فارق أو ام يتزوج واحد منهما ... ) . تفسير ابن كثير – سورة النور – الآية رقم " 32 " .
    = قال القرطبي :- ( هذه المخاطبة تدخل في باب الستر والصلاح ، أي زوجوا من لا زوج له منكم فإنّه طريق التعفف ... واتفق أهل اللغة على أن الأيم في الأصل هي المرأة التي لا زوج لها ، بكرا كانت أو ثيبا ... ) أحكام القرطبي : سورة النور – الآية رقم " 32 "

    = قال العلامة السّعدي :- ( يأمر تعالى الأولياء والأسياد بانكاح من تحت ولايتهم من الأيامى وهم من لا أزواج لهم من رجال ونساء ثيبات وأبكار . فيجب على القريب وولي اليتيم أن يزوج من يحتاج للزواج ممن تجب نفقته عليه ، وإذا كانوا مأمورين بانكاح من تحت أيديهم ، كان أمرهم بالنكاح بأنفسهم من باب أولى ) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان : تفسير سورة النور – الآية رقم " 32 " .

    = قال الدكتور محمد علي الحسن والاستاذ عبد الرحيم فارس أبو علبة :- ( وعليه فيكون الخطاب ( وأنكحوا ) عام لجميع المسلمين بدون استثناء ، أي للمرأة والرجل وللقاضي والحاكم وللآباء والأقارب من العصبة وغيرهم . وفي عموم الخطاب توجيه للمسلمين بأن لا يبقوا أحدا بينهم بدون زواج . فالأعزب من الرجال مطلوب منه الزواج ، والعزباء من الاناث مطلوب منها الزواج والمطلقة مطلوب منها الزواج ، والارملة مطلوب منها الزواج ... ) . كتاب تفسير سورة النور : ص 174 .

    * ثالثا :-
    قال تعالى :( عسى ربّه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا ) .[ سورة التحريم : 5 ] .
    ويلاحظ أن الله ، سبحانه وتعالى ، قد قدّم في الآية الكريمة ذكر الثيبات على الأبكار ، ربما لأنّ فرص الزواج أمام الثيبات عادة ما تكون أقل منها أمام العذارى ، فشجّعهن الله ، سبحانه وتعالى ، على الزواج وأنه لا شيء في كونها ثيبا يقلل من قدرها . والثيب هي من سبق لها الزواج سواء أكانت مطلقا أو أرملة . فالنظرة إلى زواج الأرامل في الإسلام نظرة إيجابية تأخذ مصالحها بعين الإعتبار ولا تهملها خلافا لما عليه بعض الأوساط في مجتمعات المسلمين اليوم .
    ورغم أن الآية موجهة لنساء الرسول صلى الله عليه وسلم ، إلا أنّ أحدا لا يقول أن زواج الأرامل هو من خصوصيات الرسول صلى الله عليه وسلم . بل هو قدوة الأمة فيه .

    * رابعا :-
    تركيز النظرة الإيجابية لزواج الأرامل والمطلقات
    يتحدّث القرآن الكريم عن زواج الأرامل والمطلقات كحدث طبيعي يقع في المجتمع ولا يثير أي استهجان ، فضلا عن أن يكون مخالفا لخلق الوفاء ، مبينا بعض أحكامه ، كما في قوله تعالى :- { وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ } .
    [ سورة النساء : 23 ] .
    والربائب هن بنات الزوجة من زوج سابق ، وهن محرّمات على الزوج تحريما مؤبدا إن كان قد دخل بأمهن . ومثل هذا الزوج إن قام برعاية بنات زوجته على الوجه المطلوب واحسن تربيتهن دخل بهن الجنة ، مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سعى على ثلاث بنات فهو في الجنة له أجر المجاهد صائما قائما ) .
    = قال ابن كثير :- ( وأمّ الربيبة ، وهي بنت المرأة ، فلا تحرم حتى يدخل بأمّها ، فإنّ طلّق الأم قبل الدخول بها جاز له أن يتزوج بنتها ... ) تفسير ابن كثير : سورة النساء – الآية رقم " 23 " .
    = قال الطبري :- ( وأمّا الربائب فإنّه جمع ربيبة ، وهي ابنة امرأة الرجل ... ) تفسير الطبري : سورة النساء – الآية رقم " 23 " .
    = قال القرطبي :- ( والربيبة بنت امرأة الرجل من غيره ... واتفق الفقهاء على أن الربيبة تحرم على زوج أمّها إذا دخل بالأم وان لم تكن الربيبة في حجره ) أحكام القرآن : سورة النساء – الآية رقم " 23 " .

