انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 41 من 52 الأولىالأولى ... 3137383940414243444551 ... الأخيرالأخير
عرض النتائج 401 الى 410 من 517

الموضوع: قصة مؤلمة... للأسف حقيقية... لا تفوتكن !!!

  1. #401
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الموقع
    Jerusalem
    الردود
    3,841
    الجنس
    امرأة
    تعقيب كتبت بواسطة مغربية غريبة عرض الرد
    السلام عليكم

    مشاء الله وتبارك الله أنا القصة دي أترت فيا و فعلا من أروع مايكون
    وأنا شايفة شوية إشاعات حواليكي اليومين دول ههههههههههه
    جمدي قلبك وكملنا القصة عشان إنتي سكنتي جوانا وتقربنا منك في الموضوع وجدبنا اسلوبك في الروي مهما كانت علاقتك بالقصة فأنتي روعة واتمنى انك تكوني طرف من الناس الطيبين الى نتشرف كلنا بمعرفتهم

    ..........على احر من الجمر

    اختك مغربية غريبة
    هلااااااااا حبيبتي
    شو اخبارك وين هالغيبة ؟؟ ان شاء الله تكوني تحسنتي هلأ حبيبتي طمنينا عنك ؟؟؟
    وشفتي بالله هالاشاعات اللي عم تطلع حواليي
    بس ولا يهمك راح احط الجزء الأخير استنوني يا عسل ...

  2. #402
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الموقع
    Jerusalem
    الردود
    3,841
    الجنس
    امرأة
    تعقيب كتبت بواسطة اخر زمن عرض الرد
    اللهم ارحم والدها و خالتها و اغفر لهم و ارزقهم الفردوس الاعلى و احشرهم مع حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم و بارك لهم في ذريتهم و اجعل الجنه لنا و لهم
    اللهم من دعى لوالدها و خالتها......يا رب ارزقه راحه تملآ نفسه و رضا يغمر قلبه و عملا يرضي ربه و ذكرا يشغل وقته و عفوا يغسل ذنبه و رزقا يقضي دينه و صفاء يعلو و جهه

    آميييييييييييين
    يا الله شو بحببببببك والله العظيم
    يارب اسعدها واجزيها كل خير ووفقها واهديها واعطيها كل اللي بتتمناه وخلينا نلتقي الصيف الجاي ياااااااارب
    اللهم ادخلها الجنة من غير حساب واسقها من حوض نبيك يا ارحم الراحمين اللهم وإفتح عليها بركات رزقك من السماء والأرض يارب العالمين...
    بحبك بالله حبيبتي ....

  3. #403
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الردود
    1,360
    الجنس
    ذكر
    لاء والله مازهقت منك بالعكس حبيبتي انا بحسك اختي الصغيرة والله وبحبك كتييييييييييييير حتى اسالي اختنا مغربية غريبة قلتلها اني بعزك كتير واتمنى اني تكون عندي بنوتة متلك والله بس انا كل مرة اجي افتح النت بلاقيكي بتردي على الاخوات العزيزات وكاتبة جزء واحد بنصدم ولما بيرجع من الشغل بحكيلو الجزء وقالي خلاص لما تخلص الاخت وتكمل احكيلي لاني عصبتو وانا اقدر على زعلك يا احلى من العسل حطلب منك طلب بوسي لي امك وسلمي عليها كتير وقولي لها انك خير ما خلفتي والله الله يحفضك يارب

  4. #404
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الموقع
    Jerusalem
    الردود
    3,841
    الجنس
    امرأة
    تعقيب كتبت بواسطة اطلال الحب عرض الرد
    جزاك الله خيرا امورة ....
    احنا بأنتظارك بكرة ...
    بس مش معناه اذا انتهتي من كتابة الجزء يعني بننقطع عن بعض لا تخافو كلنا اخوات وصديقات ...
    هلا فيكي يا عسل
    صدقتي احنا كلنا خوات وان شاء الله ما راح ننقطع عن بعض
    وهي تسنيم اجت بخليها تكتب اللي بدي ياها تكتبه وراجعة دقائق ان شاء الله
    انتظروني ...

  5. #405
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الموقع
    Jerusalem
    الردود
    3,841
    الجنس
    امرأة
    تعقيب كتبت بواسطة om yassin عرض الرد
    لاء والله مازهقت منك بالعكس حبيبتي انا بحسك اختي الصغيرة والله وبحبك كتييييييييييييير حتى اسالي اختنا مغربية غريبة قلتلها اني بعزك كتير واتمنى اني تكون عندي بنوتة متلك والله بس انا كل مرة اجي افتح النت بلاقيكي بتردي على الاخوات العزيزات وكاتبة جزء واحد بنصدم ولما بيرجع من الشغل بحكيلو الجزء وقالي خلاص لما تخلص الاخت وتكمل احكيلي لاني عصبتو وانا اقدر على زعلك يا احلى من العسل حطلب منك طلب بوسي لي امك وسلمي عليها كتير وقولي لها انك خير ما خلفتي والله الله يحفضك يارب
    هههههههههه
    حبيبة قلبي بعرف انا بس كنت امزح معك
    ولو هو في حد بزهق من اميرة احم احم هههههههههههههههههههه
    حبيبة قلبي والله انا بموت فيكي والله العظيم كلكن بحبكن وعازز عليي فراقكن والله
    وان شاء الله الله برزقك ببنت احسن واحلى مني
    طبعا طالما انتي امها اكيد راح تكون عسل
    الله يسعدك يارب حبيبتي وانتظريني بالجزء الاخير
    بس ديري بالك خلي زوجك يجيبلك بكيت فاين و حطيه عند الكمبيوتر لأنني مش مسؤولة اذا خلصتيله ياه زي ما عملت انا
    آخر مرة عدل بواسطة اميرة الامورة : 08-09-2007 في 10:34 PM

  6. #406
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الموقع
    Jerusalem
    الردود
    3,841
    الجنس
    امرأة
    قبل كل هذا الحديث ... نسيت ذكر أن نعمة كانت قد قدمت معاملة لم شمل لزوجها وأولادها منذ ال 1995 اي منذ استقروا في القدس ...

    في ال 25 من شهر أيلول عام 1996 ... كان اليوم جمعة ... نعمة تعد الطعام في المطبخ ، أحمد واسماعيل مع خالهم علاء في المسجد الأقصى يصلون الجمعة ... وعماد لا زال في الأردن
    اليهود كانوا قد حفروا نفقا تحت أركان المسجد الأقصى وهو ما يؤكد الجميع أنه خطر يهدد المسجد بالانهيار ، هب المسلمون كالعادة وعارضوا ...
    في صباح ذلك اليوم كان اليهود يملؤون البلدة بشكل مخيف ... حتى أن الجنود كانوا يقفون على الاسطحة المقابلة لمنزل نعمة ... ودق عليهم مصور أجنبي ( امريكي ) طالبا منهم ان يصعد فوق سطوحهم ليصور ... وبالطبع رفضت نعمة واغلقت الباب في وجهه ...
    كان اليهود يعدون لشيء ما ... بعد الصلاة وبحجة أن الشباب رموا اليهود بالحجارة بدأ إطلاق النار ... وعلت الصيحات ( الله أكبر ، الله أكبر ) ارتجفت صفاء ونسمة وحنان ... نعمة ركضت من المطبخ فزعة ... وصاح الجميع بصوت واحد ( طخ ... طخ في الاقصى ) .... أحمد واسماعيل وعلاء لا زالوا في الاقصى ... كثر إطلاق النار ... وصلت رائحة الغاز المسيل للدموع لهم للبيت ... ارتدت نعمة حجابها وخرجت بحثا عن أبنائها وأخيها ... منعوها من الدخول فعادت ...
    صرخ مؤذن الاقصى ( الاقصى في خطر ... يا ناس اطلبوا الاسعاف ... الاقصى في خطر ... اتصلوا بالاسعاف وما حد يطلع من بيته ويجي عالأقصى ... ) ... زادت هذه الكلمات من لهيب الصدور وأججت نار الخوف في النفوس ....
    ركضت نسمة نحو الهاتف ... اتصلت بالمستشفيات ( المطلع ، المقاصد ، الفرنسي .... ) تبكي وتقول ابعتوا سيارات على الاقصى ... في مصابين هناك ...
    وانتهت المأساة عصر ذلك اليوم .... زوجة علاء اتصلت لتطمئن على زوجها لعله توجه نحو دار أخته كما كان يفعل عادة ... لم يكن هناك ... ساعات من الرعب قضتها العائلات في القدس ... لم يعرف بعد من هم الشهداء والمصابون ... وأخيرا اتصل علاء يطمئن نعمة على نفسه وعلى اسماعيل ... أحمد لم يكن يعرف مكانه .. وفي نفس الوقت وكأنه مسلسل صيغت أحداثه دخل احمد عند امه ... مقطب الجبين يسأل عن اسماعيل وخاله علاء ... ضمته نعمة إلى صدرها واخبرت علاء أنه بخير ...
    وبعد دقائق كان علاء عندها هو واسماعيل ... قميص علاء كان مليئا بالدم إذ ساعد في نقل الشهداء والمصابين ... لم أذكر هذه الحادثة سوى لأنها كانت أول أحداث مشوشة تشهدها العائلة مباشرة ... يخافون فيها على ابنائهم ... استشهد في الحادثة عدد من الشباب كان من بينهم عريس لم يبق على زواجه سوى ايام معدودة ، فتح رأسه وتفتت دماغه وانتشر في ساحة الاقصى .... مرت الحادثة ، ولازال النفق مفتوحا لا يعبر منه سوى اليهود ، وفتح منذ يومين غيره ... وبانتظار المسلمين ليفيقوا ...

