حاولت الكتابة في روضة السعداء لكن ما عرفت كيف أفعل ذلك أفيدوني أفادكم الله .... مستخدمة جديدة تحاول التطور
قال عيه الصلاة والسلام : " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلآ من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" مسلم
قال الله سبحانه و تعالى :" يا أيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها النّاس و الحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون ." التحريم 6
إن أول ما يجب أن يعتني به المسلمون لصلاح هذه الأمة و صلاح ديننا ونصرنا على من عادانا ، هو حسن تربية الأولاد و ذلك باتباع قول الله تعالى والسير على خطى رسوله الكريم و اتباع سنته ، تاركين البدع و المحدثات والتقليد الأعمى لأعداء الله و أعداء الدين ، كما قال جل جلاله :" قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رّحيم ." آل عمران 31 .
إن التربية الصحيحة تبدأ من قبل ولادة الطفل ، و يجب لنا أن نخطط لها بكل جّدية مع عدم تهاون أو تفاوت الأشياء الصغيرة ، و لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم :" فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى و سنّة الخلافاء الراشيدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إيّاكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة ."
أساس ا لذرية الصالحة : و تنقسم إلى جزئين .
الجزء الأول يتضمن مايلى :
ما قبل الزواج :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "الدنيا كلها متاع ،و خير متاع الدنيا المرأة الصالحة ." فكيف لنا أن نربي أجيال بدون المرأة الصالحة الّتى تحفظ بيتها و زوجها و أولادها ؟ الّتى تتتبع خطوات أولادها و تحرص على تعليمهم قول الله و قول الرسول صلى الله عليه و سلم ولا ترمي بهم إلى المربية تفعل بهم ما تشاء ، قال صلى الله عليه و سلم :" ما من مولود إلآ يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ." البخارى
الرجل مسؤول فى مدى تهيئه ليكون الزوج الصالح و إختياره لأم أولاده و لممارسة أبوته بشكل صحيح لقوله صلى الله عليه و سلم : " فاظفر بذات الّدين تربت يداك ."
"تزوجوا الودود الولود فإنى مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة ." رواه أحمد
و المرأة مسؤولة فى مدى تهيئها لتقبلها الرجل الصالح لتكون بدورهاالزوجة الصالحة ثم أم ناجحة فى إنشاء جيل سليم ، كما قال صلى الله عليه و سلم :" كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ."
ما بعد الزواج وقبل الولادة :
قال صلى الله عليه و سلم :" لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال بسم الله ، الّلهم جنبنا الشيطان و جنب الشيطان ما رزقتنا ، فقضى بينهما ولد لم يضره ." متفق عليه ، و هذه أول خطوة نحفظ بها أولادنا من مكر الشياطين ، ومن قوله عليه الصلاة و سلام نذرك أهمية التخطيط للولد الصالح حتى قبل الولادة .
و قال سبحانه و تعالى :" هناك دعا زكريا ربه قال رب هب لى من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ."
و قال تعالى :" و الّذين يقولون ربنّا هب لنا من أزواجنا و ذريّتنا قرّة أعين و اجعلنا للمتقين إماما ." الفرقان 74
فكيف لنا أن نعزما على شيء دون التوكل على الله سبحانه و تعالى و دون اللجوء إلى مرضاته ، و كيف يمكن أن يتحقق مرادنا دون دعائه و التودد إليه ، فهو العلى الملك القادر على كل شيء ، و هو المعطي و المجيب بدونه لا يحدث شىء .
و عليه يجب أن لا تفارق ألسنتنا الأدعية الّتى نسأل بها الله سبحانه و تعالى الذرية الصالحة كما فعل الأنبياء و الصالحين قبلنا ، فنخلص نيتنا و دعائنا حتى يستجاب لنا إن شاء الله .
ما بعد الولادة :
و تتضمن هذه المرحلة إستقبال المولود بشكل يليق بديننا ، و إتباع سنة نبيّنا صلى الله عليه و سلم ، ثم المرور إلى البداية الصحيحة و كما يقال من يزرع يحصد ، و هنا يجب على الوالين و خاصة الأم جهدا و مثابرة دائمة لا يوجد فيها توقف و لا إهمال و لاغض النظر على ما يفعله الأولاد ، و إليكم إخوتي ما تتضمنه هذه المراحل ، و نسأل الله تعالى أن يوفقنا و إياكم :
إستقبال المولود الجديد :
-1- التأذين فى أذنه : عن أبى رافع رضى الله عنه قال :" رأيت رسول الله عليه الصلاة و السلام أذن فى أذن الحسين بن على حين ولدته أمه فاطمة بالصلاة ." أبوداود و الترميذى ،حديث صحيح .
ما أروع أن يكون أول شىء يسمعه الإنسان دكر الله و النداء إلى عبادته ، و من هنا نلاحظ أنه لا يجب أن نبعد فى أى مرحلة من ديننا و لكن نظل فى عبادة مستمرة .