    * خامسا :-
    ومما يؤكد تشجيع الإسلام للأرامل على الزواج ثانية أنّه سمح
    بالتعريض للأرملة أثناء عدتها .
    والتعريض هو خلاف التصريح ، وهو أن يقول شيئا يحتمل أكثر من معنى ، المعنى الظاهر وليس هو المقصود ، والمعنى غير الظاهر وهو المقصود . وعلى سبيل المثال يقول لها أنت جميلة ومرغوب فيك ، وفيك صفات المرأة الصالحة ، وأنا أبحث عن زوجة ، أو يذكر لها أخلاقه وعلمه وأنه لو تزوج لا يظلم وما شابه ذلك من الكلام . والأرملة أيضا تعرض في جوابها فتقول مثلا : خيرا ان شاء الله .
    والدليل على جواز التعريض للأرملة أثناء فترة عدتها من زوجها المتوفى قوله تعالى :- ] وَالذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ . وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ … [. [ البقرة : 234 + 235 ] .
    ومن الأدلة أيضا ما رواه البخاري في صحيحه :-
    ( باب قول الله عز وجل لكم ] وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أو أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ [ الآية إلى قوله : ] غَفُورٌ حَلِيمٌ [ .[ البقرة : 235 ] . أكننتم : أضمرتم ، وكل شيء صنته وأضمرته فهو مكنون . 5124 : وقال لي طلق : حدثنا زائدة ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : ] فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ [ يقول : إني أريد التزويج ولوددت أنه تيسر لي امرأة صالحة . وقال القاسم : يقول إنك عليّ كريمة وإني فيك لراغب وان الله لسائق إليك خيرا ، أو نحو هذا . وقال عطاء : يعرّض ولا يبوح ، يقول : إنّ لي حاجة ، وأبشري ، وأنت بحمد الله نافقة ، وتقول هي : قد أسمع ما تقول ولا تعد شيئا ... ) صحيح البخاري – ك النكاح – ب باب قول الله عز وجل لكم ] وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ ... ، " 5124 " .
    ( عن مالك ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه أنه كان يقول في قول الله تبارك وتعالى : ] وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أو أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلا أَنْ تَقُولُوا قَوْلا مَعْرُوفًا [ : أن يقول الرجل للمرأة وهي في عدتها من وفاة زوجها : إنك عليّ لكريمة ، وإني فيك لراغب ، وإن الله لسائق إليك خيرا ورزقا ، ونحو هذا من القول )موطأ مالك – كتاب النكاح – باب تفسير : قال رسول الله فيما نعلم .
    = قال الشافعي :- ( كتاب الله يدل على أن التعريض في العدة جائز لما وقع عليه اسم التعريض إلا ما نهى الله عز وجل عنه من السر ، وقد ذكر القاسم بعضه . والتعريض كثير واسع جائز كله ، وهو خلاف التصريح ، وهو ما يعرض به الرجل للمرأة مما يدل على أنه أراد به خطبتها ... ) الأم – كتاب النكاح – باب التعريض في خطبة النكاح .

    * سادسا :-
    سمح الإسلام للأرامل بالتّعرض للخطاب .
    سمح الإسلام للأرامل بالتعرض للخطاب على امل الزواج منهن وذلك في قوله تعالى :- ( فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف ) . [ سورة البقرة : 234 ]
    * قال في تفسير الجلالين : ( فيما فعلن في أنفسهن " من التزين والتعرض للخطاب ) .
    = قال ابن كثير :- ( … عن ابن عباس : إذا طلقت المرأة أو مات عنها زوجها ، فإذا انقضت عدتها ، فلا جناح عليها أن تتزين وتتصنع وتتعرض للتزويج فذلك المعروف . وروى عن مقاتل بن حيان نحوه ، وقال ابن جريج عن مجاهد ] فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف " قال : النكاح الحلال الطيب . وروى عن الحسن والزهري والسدي نحو ذلك )تفسير ابن كثير : سورة البقرة – الآية رقم " 234 " .
    وقد طبقت بعض المسلمات الأرامل هذا الحكم عمليا وبإقرار من الرسول عليه الصلاة والسلام ، كما في الحديث الصحيح التالي :-
    ( عن ابن شهاب قال : حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنّ أباه كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم الزُّهري : يأمره أن يدخل على سبيعة بنت الحارث الأسلمية فيسألها عن حديثها وعن ما قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم حين استفته ، فكتب عمر بن عبد الله بن الأرقم إلى عبد الله بن عتبة يخبره : أن سُبيعة بنت الحارث أخبرته : أنها كانت تحت سعد بن خولة ... فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل ، فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته ، فلما تعلت من نفاسها تجمّلت للخطاب ، فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك ، رجل من بني عبد الدار فقال لها : ما لي أراك تجمّلت للخطاب ترجين النكاح ، فإنك والله ما أنت بناكح حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر ، قالت سبيعة : فلما قال لي ذلك جمعت عليّ ثيابي حين أمسيت وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك ، فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي ، وأمرني بالتزوج إن بدا لي ) البخاري – كتاب المغازي – 10 باب : . ورواه مسلم في كتاب الطلاق – باب انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها .
    - تنشب : تلبث . - تعلّت : طهرت . - حللت : أكملت العدة .
    وفي رواية الإمام أحمد في مسنده : ( ... فلقيها أبو السنابل ... وقد اكتحلت ... ) مسند القبائل – حديث سبيعة الأسلمية .