    قبل طلب عماد بالتقاعد بعد حوالي 3 سنوات من تشتت العائلة وقدم عماد ليستقر مع أبنائه في القدس ... مدينته الحبيبة ، في منزل اهل زوجته نعمة الذي بات يدفع الإيجار له ....
    المنزل كان في البلدة القديمة ( القدس العتيقة) قريب جدا جدا من المسجد الأقصى المبارك الذي كان عماد يحب جواره ... كان يصلي فيه كل الصلوات ، حتى ليالي السبت وأيامها حيث يملأ اليهود القدس في طريقهم من وإلى حائط البراق الذي يسمونه ( حائط المبكى ) ... ويقذفون المصلين أحيانا بالبيض والأوساخ...
    أبناؤه لا زالوا الأوائل في دراستهم ... أحمد تراجع مستواه قليلا لكنه لا زال جيدا ...
    زوجة علاء انجبت ابنة جميلة رائعة اسماها علاء أمينة ( على اسم امه رحمها الله ) ، وابنا آخر اسمياه ابراهيم ...
    كل شي كان جميلا ... لكن عماد .. لم يجد عملا كما كان يتوقع ، جلس في المنزل ، وما أصعب جلوس الرجل في المنزل دون عمل ، مدعاة للاكتئاب والعصبية ... أصبح جو البيت مشحونا ، فمن جهة ، عماد لا يجد عملا ، ومن جهة أخرى بدأت الانتفاضة الثانية وقلت أرباح الشركة التي استثمروا أموالهم فيها ... فأصبح الوضع المادي للأسرة سيئا ...
    لم يتوقف عن البحث عن عمل أبدا .... في إحدى المرات عمل في نفس الشركة التي استثمر فيها أمواله ، مع عديل علاء ( زوج أخت زوجة علاء) ... لكنه ترك العمل من نفسه ، كان لصاحب العمل أخ مشارك معه ، ينفق بتبذير ، لا يفقه بالعمل شيئا ... عماد لم يعجبه حاله فترك العمل ، وحذر علاء ونعمة من هذا الأخ ، فهو ابعد ما يكون عن خشية الله وطاعته ...
    نعمة لم تفكر في تحذيرات عماد ... كان كل همها أنه ترك عملا جيدا ... حصلت مشاحنات بين الزوجين ... لكن علاء وسهى كانا موجودين ليحلا أي خلاف بينهما ، وقبل اي شخص ... كان الحب والمودة والاحترام بينهما موجود ... وكانت القلوب الصافية البيضاء .... لم تتفاقم أي مشكلة ولله الحمد ...
    عماد ... كم مرة ذكرت أن عيناه دمعتا ... نعم كان مرهف الاحساس .. لكنه في نفس الوقت كان رجلا قويا شديدا يركن إليه في شتى مجالات الحياة ...موفور الصحة والعزم ، لا زال وسيما رغم أن كل شعره تقريبا أصبح ابيضا ...
    في إحدى المرات وفي مدرسة بناته ، ولأول مرة قررت المدرسة تكريم المتفوقين ( واصلها شوية تبرعات ومش عارفة وين تروح فيهم )
    كانت ابنته صفاء الأولى في صفها ( الصف الحادي عشر العلمي ) ، حنان أيضا الأولى على صفها ( الثالث ) ، نسمة كانت الأولى على كل المدرسة ( الثامن ) ....
    لم يدع أولياء الأمور كلهم للحفلة ، فقط عماد ونعمة ... جلسوا بجانب الهيئة التدريسية ... وبدأ النداء على الأوائل ... صفاء عماد عبد الهادي ... نسمة عماد عبد الهادي .... حنان عماد عبد الهادي ... ثم التفت المديرة وخاطبت عماد ونعمة ... ( شو كل عائلة عبد الهادي أذكياء ما شاء الله ) .... عماد كانت فرحته كبيرة ... صفق بيديه بكل فخر ... وعندما جاء دور نسمة لتستلم جائزتها رأت أباها وقد دمعت عيناه وانسحب قليلا ... ركضت نسمة نحوه ، فحضنها وطبع قبلة لن تنساها على جبينها ... وقال لها ... روحي يا بابا روحي سلمي عالمديرة عيب هيك تركتيها .... نسمة لبت رغبة أبيها بعد أن قبلت خديه ....
    فرحة عماد بنجاح وتفوق ابنائه كانت تتكرر .. ما ان يأتوا بالشهادة حتى يريها لجميع من يزورهم ... يضعها في إطار خشبي جميل ويحفظها لهم كل في ملفه ( كان عامل ملف فيه جميع الأوراق والشهادات ، الجوائز ... الخ لكل واحد من اولاده ومحتفظ فيه وبجانبه ألبومات صور كل ولد ... ووعدهم إنو لما يتزوج كل واحد منهم يعطيه ملفه وصوره )
    نفس فرحته عندما عادت صفاء وقد فازت بمسابقة رياضيات على من هم أكبر منها سنا ... نفس فرحته عندما فاز اسماعيل ابنه الحبيب في مسابقة حفظ 5 أجزاء من القرآن الكريم فحفظها اسماعيل في وقت خيالي وفاز على جميع المتسابقين وهو أصغرهم ...
    مرت أشهر ثقيلة على العائلة حتى تم توظيف عماد في إحدى المدارس الاسلامية في القدس ، أمين مستودع ومسؤولا عن حراسها ... المدرسة كانت رائعة وكان عماد من قبل قد نقل أبناءه أحمد واسماعيل اليها ... كان سعيدا في عمله مخلصا فيه كعادته وسرعان ما كون صداقات جديدة ...
    منزل العائلة القديم الذي سبق وتحدثت عنه ... كان المطبخ والحمام أعزكم الله مبنيان دون أساسات ... بقيا كذلك ... كل شتاء يصل المطر للعائلة عبر مطبخها .. فتراهم جالسين في الغرفة مقفلين بابها الخشبي القديم ، وامامهم مدفأة الكهرباء ... وإن ارادوا الخروج للمطبخ أو الحمام أمسكوا مظلة كيلا يصيبهم الشتاء الداخلي الذي يصلهم عبرالخارج ... كما يستبدلون المدفأة ببابور الكاز حين تقطع الكهرباء ... رغم كل هذا لم يكن أحد أسعد منهم ... ولم يكن أحد أرضى وأكثر قناعة منهم ... ولم تكن في جميع العائلات عائلة مثلهم ..
    في إحدى السنوات ... قررت لجنة الاوقاف الاسلامية تصليح البيوت القديمة ، وكان بيت عماد ونعمة على القائمة طبعا ... لكن كيف يدبرون أمورهم والمنزل غرفة واحدة باتت تضم كل ادوات المطبخ وغيره ...
    عماد بعث بناته واسماعيل إلى منزل خالهم كيلا يبقوا في المنزل المكتظ بين العمال ودون حمام أعزكم الله ... بقيت نعمة معه ... وأحمد قضى معظم الوقت عندهم ايضا ...
    نعمة تعد الطعام للعمال .. كميات كبيرة من الطعام لم يكن أحد ليجبرها على ذلك ، لكن هذا كان كرمها هي وعماد كانت تطعم جميع العمال عندها سواء المناوبين او الغير مناوبين سواء العاملين عندها بالبيت او العاملين بالبيوت المجاورة...... وتم تعمير المنزل ... ضم جزء من الدرج الخارجي للمطبخ والحمام فأصبحوا أوسع ، وبنيت غرفة صغييييييرة جدا على السطح للغسيل ...
    مرت هذه الايام ايضا عصيبة على الأسرة ... البنات عند خالهم الذي أحسن ضيافتهم وأكرمهم بشكل كبير ... ونعمة وحدها .. تعمل وتنام وسط كومة من الاثاث .. نحفت نعمة في ذلك الوقت أكثر من 15 كيلو من وزنها في حوالي 3 اشهر من التعب وقلة النوم .... والنهاية كانت أن عمّر المنزل وأصبح أجمل واوسع قليلا ...
    نعمة كانت أحيانا تضرب ابناءها ... عماد لم يكن يفعل ... كان يخاصمهم فلا يكلمهم .. فيتألمون كما لو كانوا يعذبون بأقسى السياط ... ويحومون حول ابيهم واعدين اياه بعدم تكرار أخطائهم حتى يرضى ...