-2- التحنيك : هو هدي نبوي كريم للمولود عقب ولادته ، و هو مضغ التمرة و دلك حنك المولود بها و ذلك بوضع جزء فى فم المولود ثم تحريكه يمينا و شمالا بحركة خفيفة ،
عن أبى بردة عن أبى موسى رضي الله عنه قال :" ولد لى غلام فأتيت به النبى صلى الله عليه و سلم ، فسماه إبراهيم وحنكه بثمرة – زاد البخارى- و دعا له بالبركة و دفعه إلي ، و كان أكبر ولد أبي موسى ." البخارى
-3- الرضاعة : قال تعالى :" و الوالدات يرضعن أولادهنّ حولين كاملين لمن أراد أن يتمّ الرّضاعة ." البقرة 233
سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحق الناس بحسن صحابتى ، قال : أمك ، ثم أمك ثم أمك . و هذا لتحقيق الأم من حمل و ولادة و رضاعة .
و لقد بينت الدراسات أن حليب الأم فيه فوائد عديدة تقوى بدن الطفل و تحميه من الأمراض ، و هذا عكس الحليب العادى الّذى يفتقد لهذه الخصائص ، و أضهرت أيضا الدراسات أن الأمهات الّتى ترضعنّ هنّ أقل تعرض لمرض سرطان الثذى بقدرة الله ، و لهذا الغربيون الآن يهتمون أكثر بحليب الأم و يحثون نسائهم على أهمية إرضاع أطفالهم إذن ليس من المعقول أن نتخل نحن على هذا و الوقوع فى أخطائهم .
-4- حلق الرأس : قال صلواة الله عليه :" مع الغلام عقيقة فأرقوا عنه دما و أميطوا عنه الأذى ." البخارى
و إماطة الأذى هى حلق الرأس . و يكون لجميع الرأس ثم يمسح رأس المولود بالطيب ويصدق بزنة الشعر فضة ، و هذاعلى حسب العلماء للذكر و الأنثى .
روى مالك فى الموطأ عن جعفر بن محمد عن أبيه قال وزنت فاطمة رضى الله عنها شعرحسن و حسين و زينب و أم كلثوم فتصدقت بزنة ذلك فضة .
-5- العقيقة : هى سنة مؤكدة . و هى ذبح الشاة عن المولود يوم السابع من و لادته لقوله صلى الله عليه و سلم :" كل غلام رهينة بعقيقة ، تذبح يوم سابعه ويسمى ." الترميذى حسن صحيح .
و استحباب طبخ العقيقة دون اخراج لحمها شيئا .
-6- تسمية المولود : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم و أسماء أبائكم فأحسنوا أسماءكم ."أبو داود باسناد حسن .
و قال عليه الصلاة و السلام :" إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله و عبد الرحمن " مسلم .
-7- الختان : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" الفطرة خمس ، الختان و الإستحداد وقص الشارب و تقليم الأظافر و نثف الأبط " البخارى و مسلم .
هو واجب للرجال و مسنون للنساء .
الجزء الثانى : ويتضمن أطول مراحل نمو الطفل حتى يصبح شابا.
البداية الصحيحة : من يريد أن يحصد حصادا جيّدا يجب أن يزرع فى الوقت المناسب و بالطريقة المناسبة ، فلا يجب علينا أن نقول : إنهم مازالوا صغار !! هذا خطأ ، لأن أكثر مرحلة يستوعب فيها الأطفال هى الصغر ، و كلما تعودوا على شىء فى صغرهم يصبح لهم بديهى عند الكبر ، كما يقال " من شبّ على شىء شاب عليه " .
قال تعالى :" و الّذين آمنوا و اتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرّيّتهم و ما ألتناهم من عملهم من شىء كلّ امرىء بما كسب رهين " الطور 21
" يا أيّها الّذين آمنوا قو أنفسكم و أهليكم نارا " التحريم 6
فأعلم أن نتيجة أخطائنا و تهاوننا، نجنى ثمارها فى هذه الدنيا ( من عصيان الأولاد و الأخطار الّتى تهدد مجتمعاتنا ) و نحاسب عليها فى الآخرة بنّار جهنّم و العياذو بالله ، و عليه من السهل أن نجتنب هذا بالإجتهاد فى أول الأمر فنكون من من ذكرهم الله تعالى فى آية الطور6
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" امروا أبناءكم الصلاة لسبع و اضربوهم عليها لعشر و فرقوا بينهم فى المضاجع " صحيح الجامع و حسنه الألبانى .
إن عمود الدين الصلاة ، فهي تنهي عن الفحشاء و المنكر ولهذا يحثنا تعالى عليها منذ الصغر .
" من قرأ القرآن و عمل به ألبس والده تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس فى بيوت الدنيا فما طنكم بالذي عمل بهذا " أبو داود .
فمن منكم لا يريد أن يلبس هذا التّاج ؟ .... يجب علينا أن نغتنم كل الفرص ، حتى نحضى بمرضات الله و نجنى الكثير من الحسنات فنفوز بما يعدنا سبحانه به .