    يتبع

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الردود
    152
    الجنس
    ذكر
    * سابعا :- قال تعالى :
    ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) .
    وقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الأرامل منهن من كانت بلا أولاد ومنهن من كانت ذات أولاد ، وفيما يلي الأرامل اللواتي تزوجهن الرسول صلى الله عليه وسلم وهن بدون أولاد :-
    1- سودة بنت زمعة ، رضي الله عنها :-
    أسلمت بمكة في بداية البعثة النبوية مع زوجها السكران بن عمرو بن عبد شمس ، وبعد وفاته وانتهاء عدّتها أرسل إليها الرسول عليه السلام فخطبها وتزوجها في السنة الحادية عشرة للبعثة أي في السنة التي توفيت فيها خديجة ، رضي الله عنها . وكانت في الخامسة والخمسين من عمرها ، وهو في الخمسين من عمره تقريبا .
    2- حفصة بنت عمر بن الخطاب ، رضي الله عنها :
    تزوجها الرسول عليه السلام في السنة الثانية للهجرة بعد غزوة بدر وقبل غزوة أحد ، وكانت حفصة قبل ذلك زوجة لخنيس بن حذافة السهمي أحد الصحابة السابقين إلى الإسلام ، رضي الله عنه ، وقد مات عنها قبل زواج الرسول بها بسبعة أشهر . وكان عمرها عند زواج الرسول منها قرابة عشرين عاما . وهو في الخامسة والخمسين من عمره تقريبا .
    3- زينب بنت خزيمة ، رضي الله عنها :-
    تزوجها الرسول عليه الصلاة والسلام بعد استشهاد زوجها عبيدة بن الحارث في معركة بدر . وكان عمرها ما يقرب من تسع وعشرين أو ثلاثين سنة .
    4- جويرية بنت الحارثبن أبي ضرار، رضي الله عنها :-
    تزوّجها الرسول عليه الصلاة والسلام ، في السنة الخامسة للهجرة في غزوة بني المصطلق ، وهي أرملة مسافع بن صفوان .
    5- صفية بنت حي بن أخطب ، رضي الله عنها :-
    وهي أرملة كنانة بن أبي الحقيق ، الذي قتل في غزوة خيبر . تزوجها الرسول عليه الصلاة والسلام في السنة السابعة للهجرة بعد الانتصار على خيبر . وكانت جميلة .
    6- ميمونة بنت الحارث الهلالية ، رضي الله عنها :
    تزوّجها عليه الصلاة والسلام في أواخر السنة السابعة للهجرة بمكة في عمرة القضاء ، وكانت في السادسة والعشرين من عمرها ، وكانت قبل ذلك عند أبي رهم بن عبد العزى القرشي .

    ومن الأرامل ذوات الأولاد اللواتي تزوجهن الرسول صلى الله عليه وسلم :-
    1- أم سلمة ( واسمها هند بنت أبي أمية المخزومية ) رضي الله عنها :-
    كانت زوجة لأبي سلمة ، رضي الله عنه ، وبعد انتها عدتها خطبها الرسول عليه السلام وتزوجها وذلك في السنة الرابعة للهجره .
    2- أم حبيبة بنت أبي سفيان ، رضي الله عنها :-
    أسلمت حبيبة بمكة وهاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش الأسدي إلى الحبشة حيث وضعت ابنتها حبيبة بنت عبيد الله . ومات زوجها في الحبشة ، ثم أرسل الرسول r إلى النجاشي يوكله بزواجه من أم حبيبة .