    صفاء كانت صبية جميلة ، كل من رآها أعجب بجمالها وشبهها بملكات جمال الهنود .. قمحاوية اللون ، شعرها منسدل كثيف ، عيناها واسعتان سوداوان ... كثر خاطبوها ، لكنها كانت ترفض ويرفض عماد ونعمة ، فأهم شيء التعليم ...
    بينما كانت في الحادي عشر ... تقدم لخطبتها ابن خالتها أمجد .... أمجد كان قد اغترب للدراسة وعاد شابا ملتزما متدينا ... ترددت العائلة لكنهم في النهاية وافقوا رغم بعض المشاكل العائلية ... وتمت الخطبة في اول ايام الثانوية العامة ...
    كان عماد يتمنى ان تكون صفاء من العشر الأوائل في امتحان الثانوية العامة كما كانت المعلمات يخبرنها دائما ... لكن صفاء اهملت دراستها بعد الخطبة ... ويوم النتائج كان عماد في مكتبة اعتاد الذهاب اليها ، مكتبة قديمة يؤمها العديد من كبار القدس ..... يحب عماد الذهاب اليها فيناقشهم بأمور السياسة والدين ... الخ ....
    عادت صفاء بالنتيجة ... نجحت بمعدل 85% نسبة جيدة لكنها قليلة بالنسبة لصفاء ... اتصلت صفاء بابيها وزفت له البشرى ... مبروك يا بابا يا حبيبتي ... مبروك ، مبروك ....
    عاد عماد بعد قليل لمنزله ، حضن ابنته ودمعت عينه من الفرح ، أول ابنة له يفرح بنتيجتها الثانوية ... وفي ساعات المساء وبعد أن هدأت الحارة من اناشيد واغاني النجاح والزغاريد ... كانت العائلة جالسة تأكل من الكنافة النابلسية التي احضرها عماد معه ( حلوان ) ...
    قال عماد ... ( بكرة لازم آخد احلي الرجال بالمكتبة ، قالولي بدنا حلوان .. انا وصاحبي فلان ... بنته نجحت وجابت 95 ما شاء الله ... ) قالها عماد وقد ظهر في كلامه فرحه لصديقه وابنته المتفوقة ، وحزنه لأن صفاء لم تدرس جيدا ولم تجمع مجموع ممتاز كما كانت ...
    بقيت أسابيع معدودة على فرح صفاء على أمجد ابن خالتها ....
    في احد الأيام اتصلت هدير على عماد ... قالت أنها ستتزوج ... عماد كان قد تناساهم .. وكلما ذكروا امامه نرفز وعصب وقال سكروا هالسيرة ، سكروا هالسيرة ...
    عماد وكالعادة حين الجد لا يوجد من يملك أطيب من قلبه ... وافق على رؤيتها ... كانت قد خطبت لشاب رائع من القدس ... وسيم ، ذكي وابن عائلة راقية غنية ... وماهي سوى أيام حتى اتصلت تقول أنها ستطلق منه قبل العرس ... جاءت لمنزلهم وذهب عماد ليرى سبب الخلاف ويبحثه مع خطيبها ...
    نعمة كالعادة استقبلت هدير بصدر رحب ، أجلستها بين ابنائها .. لكن قليل الأصل لا يتخلى عن مبادئه النذلة ، تفوهت هدير بالعديد من الكلمات الجارحة.... سأذكر بعضها ... قالت
    ( عندكم عمة ما شاء الله زلمة ... قال أجت مع بابا لما شفته عند عمو عادل ( القصة القديمة التي قلت أني ساذكر تفاصيلها لاحقا ) .... وبابا دخل ، واجا عبطني (حضني ) وباس راسي وانا لسة مش عارفة من هو هالزلمة ، وشو اللي بيعمله ( مع انه السلام والبوس عادي عندهم ) ...
    تقول ... المفروض كان يكون في نوع من المشاعر والحنان ، مشاعر ابوة .. بس ولا اشي كان ... بعد شوي الا هو عينيه مدمعين ... وقامت صرخت في عمتكم هاي عبير وقالتلي ما تبوسي راس ابوكي ... ساعتها عرفت انو أبوي !!!... تخيلوا من يتكلم قليلات الاحساس والزوق يتحدثن عن مشاعر وحنان عماد التي كان يذكرها كل من رأها فقط فكيف اذا ذكرها من كان يشعرها ويحس بها !!!
    تحدثت كذلك عن عمتهم سهى بما لا يليق ...
    تحدثت عن سهى وكأنها ليست عمتها ، وكانت عندها الجرأة لتقول أن عماد ليس لديه مشاعر أبوة ... إذاً لم دمعت عيناه لو لم تكن مشاعر ابوة وحنان ؟؟؟ ... لم ركض يومها ليراك ايتها الغبية ؟؟ ....
    سار ذاك اليوم كالتالي ...
    عماد ظن ان هدير ستعيش معه ... أما هي فبحجة ان عماد لم يسال عنها مذ كانت صغيرة ذهبت ظانة انها ستفضحه عند عمه عادل ، انكرت انه كان يراها عند المحامي رغم وجود صور تثبت هذا الكلام ... اهانته قليلا ، ولامته لانه ترك امها وتركهم ، اتهمته انه ترك امها لانه يريد طفلا ذكرا لم تنجبه امها ....
    عماد غضب ... وترك المجلس وعاد مع اخته عبير .... والبقية بتعرفوها ...
    طبعا ستسألون ... وليش ما تسكتها نعمة والاولاد ... فاقول لكم اسكتوها كل بطريقته ... نسمة تركت المجلس ... نعمة ناقشتها بهدوء وبسعة صدر وصفاء عصبية معروف عنها هالشي عصبت عليها وصرخت فيها ...
    تم اقفال المواضيع هذه وانتقلت هدير لتروي سبب طلاقها من زوجها ( انتوا ملاحظين ... رباب كمان طلقت مرتين قبل أن تتزوج وهدير ايضا ... )
    قالت هدير ان حماتها بخيلة ، واخت زوجها عانس متخلفة ، قالت ان حماتها تغار على ابنها منها ، فهي لم توقف اتصالاتها عليه عندما كان معها في رحلة إلى ما يسمى ايلات ( خليج العقبة الذي استولى عليه اليهود) ... الرحلة كان فيها مبيت .... تقول هدير : ( والله يوميتها ما سبحت ولا لبست مايوه مع اني كنت شارية واحد حلو ... ضليت بالشورت والكت )
    تتباهى بقلة ادبها وذوقها ودينها !!!...
    كان هذا قولها قبل أن تغادر قبل مجيء عماد ...
    عماد جاء بالخبر اليقين ... وكالعادة عاد غاضبا حزينا... عندما ذهب ليرى خطيبها أخبره الخطيب بسبب الطلاق الحقيقي ...
    هدير كانت تريد أن تتملك خطيبها ، كانت تذكر عائلته بسوء امامه .. كما انها كانت على اتفه الأمور تقول طلقني خلص خلينا ننفصل ... وهو يحاول تهدئة الأمور ... ثم قال له الشاب شيئا هو ما جعله يغضب ...
    أراه بطاقات الدعوة للزفاف والتي كان قد تم توزيعها ... بطاقات غالية الثمن رائعة المنظر من جميع النواحي وعندما فتحها ليقرأها وجد أن الدعوة غير مكتوبة باسم عماد كولي امر الحقيرة هدير ... والشاب الفهمان طبعا لا يرضى أن تكون زوجته بهذه النذالة ... من لا خير فيها لعائلتها لا خير فيها لزوجها ... هذا ما يردده الحكماء وكبار السن عندنا
    رفضت ان يكتب اسم ابيها على البطاقات وذلك مخالفة للعادات ... لكن خطيبها اصر أن يذكر اباها في البطاقة .... لا ادري كيف كان شكل البطاقة النهائي لكنها أظهرت كم هي لئيمة وحقيرة ....
    عاد عماد غاضبا حزينا ... وفي اليوم التالي في المحكمة ... نادى القاضي على أطراف القضية ومن بينهم عماد .. وبعد حوار من القاضي عن اسباب الطلاق ومحاولة الاصلاح ونقاش عماد ... انفجر غضب عماد ... قال للقاضي ما فعلته ابنته ببطاقات الدعوة ... وقال له ... هاي مش بنتي .. ما عرفتني الا لما اجت تتطلق وبدها حد يوقف جنبها بالمشاكل ... هالشب هاد أحسن منها ... والتفت عليها غاضبا وقال : الله يغضب عليكم كلكم ... روحي انقلعي ...