" لا تدعوا على أنفسكم و لا تدعوا على أولادكم و لا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة سأل فيها عطاءا فيستجب لكم "
فهل لنا أن نستوعب مدى أهمية الدعاء ، إن الله سميع كريم يجيب دعوة الداعي إذا دع ، فلا نقع فى ظلالة الشيطان عند الغضب و ندعوا على أولادنا بمنكر فيستجاب منّا ، بل ندوا لهم دوما بالهداية و الرشد ،" اللّهم أجعلهم هداة مهتدين غير ضالين و لا مضلين ، اللّهم اجعلهم من أوليائك و خاصتك الّذين يسعى نورهم بين أيديهم و لا خوف عليهم و لاهم يحزنون " و غيرها من الأدعية الّتى تعينهم فى الدنيا و الآخرة .
إن قوة ملاحظة الأطفال و تقليدهم لوالديهم كبيرة ، وعليه من الجيّد أن يتعوّد الوالدين على القيام بمختلف العبادات و المواقف الحسنة أمام أولادهم حتى يقلدهم أطفالهم ، و من هذه الأعمال نذكر مايلى :
- رؤية الطفل منذ صغره أمه و أباه يصليان و يتلون القرآن ، و ذكرهم لمختلف الأدعية و الأذكار اليومية . فمثلا عند ما يريد أحد الوالدين الصلاة يعطى لطفله سجاد أمامه حتى يقلد حركاته ...
- تنويع للطفل كتب و أشرطة تنمى عقيدته و تفتح له ذهنه .من المهم أن نعود الطفل على المطالعة منذ صغره ، بحيث تأخذ الأم فى اليوم جزء من وقتها لتقرأ عليه قصة ، فهذا ينمى ذكائه و يفتح له مجال حب التطلع و المعرفة . سرد لطفل مختلف القصص للأنبياء و الرسل لتنمية محبتهم فى قلوبهم و معرفتهم لقوة و قدرة الخالق من خلال هذه القصص .
- بدأ تلقين الطفل منذ سن الثالة و الرابعة الأذكار اليومية و السور القصيرة من القرآن . فبإمكان الأم ( لأنها هى الّتى معه بالبيت طوال اليوم و هى الّتى لها هذا الدور ، دور المعلمة فى البيت ) أن تشجعه على الحفظ بتعويده على " النقاط الجيّدة " فهى نقاط تجمعها له و عند وصوله لعدد معين( تحدده هى) ، تعطيه جائزة و هذا على حسب إمكانيتها .
- تنمية حب الله و رسوله فى الأولاد و ذلك بالإشارة و التنبيه إلى كل ما حولنامن خيرات تبين عظمة الخالق و فظله علينا . وهذا بتبسيط تعريف الله سبحانه و تعالى مع شكر نعمه علينا .
- تعويدهم على العمل باليد اليمنى فى كل الأشياء و التيامن فى ملبسهم و الشمال عند الخلع .
- تجنب لبس للبنات القصير و الضيق .
- التسمية عند الطعام و الحمد عند النتهاء .
- أن يحمد بعد العطس و تشميت العاطس .
- أن يتعود على السلام فى الذخول و الخروج .
زيادة على هذا نذكرهم بالخصال الحميدة و الأخلاق الشريفة الّتى كان يتحلى بها رسولنا الكريم ، و الّتى هى واجبة أن تكون فى كلّ مسلم مؤمن بالله و اليوم اللآخر و رسله و كتبه ، كالفصاحة و الصدق ، الكرم و الحلم ، العفو و الشجاعة ،الصبر و العدل، التواضع .... و غيرها من الخصال . قال الله تعالى :" و إنك لعلى خلق عظيم " القلم . وقال سبحانه :" لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة " الأحزاب . و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم أخلاقا" وعنه :" إن من أحبكم إلى و أقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا " .
و غيرها من الأعمال اليومية الّتى تتربى فيه ، و يحس من خلالها بمكانة الله سبحانه و تعالى فتكبر فيه حب الله و عظمته و الخوف منه و كذا حب الرسول عليه الصلاة و السلام و اتباعه ، و بإذن الله تعالى يوفق هذا الطفل فى حياته فيكون من الهداة المهديين ، ويكون الولد الصالح الّذي يدعو لوالديه بالرحمة و المغفرة .
فيكون هذا جهد الأولياء فى الدنيا و أما عطاء الله جل جلاله فيكون فى الدنيا و الآخرة إن شاء الله .
اللّهم رب أوزعني أن أشكر نعمتك علّى و على والدي و أن أعمل صالحا ترضاه و أصلح لى فى ذريتي إني تبت إليك و إنّي من المسلمين و أعذني و ذرّيتي من الشيطان الرجيم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على أشرف المرسلين محمد و على آله و أصحابه و التابعين إلى يوم الدين .
ما معنى أظف إشتراك ?
جزاكم الله خير أقبل الردود فقط من النساء
الروابط المفضلة