    * ثامنا :-
    كما أن السلف الصالح ، وعلى رأسهم الصحابة ، رضي الله عنهم جميعا ، اقتدوا بالرسول عليه الصلاة والسلام وأقبلوا على الزواج من الأرامل والمطلقات ، وكذلك الصحابيات والتابعيات ، في غالبيتهن ، كنّ يتزوجن بعد وفاة أزواجهن أو بعد طلاقهن .
    وهم أكثر من أن يحصوا .
    كما أن الصحابة ، رضوان الله عليهم ، والتابعين اقتدوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وكانوا يتزوجون بعد وفاة زوجاتهم ، وكذلك الصحابيات والتابعيات في غالبيتهن كنّ يتزوجن بعد وفاة أزواجهن . فكانوا لا يتركون في المجتمع أرملة ولا مطلقة إلا كفلوها بالزواج أو يدلون عليها من يتزوجها فخلا مجتمعهم من الفواحش وسادته السكينة والطمأنينة ، وكان بحق أرقى مجتمع عرفته البشرية . وقد تزوج الكثير من الصحابة من أرامل من ذوات الأولاد وبدون أولاد وعلى رأسهم أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم . ومثلهم فعل الكثير من الصحابة رضي الله عنهم .
    وفيما يلي بعض الأمثلة :-
    1- أبو بكر الصديق تزوّج أسماء بنت عميس أرملة جعفر بن أبي طالب .
    2- عمر بن الخطاب تزوّج عاتكة بنت زيد ، أرملة أخيه من أبيه زيد بن الخطاب . كما تزوّج أيضا ، أمّ حكيم بنت الحارث ، أرملة خالد بن سعيد بن العاص .
    3- علي بن أبي طالب تزوّج أسماء بنت عميس أرملة أبي بكر الصديق كما تزوج أم سعيد بنت عروة .
    4- الزبير بن العوام تزوّج الأرملة أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أرملة زيد بن حارثة . كما تزوج عاتكة بنت زيد أرملة عمر بن الخطاب .
    5- طلحة بن عبيد الله تزوّج حمنة بنت جحش ، أرملة مصعب بن عمير .
    6- المغيرة بن نوفل ، تزوّج من أمامة بنت أبي العاص ، أرملة علي بن أبي طالب .
    7- عمرو بن العاص تزوّج أمّ كلثوم بنت عقبة ، أرملة عبد الرحمن بن عوف .
    8- سعد بن أبي وقاص ، تزوّج سلمى بنت حفصة بن ربيعة ، أرملة المثنى بن حارثة الشيباني ، الفارس المشهور في فتوح العراق .
    9- إساف بن عتبة بن عمرو تزوّج حبيبة بنت خارجة بن زيد ، أرملة أبي بكر الصديق .
    10- عبد الله بن جعفر بن أبي طالب تزوّج ليلى بنت مسعود أرملة عمّه علي بن أبي طالب .
    11- زيد بن حارثة تزوّج حميمة بنت صيفي بن صخر ، أرملة البراء بن معرور .
    12- الحسن بن علي تزوّج خولة بنت منظور أرملة محمد بن طلحة .
    13- عبد الله بن الزبير تزوّج أم الحسن بنت علي أرملة جعفر بن عقيل بن أبي طالب .
    14- عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة تزوّج أم كلثوم بنت أبي بكر أرملة طلحة بن عبيد الله .
    15- عمران بن طلحة بن عبيد الله تزوّج أم كلثوم بنت الفضل بن العباس أرملة أبي موسى الاشعري .
    16- عون بن جعفر بن أبي طالب تزوّج ابنة عمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب أرملة عمر ابن الخطاب
    17- محمد بن جعفر بن أبي طالب تزوّج ابنة عمه أم كلثوم بنت علي أرملة أخيه عون بن جعفر .
    18- عبد الله بن جعفر بن أبي طالب تزوّج ابنة عمه أم كلثوم بنت علي أرملة أخيه محمد بن جعفر .
    19- عبد الله بن الاسود تزوّج سهلة بنت سهيل ، أرملة أبي حذيفة .
    20- عمر بن عبيد الله التيمي تزوّج عائشة بنت طلحة أرملة مصعب بن الزبير .
    21- عبد الله بن أبي بكر الصديق تزوّج عاتكة بنت زيد أرملة عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب .
    22- محمد بن أبي بكر الصديق تزوّج عاتكة بنت زيد ، أرملة الزبير بن العوام .
    23- عبد الله بن عثمان تزوّج سكينة بنت الحسين أرملة مصعب بن الزبير .
    24- زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان تزوّج سكينة بنت الحسين أرملة عبد الله بن عثمان بن عفان .
    25- شداد بن الهاد الليثي تزوّج سلمى بنت عميس أرملة حمزة بن عبد المطلب .
    26- حنظلة بن النعمان بن مالك تزوّج خولة بنت قيس بن مالك الانصاري أرملة حمزة بن عبد المطلب .
    27- أبو سعيد بن أوس بن المعلى تزوّج لبابة بنت أبي لبابة بن رفاعة أرملة زيد بن الخطاب .
    28 - سعد بن خيثمة تزوّج حبيبة بنت أبي عامر الراهب أرملة زيد بن الخطاب .
    29- خبيب بن أساف بن عتبة بن عمرو تزوّج حبيبة بنت خارجة بن زيد أرملة أبي بكر الصديق .
    طبعا بالاضافة الى زوجاتهم الاخريات .
    رضي الله عن الصحابة والصحابيات جميعا .