    قد تعتقدون ان عماد أخطأ في موقفه ... لكن لا أحد يعلم ما كان شعور عماد في تلك اللحظة وبعد مسلسلات رخيصة كانت بناته البطلات فيها ... نعمة طبعا لامت عماد على موقفه قائلة له أن البنت متأثرة بالطلاق ما كان لازم تزيد همها .. لكنه كان غاضبا وقال لها : يروحوا ينقلعوا ما بدي اياهم ....

    مرت الأيام ... وجاء موعد زفاف صفاء ... أول زفاف سيحضره عماد لإحدى بناته ... وفي المنزل كان عماد يجلس عندما دخلت عليه ابنته صفاء ، ترتدي بدلة العرس البيضاء ، عروس متالقة رائعة الجمال ... أول ما شافها وضع عينيه في الأرض استحياء (فكرها احدى أخوات العريس حيث لم يكونوا محجبات ) ... لكنه سرعان ما أدرك أن الواقفة هي العروس ابنته فرفع رأسه بسرعة وقال ... صفاء ... قابلته صفاء بابتسامة عذبة وحركت رأسها بدلع قائلة شو يا بابا مش عارفني ...
    حضنها عماد وسرعان ما بكى .... امسكها من كتفيها وأطال النظر إلى وجهها وهو يدمع قائلا ... عشاااان هيك انجن أمجد عليكي بدو اياكي .... والله بتشبهي امك كتير ... بس اقوللك ... لو شو ما صار ما بتصيري بحلاوتها ... ضحكوا وعاد ليحضنها مرة أخرى وهو يبكي ...
    تزوجت صفاء ، عرسها كان اسلاميا .. لم يكن بالجمال الذي تتخيلوه ، فقليل من المدعويين من العائلة والأصدقاء يحبون الاعراس الاسلامية التي لا غناء فيها لذلك لم يحضر الكثير من الناس للحفل ..... انتهت الحفلة وعادت صفاء مع زوجها أمجد إلى منزلهم ... وعادت الأسرة إلى منزلها تتصارع في قلبوهم الفرحة لزفاف صفاء والحزن لأنها لن تعيش معهم بعد الآن ... مر شهر الزفاف جميلا بكل معنى الكلمة ....

    مرت الايام واعتادت العائلة عدم وجود صفاء معهم ... تخرج حنان مع أختها نسمة للمدرسة صباحا ويعودان معا ، وكذلك أحمد واسماعيل ، يخرجان مع ابيهم ويعودان معه ..
    كانت نسمة قد اصبحت في الصف العاشر ( 15 سنة ) ... كثرت مشاركاتها في مسابقات وزارة التربية والتعليم ، الثقافية والعلمية وغيرها ... حتى انها كانت مسؤولة عن تسلم مدرستها في ذلك العام وحده أكثر من 15 شهادة تقدير وميدالية ... وغيرها .... كلما كانت تفوز بإحدى المسابقات كانت تعود مسرورة ، تتخيل الفرحة في عيني امها وابيها ... وبعد ان تخبرهم تدرك كم ان خيالها محدود ... فرحتهم لا توصف ولا يمكن تخيلها ... سعادتهم كانت تزيدها سعادة ...
    في احدى المرات طلبت منها المديرة كتابة مسرحية ... في نفس موعد تسليمها ... طلبت لها اذنا من معلمة الاحياء لتكتب في حصتها ... كتبتها نسمة سريعا وبعثتها للمديرة ...
    مرت الايام .... نسمة نسيت أمر المسرحية ، فبنظرها ، مسرحية كتبت في حصة لا تزيد مدتها عن 45 دقيقة لن تفوز حتما .... لكنها فازت .. بالمرتبة الثالثة ...
    كان اول من علم بالأمر عماد عندما هنأه أصدقاؤه في المدرسة التي يعمل بها ... قال له المدير وهو احد من أشرف على المسابقة أن المسرحية كانت رائعة ...
    لا أعرف كيف أصف مشاعر عماد ... عاد فرحا فخورا بابنته ... كانت نسمة نائمة ، اقترب عندها قبل جبينها ... فاستيقظت ... قال لها خبر فوزها ... فهل تراها فرحت لأنها فازت بمسرحية كتبتها في اقل من ساعة ... لا بل فرحت حين رات الفرحة بعيون والديها ...

    كان للمناسبات في منزل الاسرة طابعا مختلفا ... رمضان كان رائعا ، الاعياد جميلة وان كانوا لا يخرجون فيها لأي مكان سوى ما هو حول منازلهم ...
    كل عام ياتي أبوهم من المسجد الأقصى ، يقول ( ناموا يا اولاد بكير .. بكرة في سحور ... ) يقولها فكأنه هو من يعلن قدوم رمضان ... يقفزون فرحا ويهنئون بعضهم البعض وسط ضحكات امهم وابيهم
    أيام العيد كانوا يستيقظون مبكرا لصلاة العيد ، يلبسون ملابسهم الجديدة ، يأخذون العيدية من ابيهم وامهم ... وفي المساء يخرجون عند عمتهم سهى ... روتين لم يملوه ، بل كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر ...
    عيد الاضحى كان له طابعه الخاص ، مذ قدموا للقدس وحالتهم المادية ميسورة لا تسمح لهم بذبح اضحية ... كلما رأت نعمة وعماد الحجاج على عرفات بكوا شوقا للذهاب هناك ... وتمنوا ان تاتي السنة المقبلة عليهم وهم بين حجاج بيت الله الحرام ..
    اعتاد عماد أن يستيقظ قبل الفجر بوقت طويل ... يصلي ويقرأ القرآن ، ثم ينزل من بيته ويتجه نحو بيت أحد الجيران ليوقظه على صلاة الفجر ... ويذهبان معا للمسجد الأقصى ... أيام عطلته كان يصلي جميع الصلوات فيه ، أما أيام دوامه فيكون بعيدا عنه ، فلا يصلي فيه سوى المغرب والعشاء بالاضافة للفجر التي لم بكن يتركه ابدااا ، ولطالما خرجت العائلة كاملة لتصلي المغرب وتنتظر العشاء في ساحات الأقصى ... على مصطبة معينة اعتادوا الجلوس عليها ...
    في رمضان 1422 ... كان عماد يذهب لصلاة التراويح ... يعود متعبا جدا ، كتفه وظهره يؤلمانه ألما شديدا ... طالما قالت له نعمة أن عليه مراجعة الطبيب لكنه رفض حتى اشتد عليه الالم فلم يكن يستطيع إكمال صلاة التراويح ... راجع عماد الطبيب ليصلي التراويح في الأقصى طول رمضان ...
    راجع عدة اطباء ، قال له الأول انه يعاني من تضخم في القلب ، واعطاه علاجا لم يجد نفعا ، ذهب عند غيره فقال له أنه مجرد شد عضلي واعطاه دواء آخر ... أحدهم قال له روماتيزم ، والآخر قال له غضروف ... حتى ذهب عند أحد الاطباء المخلصين في عملهم ... طلب منه قبل كل شيء صورة أشعة ...
    وفي صورة الاشعة كان ما يخشاه أي انسان ... انه ورم ...
    عادت نعمة بالأخبار لأولادها .... صدم الجميع ... وكالعادة لا يتوقع الا ما هو خير ... طلب منه عينة من الورم بعد تحديد مكانه بدقة ... كان الورم في ظهره ، لا يمس أي عضو من أعضاء جسده ... اخذت العينة لمعرفة طبيعة الورم ...
    وبعد شهر طلبت عينة أخرى ....
    عماد كان لا ينام أبدااا من الألم ، وعندما أقول لا ينام فانا أعني ما أقول ... كان لا يرتاح إذا استلقى على ظهره ، ولا على جنبه ، يبقى جالسا متكئا على وسادة خلف ظهره .. يحاول النوم فيوقظه الالم ....
    عبير علمت بما أصاب أخاها ... فقدمت للقدس ، في جو بارد عاصف مثلج ... وذهبت معهم إلى المستشفى لأخذ نتيجة فحص العينة ...
    وكان الجواب .......... سرطان .... منتشر في ظهره ... وسينتشر اكثر إن لم تجر له عملية جراحية لاستئصال ما هو كبير قبل البدء بالعلاج الكيميائي ...
    عادت عبير ونعمة وعماد من المستشفى ، عماد لم يعرف حقيقة الأمر بعد لكنه بالطبع ليس غبيا ....
    كانت نسمة قد أعدت الطعام عندما عادوا .... وما ان وصلوا سالت عمتها وامها على انفراد ... وجاءها الجواب ...
    لم تتوقعه ابدا ... قالت لهم مش معقول ... يمكن كيس شعر ، كيس دهن ... أخذت تحلل كالمجانين ( بابا بيحب القطط ... كان دايما يطعميهم ويعالجهم ، يمكن منهم ... أو لأنو نصح وعنده كرش ... ) أسكتتها المفاجأة بعدها ...
    كانت قد أعدت المائدة في الغرفة ، عماد والاولاد يجلسون بالداخل ... حذرتها امها وعمتها من البكاء أمام ابيها ، فهذا سيؤلمه ... دموع نسمة كانت تأبى البقاء في مقلتيها ، فصعدت إلى السطح مسرعة بعد ان دخل الجميع الغرفة وانهارت بالبكاء ... سأل عنها ابوها الحبيب ... قيل له فوق ...
    صعدت عمتها ووجدتها تبكي ... حضنتها وأخذت تبكي معها .. ثم قالت لها ... امسحي دموعك ، بابا بيسأل عنك ... نزلت عمتها ولحقتها نسمة بعد دقائق قليلة ... سالها أبوها .. في حد زعلك يا بابا .. مين مزعللي ستي ... _هكذا كان يلقبها _ ...
    ضحكت نسمة ، أخفت دمعتها وجلست تأكل معهم .. كانت تختلس النظر إلى ابيها ... تدعو الله لو كانت مكانه ، تتمنى ان تحضنه وتنام على صدره ... لكنها تذكرت ان هذا قد يؤلمه ويؤثر على نفسيته ...
    موقف صفاء لم يكن بالأفضل ... انهارت صفاء على الهاتف ، وأصرت على القدوم لرؤية أبيها ... كانت قد أنجبت ابنة جميلة عمرها أشهر فقط ..
    تم تعيين موعد للعملية ... في 25/12/2001 .... في المستشفى كان كل النصارى في عطلة ما يسمونه كريسماس ، وكان الأطباء وقتها مسلمون جميعا ...
    لم يكن قد بقي على موعد العملية سوى أسبوعين ... عندما اتصل بعماد أحد اقرباء بناته من طرف امهم .. أخبره أنهم يريدون رؤيته ، رفض عماد ، فهم يحومون حول صورهم وهم أطفال ، صور قديمة لهم طالما طلبوها من عماد ورفض اعطاءهم اياها ... رفض لأنهم أدخلوا واسطة بينه وبينهم ليزوروه لغرض لا يعلمه الا الله ...
    لكنه سرعان ما وافق ... كالعادة يرفض في البداية ولكن حنينه وطيبة قلبه تجعله يقبل مرة أخرى ...