    * مواقف رائعة للصحابة والصحابيات ، رضي الله عنهم جميعا ،
    بخصوص زواج الأرامل .
    1- عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، يسعى في تزويج ابنته الأرملة أكثر من مرة حتى تم زواجها :-
    ( عن ابن شهاب قال : أخبرني سالم بن عبد الله ، أنه سمع عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما ، يحدث : أنّ عمر بن الخطاب حين تأيّمت حفصة بنت عمر من خُنَيس بن حُذافة السهميّ ، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتوفي بالمدينة ، فقال عمر بن الخطاب : أتيت عثمان بن عفان ، فعرضت عليه حفصة ، فقال : سأنظر في أمري ، فلبثت ليالي ، ثم لقيني فقال : قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا . قال عمر : فلقيت أبا بكر الصديق فقلت : إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر ، فصمت أبو بكر ، فلم يرجع إليّ شيئا ، وكنت أوجد عليه مني على عثمان ، فلبثت ليالي ، ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنكحتها إياه ، فلقيني أبو بكر فقال : لعلك وجدت عليّ حين عرضت عليّ حفصة فلم أرجع إليك شيئا ، قال عمر : قلت : نعم . قال أبو بكر : فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها ، فلم أكن لفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلتها ) . صحيح البخاري – كتاب النكاح – باب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير .
    - تأيمت : أي صارت أيما ، أي وحيدة بلا زوج ، والمقصود هنا التي مات زوجها . وكذلك تطلق كلمة أيم على المرأة البكر التي لا زوج لها ، وعلى الرجل الذي لا زوج له .
    - وكنت أوجد عليه مني على عثمان : أي كنت أكثر غضبا عليه من غضبي على عثمان .
    - أن أرجع إليك شيئا : أي أرد لك الجواب .
    2- أوصت فاطمة بنت الرسول ، رضي الله عنها ، قبل وفاتها بأن يقوم زوجها علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، بالزواج من بنت أختها زينب ، رضي الله عنها ، وتدعى أمامة بنت أبي العاص . هذا وقد نفذ عليّ ، رضي الله عنه ، هذه الوصية وتزوج أمامة بعد وفاة فاطمة ، رضي الله عنها . وذكر الغزالي أن هذا الزواج كان بعد وفاة فاطمة ، رضي الله عنها ، بسبع ليال ( كتاب النكاح وآداب اللقاء بين الزوجين ) . وبعد مقتل عليّ رضي الله عنه ، تزوجت أمامة من المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الذي تولى القضاء في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه .
    3- المجتمع الإسلامي يقدّر أرامل الشهداء ويشجع الزواج منهن :-
    ( عن أنس بن مالك قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم على جليبيب إمرأة من الأنصار إلى أبيها ، قال : حتى أستأمر أمها . قال : فنعم إذا . فذهب إلى إمرأته فذكر ذلك ، فقالت : لا ، ها الله إذا ، وقد منعناها فلانا وفلانا ، قال : والجارية في سترها تسمع ، فقالت الجارية : أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ؟ ! ان كان قد رضيه لكم فانكحوها . قال : فكأنها جلّت عن أبويها ، فقالا : صدقت . فذهب أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن رضيته لنا رضيناه . فقال : إني أرضاه . فزوّجها . ففزع أهل المدينة ، وخرجت أم جليبيب فيها ، فوجدت زوجها وقد قتل وتحته قتلى من المشركين قد قتلهم ، قال أنس بن مالك : فما رأيت بالمدينة ثيبا أنفق منها ) الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان – كتاب النكاح – المجلد الخامس – رقم " 4047 " – ص 144 .
    الحلقة القادمة ان شاء الله بعنوان ( مواقف خاطئة من زواج الارملة ) .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الموقع
    في عيلة 5 نجوووووم
    الردود
    7,942
    الجنس
    امرأة
    موضوع رائع اخي الفاضل
    جزاك الله خيرا..
    فعهد رسول الله وعهد صحابته هو عهد الانسانية
    حين تراعى الارملة والمطلقة بشتى الطرق من كفالة لها والزواج بها والنظر اليها بعين الرعاية
    والاهتمام على عكس ما يحصل في زماننا ..
    بورك فيك.

  5. #5
    noorelhoda's صورة
    noorelhoda غير متواجد "متميزة صيف 1429هـ و مُبدعة صيف 1430هـ "صانعة الأطايب
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الموقع
    اللهم هون على غربتى واحفظ لى زوجى وابنتى
    الردود
    21,464
    الجنس
    امرأة

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    في عالمي حيثُ العطاء
    الردود
    3,654
    الجنس
    امرأة
    اسعد الله اوقاتك بالخير.........بصراحه يا استاذ ابو مصطفى
    انا فقط قرأت العنوان.....
    و هذا التعدد بعينه ستر المطلقات و الارامل
    هذه سنة المصطفى عليه السلام.... و انا أؤيد التعدد بالزواج من الارامل و المطلقات.........و بقوه
    و ليس كما يفعله بعض الجهله و هو الزواج فقط من البكر و قاولوا نعدد...الان نرى التعدد على حد قولهم و زواجهم بالبكر......... و من للمطلقات و الارامل الرجال العزب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ انانيه طغت.........و غيروا المسار و اصبح الزواج بالزوجه الاخرى نزوه و تحدي بين الرجال ......فقط
    الا من رحم ربي و هم من اتبعوا سنة المصطفى عليه السلام بإتباعه خطواته و نهجه.و سترن كل من طلقت و ترملت و احتسب الاجر و المثوبه.و هم قله في زماننا........
    جزاك الله خيرا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الردود
    175
    الجنس
    أنثى
    جزاك الله خيرا
    لكن في هذه الايام اصبح الزواج من امراة ثانية فقط نزوات ومغامرات وليس للحكمة والمنافع التي ابيح له اصلا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الموقع
    في البيت
    الردود
    1,121
    الجنس
    أنثى
    طيب بالاول يعطوا للمرا حقوقها كاملة وبعدين يفكرو في الزواج من وحدة تانية
    والا الشغلة لعبة وتسلية
    اذا حقوق وحدة بهالايام ما عم بعطوها " الا من خشي ربي " فما بالك بتنتين ؟؟؟؟؟

    الله يهدينا أجمعين ..

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الموقع
    مصر ام الدنيا
    الردود
    3,298
    الجنس
    امرأة
    جزاك الله خيرا اخى الفاضل ابو مصطفى فانت فعلا مبدع
    وعرفت طريق ارضاء من حولك بالفكره التى تدور بذهنك
    فانها فعلا يا اخواتى سنه وليس لنا شيئا ان نتحدث فيه
    غير انها سنه من قدوتنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
    احييييك اخى على اسلوبك فعلا اسلوبك مقنع وكله صدق

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الموقع
    مصر ام الدنيا
    الردود
    3,298
    الجنس
    امرأة
    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 154
    اخر موضوع: 17-11-2008, 05:11 AM
  2. الردود: 113
    اخر موضوع: 12-11-2008, 01:13 PM
  3. الأرامل واليتامى والمساكين ...
    بواسطة مريم 74 في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 24-09-2008, 04:18 AM
  4. (الزواج الثانى ..يجيزة الشرع ويستنكرة المجتمع)
    بواسطة mohamed marey في نافذة إجتماعية
    الردود: 24
    اخر موضوع: 22-06-2006, 06:48 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