    زارته رنا ... سلمت عليه وقبلته كما لو كان رجلا غريبا لا تعرفه ... تحدث معها عن اسبانيا حيث كانت ، سألها عن زوجها فاجابت باقتضاب وغموض ، كانت زيارة عادية حتى ضمها عماد إلى صدره ... دمعت عيناه وعيناها .... قالت له : _ بتتذكر قصة الراعي ... بالله احكيلي اياها ) ابتسم عماد وبصوت متحشرج قال لها كان في راعي عنده عباي .. قصقصها ودورها .. أحكيلك من أولها ) بكى الاثنان ثم رفعت راسها عن صدره وبدأت مشوار العتاب والكذب .... بعد ان كاد عماد يصدق دموعها .. دموع التماسيح التي اجادت لعب دورها مذ كانت طفلة .... نفس الدموع التي ذرفتها مرارا وتكرارا في زياراتها ... هي من بين أخواتها كانت أبرعهم تمثيلا ..
    قبل يومين من العملية نام عماد في المستشفى .... كان عنده أولاده ، وجاءت هدير ورنا لزيارته ... هدير لم تكن تحمل اي ذكرى عن ابيها فكانت قاسية حتى في لحظات كهذه ... عماد حضن رنا ودمعت عيناه ...
    قال لها . حاسس انو هاي آخر مرضة الي والله أعلم ... انا ما رح أعيش كتير والله أعلم ...
    نسمة كانت موجودة ... خرجت مسرعة من الغرفة ... بكت في الخارج ...كانت تبكي بصمت فلا تسمع لها سوى انين لا تميزه ... ومع هذا انتبه لها كل من كانوا في ممر المستشفى ... جاءت امها واحمد من عند الطبيب ... حضنتها امها وقالت لها : مالك يا ماما مالك ... أخبرتها نسمة بما قاله ابوها .... هزت نعمة راسها باسى ودخلت عند عماد وقالت له ... شو مالك يا زلمة وحد الله ... نسمة بتبكي من اللي قلته ... نظر الوالد الحبيب بعينين حانيتين نحو نسمة وقال : ما عاش اللي يبكي ستي ...
    دخل عماد لغرفة العمليات ...
    نسمة اخذت نظاراته معها ونزلت لحديقة المستشفى .... الجو ماطر ... لكنها لم تنتبه أبدا لهذا ... لم تكن تريد البكاء أمام عائلتها ... في الممر كانت عمتاها ، إخوتها ... صديقا عماد المفضلين اسماعيل وسامر .... صفاء لم تكن قد وصلت بعد من بيتها في رام الله لوجود العديد من الحواجز العسكرية ... لم تكن قد رات اباها قبل دخوله العملية ...
    نسمة جلست على الكرسي المبتل .. تبكي ، وتبكي .. وتدعو الله ان يخرج أبوها بالسلامة ... أن يحفظه لهم ...
    بعد فترة لم تدركها ... أحستها قرنا ... جاءت صفاء ، تبكي ، معها زوجها ، واخوه وزوج خالتها ( حماها) عادت نسمة معهم امام غرفة العمليات ... ناداها صديق ابيها ( اسماعيل ) .. عمو نسمة الحمد لله على سلامة ابوكي ... انفجرت نسمة بالبكاء ...قالت : شو قاللكم الدكتور اشي .. قال لها اسماعيل ... ابوكي طلع من العملية الحمد لله وقاموله ورمين كانوا كبار ....
    انتظرت العائلة والاصدقاء عماد حتى افاق من المخدر ... دخلوا عنده الواحد تلو الآخر ... ثم عاد الجميع للمنزل ، حتى نعمة منعوها من المبيت في المستشفى حيث كان عماد في غرفة العناية المركزة ...
    بعد ايام قليلة اضطرت عبير للعودة لمنزلها في الاردن ...
    وكان دوام المدرسة قد بدا ... كان الاتفاق أن تنام نعمة عند عماد في المستشفى ويبقى الأولاد عند خالهم علاء .. نسمة لم تكن تريد زيادة الحمل على خالها ... لم تكن قد احضرت كتبها وجلباب المدرسة كانت تريد البقاء عند ابيها في المستشفى ... لكنهم منعوها ومنعوا نعمة كذلك فعماد سيبقى في العناية المركزة بضع ايام أخرى حتى تستقر حالته ...
    عادت نعمة وابنتها نسمة للمنزل ، وحدهما ... وهناك في المنزل الصغير ، أدركت نسمة ما يحدث حولها ... رأت نفسها وحيدة مع أمها .... بكت طوال تلك الليلة ودعت الله أن لا يغيب أي فرد من العائلة عنها ...
    خرج عماد من المستشفى بعد اسبوعين تقريبا ... واعطي فترة شهر تقريبا قبل البدء بالعلاج الكيميائي ...
    أشرف على علاج عماد طبيب ماهر رائع ... انسان بكل معنى الكلمة ... احبه عماد وأحب إخلاصه في عمله ، وأحب طريقة تعامله مع المرضى ... كان يقول لابنته نسمة التي كانت تفكر في دراسة الطب : ( امتى اشوفك يا بابا دكتورة بالروب الأبيض زي الدكتور فؤاد شاطرة والناس يحبوكي ) ......
    بدا عماد بالعلاج الكيميائي .... تم تحديد 8 جلسات له ، كل شهر جلسة ... بناته لم يعد يسمع اخبارهن ... سمع من أحد معارفه أن رنا تطلقت من زوجها ... وسرين عندها مشاكل مع زوجها ... هدير قد تزوجت ، ورباب لازالت في امركيا ، وسرين كذلك ...
    مرت الأيام ... ثقيلة مؤلمة ... عماد لا ينام سوى دقائق قليلة كل ليلة هي مجموع ما تسهو بها عينه من اللحظات قبل أن يشتد عليه الألم فيصحو ... كل ليلة يئن من الالم ، يدعو الله ليفرج عليه همه ويخفف عليه ألمه ...
    نسمة تسمعه كل ليلة فتبكي بصمت على وسادتها كيلا يسمعها ... وتدعو الله ان تتألم هي بدلا منه ... أن تمرض هي ويبقى هو معافى ... لكن حكمة الله وقدر عماد ان يعاني من المرض ...
    بدأت آثار العلاج الكيميائي بالظهور ... سقط شعر عماد ، فقد الكثيييييييييييير من وزنه ، شحب وجهه بعد ان كان ممتلئا بالحياة والصحة ... أصبح لا يقوم من فراشه ... ترك العمل واستلم أحمد عملا في نفس المدرسة بدلا عنه حيث أصبح من حراس الفترة الليلية .. احمد وقتها كان قد انهى الثانوية العامة ودخل الجامعة ليدرس الحاسوب ... يدرس بالنهار في الجامعة ، ويعمل ليلا ...
    في أحد الأيام قدمت رنا لزيارة ابيها في المنزل ... كانت سهى عندهم ... تجاهلتها وعبرت عند ابيها ، سهى ايضا ذاقت من البنات الاربعة الويل ... وسرعان ما استاذنت لتنصرف ... بعد انصرافها نطقت رنا بما تريد ... كانت تحمل في يديها ورقة .. لم تكن سوى ورقة طلاقها قبل 4 أشهر تقريبا ... بكت على صدر عماد ... واساها عماد وتحدث معها عن الاسباب .. وكالعادة كذبت وكذبت وكذبت .. واستها نعمة ايضا وقالت لها : هو الخسران ... بكرة الله بيبعتلك نصيب احسن منو ان شاء الله يا خالتو ... فردت رنا بان النصيب قد جاء ... ابن جارتهم .. شاب مؤدب يحبها من زمااان ... شاب كانت جميلة لا تنفك تذكر عائلته بسوء ، فهم في نظرها ( شراشيح ، بيخلفوا وبيرموا اوالادهم في الشارع ) ... سال عماد عن سرين عنجد عندها مشاكل مع زوجها ... نفت رنا الخبر وغيرت الموضوع حالا ...
    غيرت الموضوع واخذت تشمت بابيها بأنه ( أقرع ) على حد وصفها .... وبانها تملك شعرا غزيرا ... تضايق عماد من لهجتها بالحديث معه وقد كان يواسيها هو وزوجته قبل قليل ... لكنه لم يبح بشيء مما في خاطره ... خرجت من عنده وهي تقول له ... ارضى على سرين ورباب ... ارضى عليهم ... عماد لم يكن يرد بشيء ، فقلبه غاضب عليهم وبالأخص سرين الكبرى ... اللئيمة التي طردته من بيتها
    بعد عدة ايام تلقى عماد مكالمة زعم فيها بناته انها سرين من امريكا ... الرقم ظهر على الآلة ليدل ان مكان المكالمة ليست من أمريكا .. لكن أحدا لم يخبر عماد .. لا نعمة ولا الاولاد ...
    عماد لم يكن غبيا ليكتشف هذا .... قال لنعمة ( ااااااااااخ من بناتي ، مفكريني غبي ما بميز الاصوات ... مش سرين اللي حكت معي يا ام احمد ... وانا بعرف سرين لئيمة ما رح تحكي معي )
    قابل عماد الشاب الذي تقدم لرنا كان يعرفه منذ كان صغيرا .. وطلب منه ان يجبر رنا على ارتداء الحجاب ... وسارت الأمور على خير ما يرام وما هي الا اسابيع قليلة حتى تزوجوا ...

    أنهى عماد ال8 اشهر من العلاج الكيميائي ... لم أعط هذه المدة حقها في القصة ... لم أتكلم عن ألم العائلة لألم عماد ، عن الصعوبات المالية التي واجهها في بداية مرضه الذي يحتاج لأموال طائلة. .. عن المرات التي تعب فيها واحتاج النقل للمستشفى في منتصف الليل ... عن المرات التي عاد فيها من المستشفى في منتصف الليل رافضا المبيت فيها ... عن فقده الشهية للطعام ، عن مضاعفات الأدوية التي ملأت اكياسا ... عن مسكن الألم الذي كانت نعمة تجلبه من عند اليهود حيث لم يكن متوفر سوى في صيدلية واحدة ... تذهب وحدها كونها هي من تحمل الهوية الزرقاء بعكس اولادها ... عن بحث العائلة عن متبرع بالدم بعد ان انخفضت نسبة الدم عند عماد في احدى المرات ....
    مواقف لا تعد ولا تحصى من الألم والحسرة ....
    وفي ليلة الاسراء والمعراج الموافق 4/10 /2002 كان ابناء عماد في المنزل عندهم صفاء ، ابنتها قد قارب عمرها العام ... تلهو متكئة على الاثاث ... اسماعيل في الاقصى يصلي الجمعة مع أمجد زوج اخته وابن خالته ، احمد يصلي في مسجد قريب من مكان عمله ، نسمة وصفاء يعدون محشي خيار ( أكلة مقدسية يحبها ابوهم الحبيب ) ينوون أخذها له ...
    عماد كان قد أنهى العلاج الكيميائي منذ شهرين ... لم يعد هناك أي أثر للمرض .. نبت شعره ونبتت له لحية غزيرة لكنه يتعب من آثار العلاج بين الفترة والأخرى فيذهب للمستشفى ....
    كان يوم جمعة ... نعمة عند عماد في المستشفى ... اتصلت بابنائها واستعجلتهم بالمجيء ... كثرت اتصالاتها في دقائق متتالية ... مرة تحادث امجد وتقول له تعالوا كلكم ، ومرة تقول تعال انت بس ...
    أحس الأولاد بوجود خطب ما ... وضعت صفاء الطعام في علبه وحملته وذهبوا ركضا للمستشفى ... الطريق من بيتهم حتى الحافلة التي ستقلهم للنستشفى تستغرق عادة 15 دقيقة لكنهم قطعوها في اقل من 5 دقائق ... وعندما وصلوا إلى المستشفى وقبل ان يصلوا الى الطابق الذي كان أباهم فيه ..ركضت حنان كانت طفلة عمرها لم يتعدى 11سنة... ركضت وسبقت اخوتها وصلت لباب الطابق الذي يقطن به ابوها كان العامل يقف عليه ويغلقه بالمفتاح طلبت منه حنان الدخول قبل ان يغلقه رفض قالت له ارجوك ابي بالداخل اريد ان ادخل بسرعة فالطريق الاخر اطول.. ابتسم العامل بوجهها ومسح على رأسها وأدخلها قبل ان يغلقه ...دخلت لتجد امها منزوية في جهة وتبكي حضنت حنان والدتها وبكت الاثنتان بكت حنان لان ابوها مريض بالمستشفى _هذا ما جعلها تبكي فقط_...وصل اخوتها بعد ان التفوا من الطريق الآخر فقد كانت الأبواب مقفلة ...دخلن فإذا الممرضات يبكين ... امهم كانت تقف عند الباب المغلق متكئة على الحائط محتضنة حنان وتبكيان ...لاحظن البنات بكاء امهن حيث كانت تبكي بحرقة شديدة كما لم تبك بحياتها من قبل .....
    وكان الخبر ... عماد مات ... مات ... مات ابي العزيز ... مات أحب الناس إلى قلبي ... لا اذكر من ذلك اليوم شيئا .. أذكر وجهه الحبيب ... مصفرا مبتسما ... سبابته لا زالت في وضع التشهد ولا أذكر من العزاء شيئا سوى ان كل من يدخل كان يذكرني بموقف معه .. وابكي .. وابكي .. وابكي ...
    كنت وقتها في الصف السابع في بداية العام الدراسي اما اختي فكانت بالثانوية العامة ....
    تروي امي وفاته : ( طلب منها ماء كي يتوضا ويصلي الظهر وهو في فراشه ... صلى الظهر ثم نظر لسقف الغرفة وقال لها ... شو هالوجوه الحلوة يا ام احمد .. خافت ام احمد ، فلم يكن هناك أحد في الغرفة ... رفع سبابته ونطق بالشهادة وكررها كثيرا .... ثم رفع يده واشار بأصابعه عدا الابهام ... وقال الأربعة وامهم باخد حقي منهم يوم القيامة .... الله يرضى عليكي يا ام احمد ويرضى على الاولاد الله يرضى عليكم ... تشهد عدة مرات ثم صعدت روحه لبارئها )

    دفن في مقبرة باب الاسباط ... حيث كان يردد دوما انه يريد ان يدفن فيها قريبا من الاقصى ....

    معاملة لم الشمل قبلت جزئيا .. بعضنا حصل على هوية مقدسية وبعضنا حصل على تصريح اقامة لكن صفاء لم تحصل على شيء وتنتظر أن يقدم لها زوجها معاملة أخرى ...
    أخي احمد ... ترك جامعته واستمر في العمل .. يواجه الآن مشاكل كثيرة في عمله وحياته ...
    حنان_الي بتكون انا _ بذكر ابي دائما وأبكي .. لم اعش معه كثيرا ولا اتذكر معظم الأحداث في الاردن
    لم اعش كثيرا من المواقف التي عاشها اخوتي في ظل والدي والتي تعتبر اجمل الذكريات لكنني للأسف ما عشتها ... لكنني ما بنسى حنانه ما بنسى عطفه .. رفع شعري عن جبيني وبوسته لمسته بذكرها لانها ما بتنتسى... بس راحت علي اجمل لحظات حياتي بوجود ابي .. احن اب على الاطلاق واروع اب ممكن يمر علي بالتاريخ ....
    اسماعيل ... حبيب أبوه ... يشتاق له وللصلاة معه ... كلما خرج للمدرسة وحده ذكر ابوه الذي كان يصاحبه بالطريق يذكر المحلات التي كان يمر بها ليشتري الصحيفة اليومية والمحل الذي يقف عنده ليشتري لاسماعيل الفطور من عنده ...وهو الان يدرس بالجامعة هندسة الكترونية ...
    صفاء ... تضم ابنتها التي اوصاها ابوها فيها خيرا ... تتذكر ملاعبته لها وهو مريض ، تتذكر حبه لها ... وتحدث ابنتها عنه كثيرا وعن حبه لها ...عندها الآن ابن آخر عمر 9 اشهر وبالنسبة لدراستها فأكملت دراسة التربية الاسلامية...
    امي الغالية ... طالما ذكرت ابي في ذكرياتها وحياتها معه تقرأ له القرآن ، وتدعو له في قيام الليل ... قدرها ان تربي ايتاما مرتين في حياتها مرة عند وفاة والديها وتربيتها لاخوتها ومرة عند وفاة زوجها وتربية ابنائها ...
    عمتي سهى .. بكت أخاها الذي كان لها سندا في حياته ... لا زالت تعيش مع زوجها وحياتها مستقرة بالرغم من ان الله لم يرزقها اطفالا ...
    عمتي عبير انهارت عندما أخبرها خالي علاء على الهاتف ولم تستطع القدوم لرؤية ابي ... تعاني الآن من سرطان الثدي ... شفاها الله وعافاها اما ابنائها فهم نعم الابناء ما شاء الله عنهم ناجحين في حياتهم بارين لها ولزوجها لهم مكانة مرموقة بالأردن ...
    سرين طلقت من زوجها .. لها ابنتان اختارتا العيش مع ابيهم ... وتعاني الان مما عانى منه والدي الغالي ...
    رنا متزوجة وتعمل في الجامعة التي يدرس فيها اخوتي اسماعيل ونسمة فهم الان بالجامعة ....
    هدير ايضا تعمل سكرتيرة في الجامعة ... تسببت لنسمة بالكثير من المشاكل مع مسؤول التسجيل خسرت اثرها سنة كاملة بعد ان دوامت فيها وقدمت امتحاناتها ..
    رباب لم تفكر يوما بابي ولم تفكر ان تتصل حتى به ...
    جميلة لا زالت حية تعيش مع رباب في امريكا ....
    لم تحضر اي من البنات الاربعة العزاء ... هدير قدمت عند المغتسل ... ذرفت دموع التماسيح لدقيقتين ثم سارت مع زوجها ...
    عذرا كانت اكثر المواقف التي ذكرت لاختي لانني لم اعش من هذه المواقف شيء لم اكن واعية وكبيرة بما يكفي فقد كنت اصغر اخوتي ودلوعة بابا حتى انني كنت اعيش اللحظات ببرائة تصغر سني _بالرغم من صغر سني _الا انني كنت اعيش باصغر من عمري ...
    ذكرت المواقف كلها تسنيم اختي المسمية باسم نسمة هون ...لذلك ارجوا منكن ان تسمحن لها بالكتابة عن نفسها حتى لو كان هذا الحساب خاص فيي باسمي ....
    نعم أنا نسمة ... اهملت دراستي بعد وفاة والدي لكني اجتهدت في آخر شهرين فقط ... وحصلت ولله الحمد على نسبة 97% ... أدرس الطب كما كان والدي يشجعني ... الدكتور فؤاد سيكون أستاذي السنة القادمة ...
    أنا نسمة... أنا التي عشت معه 17 عاما لم أخبره مرة وبشكل جدي كم احبه وكم احترمه وكم أفخر بكونه والدي ، وكم أتباهى به ، كم وكم وكم .... لا أدري أكنت تعلم هذا يا أبي الغالي أم لا .... اااااااااااااه ما أغباني ... أهرب من صدرك كيلا تخونني عبرتي ، كم أتمنى أن تعود للحياة لحظات ، تمسد بيديك الحانيتين على شعري كما كنت تفعل ، أسمع ضحكتك العذبة ، أنام على صدرك ، أسمع ترتيلك للقرآن عند الفجر ، وأنتظر عودتك من الصلاة ....تركتني ورحلت ، تركتني يا من كنت تنير طريقي فأضحيت بعدك في عتمة لا يعلمها غير خالقي ، تركتني وقد كنت الانسان الوحيد الذي يفهمني .... نعم لا زلت كما كنت ، خصلتي السيئة التي طالما نصحتني بالابتعاد عنها لا زالت تعيش معي ، بل تطورت وتطورت حتى غدت أعز صديقاتي ، أنام كلما واجهتني المشاكل التي لم تفارقني منذ وفاتك ، أنام كي أنسى ، فأصحو لأجد المشكلة قد تخمرت في ذهني ... لم أعتد أن أواجه أية مشاكل دون سند أو معين ، لم أعتد ان أعيش دون وجودك بجانبي .. ولن أعتاد على ذلك ....
    لقد غبت عني يا غالي ، حتى في أحلامي ، لم أعد أراك ، لم أعد أسمعك .... كيف أحيا بدونك ... أقسم يا أبي الحبيب أنني لم ولن أنساك وسيظل ذكرك طيباً يعطر قلبي الحزين ، وسأظل أبكيك حتى القاك في جنات النعيم بإذن الله ..... مصيبتي بفقدك لم تصغر حتى بعد مرور هذه السنوات ، تزداد في كل موقف أتمنى وجودك فيه بجانبي ، سعيداً كان أم حزيناً ، أصبت التصرف فيه أو أخطأته ....
    لازالت كلماتك ونصائحك كنزي الذي أدخره لأيام لن تكون معي فيها ....
    كم أتمنى ان يعود ذلك اليوم حيث كنت معك في الحافلة ، أنام على صدرك وبجانبي أمي ... كم اتمنى ان يعود ذلك اليوم ، فأظل على صدرك مدى الحياة وتظل الحافلة ماضية في درب لا نهاية له ... كم كنت اتمنى ان ازف لك خبر نجاحي بالثانوية العامة وأنت بالمكتبة لتفرح وسط اصدقائك ... كنت ادرس وامامي ابتسامتك ودموع فرحك بنتيجتي .. لكنك رحلت عني ...
    الدفتر الجميل الذي اهديتني اياه لأكتب عليه مذكرات حياتي ... احتفظت به كي أكتب عليه ذكرى نجاحي وفرحك ... ذكرى لم ولن تأتي فقد رحلت قبل ان تأتي هذه اللحظة ... فخططت عليه احزاني بوفاتك .. خاطبتك ... وتردد صدى صوتي وآهاتي في الأرجاء ... لا مجيب .... انشودة احقا مات أبي ... بت أسمعها كل ليلة ... ينام الجميع بينما يتجه نظري إلى مكان نومك ، إلى فراشك ووسادتك ... ولا أملك غير العبرات التي تزيد من حرقة قلبي ...إنها تعبر بشكل أو بآخر عما يجول في خاطري ... تذكرني بيوم رحيلك ، بيوم وداعك ... فأتذكر تفاصيلاً لم أكن أحسب أنني سأذكرها وتغيب عني تفاصيل أخرى ...
    تذكرني بوجهك المبتسم الأبيض ، بجسدك وجبينك الدافئ ، ثم تنقلني لماض أبعد حيث كانت ضحكتك وصدرك وكلامك ملجئي ومأواي ... تلك الابتسامة والروح التي جذبت جميع من عرفك ... آآآآآآآآآآآآآآآآآه كم أحبك ، كم أشتاق لك ...

    لا أدري لم أكتب ، ومن اخاطب ، وعندما أعاود قراءة ما كتبت أجد أنه أبعد ما يكون عن التنظيم والترتيب ، اعذرني فهذا حالي ، الذكريات في قلبي وعقلي تنتقل بسرعة من موقف إلى آخر ، رمضان ، يوم فحصك ، الاعياد معك ، المستشفى ، سوريا ، العملية ..... تمر كلها بدقائق أمام عيناي ...
    نعم يا غالي .... هذه حالي بعد غيابك ..... ضياع وتيه ودموع

    رحمك الله وأسكنك في جنات النعيم مع الانبياء والصديقين وابدلك ألمك بالدنيا بفرح وسعادة وراحة في الآخرة عندما تشرب من يدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم شربة ماء لن تظمأ بعدها أبدا .... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين

    هذه قصتي .. سامحوني إن كان ينقصها الترتيب والتسلسل ... لا أدري كيف كتبتها ...

    كلمتي الأخيرة ....
    هذه القصة من وجهة نظري وبالغالب من وجهة نظر تسنيم فكما ذكرت انها عاشت مع هذه اللحظات افضل مني وهي اللي بتذكر اكثر المواقف اللي كتبتها وبترويها دائما وانا كتبتها كما تذكرها هي ... ولكل من اخوتي وجهة نظر خاصة ... لكنني والله شهيد على ما اقول ... لم أبالغ او اكذب في الحديث عن أي من اخواتي الاربع ( سرين ورنا ورباب وهدير ) وامهم جميلة ... حسبي الله عليهم الخمسة !!

    واخيرا دعواتكم أخواتي لنا بالهداية وراحة البال .....وان يطيل الله في عمر امي ويهديها ويزرع السعادة في قلبها الحزين ... وان يمن بالصحة والعافية على عمتي عبير وعمتي سهى الحبيبتان ... وان يهدي أخي احمد وان يوفقنا الله في دراستنا ويجعل ابناء اختي من العباد الصالحين البارين ... ويجعل حياة اختي هادئة مستقرة مع زوجها ... وان يوفقني بالثانوية العامة هذا العام ...
    وزوروا هالموضوع بما اننا انهينا الحديث عن عماد
    http://70.86.165.21/vb/showthread.php?t=337487


    صحيح نسيت اقلكن عن الشركة اللي كنا مستثمرين فيها اموالنا اللي اشتغل فيها بابا الله يرحمه وحذر امي وخالي علاء من اخو نسيبه ....
    بحياته ما اخطأ بابا بنظرته للناس واذا ذم شخص اعرفوا انه كلامه صحيح لانه ما بذم الشخث الا بعد ما يكون متأكد منه ... وفعلا خسرت الشركة ... الشخص اللي حكى عنه بابا اخذ المصاري المستثمرة وهرب فيها لأمريكا .... وخسرت الشركة وفلسوا اخوانه واتلقوا التهديدات من الناس لانه اخوهم هو اللي عمل هالعملة ... لكن ما في باليد حيلة ...
    وأي سؤال عن القصة انا جاهزة للاجابة يمكن تاهت مني بعض الامور اسألوني وانا بجاوب حبيباتي
    وبالنسبة لوجهة نظرyomizo كانت صحيحة حبيبتي والاسماء انا فعلا اخترتها تكون قريبة من الاسم الحقيقي قد ما بقدر بس اسم حنان اخترته لتاتا الله يرحمها لانه كان لابقلها كتير هذا الاسم وبما انه بابا سماني على اسمها فكان لازم اخذ اسم حنان بالقصة متلها ... بس انا اميرة ونسمة هي تسنيم اختي ...
    آخر مرة عدل بواسطة اميرة الامورة : 08-09-2007 في 10:39 PM

  7. #407
    ابنة البحر1's صورة
    ابنة البحر1 غير متواجد مجموعة العطاء في أركان الجمال والاناقة
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    KSA
    الردود
    1,901
    الجنس
    امرأة
    مشكووووووووووره ياعمري
    قصه فعلا روعه
    يعطيك العافيه

  8. #408
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الردود
    1,360
    الجنس
    ذكر
    يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه يا اميرة والله بكيت وبكيت وبكيت حبيبتي لا اعرف مادا اقول انا والله العضيم اكتب والدموع بتسقط ومن كترتها مبشوفش ححكيلك ايه ولا ايه لازم تعرفي انو ابوكي اعضم رجل بالدنيا وامك احسن ام وياريتني اكون متلها والله احزنتيني كتييييييييييييييير ومش عارفة اكتب والله انت كمان يتيمة متلي يتيمة من غير اب انا حخرج من الموضوع مش قادرة اكمل حبيبتي الله يرحمو ويحسن اليه ويجعلو من اهل الجنة يارب

  9. #409
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    المدينة المنورة
    الردود
    148
    الجنس
    ذكر
    أختي الفاضلة .... أميرة
    الله يعطيك العافية ويوفقك ان شاء الله ... القصة رااااائعة واسلوبك أروع ....
    ودمتي بخير ..

  10. #410
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الموقع
    تركيا
    الردود
    498
    الجنس
    شكرا نعمه شكرا صفاء .... شكرا تسنيم ... شكرا اميرة.... عفوا حنان
    شكرا احمد و اسماعيل .....
    سأكمل بعد ان اجفف دموعي

مواضيع مشابهه

  1. لا تفوتكن الخير
    بواسطة الاليفة في ركن المصليات ودور التحفيظ
    الردود: 3
    اخر موضوع: 06-04-2011, 11:35 AM
  2. مجتمعنا للأسف للأسف
    بواسطة زهور البحـــــر في ركن المواضيع المكررة
    الردود: 5
    اخر موضوع: 10-05-2009, 06:55 PM
  3. الردود: 10
    اخر موضوع: 02-12-2008, 12:02 AM
  4. قصة مؤلمة... للأسف حقيقية... لاتفوتكن !!!
    بواسطة اميرة الامورة في فيض القلم
    الردود: 226
    اخر موضوع: 03-07-2008, 03:53 PM
  5. شوربة العدس لا تفوتكن...........
    بواسطة مشاعر أنثى في المقبلات والسلطات والشوربات والمشروبات
    الردود: 18
    اخر موضوع: 12-10-2006, 04:27 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