بسم الله الرحمن الرحيم
كم هو جميل الترابط الاسري ،اهتم به الاسلام ودعى اليه الرسول عليه افضل الصلاة والسلام، كما دعانا الى التعاطف والتراحم والتودد بين افراد الاسرة الواحدة.
وعلى الجانب الاخر هناك دعوة منه عليه افضل الصلاة والسلام على التكافل والترابط الاجتماعي حين قال:مثل المؤمنون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه جزء تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى).
الحب:
تلك الكلمة السحرية الجميلة التي انعم الله بها علينا وجعلها تشعل المودة والرحمة والتعاطف بين الاباء والابناء والاقارب.ولكن مع الاسف الشديد ترى كثير من الناس لا يحملون في قلوبهم سوى الكره والضغينة و القسوة فلا تدمع اعينهم ولا ينفطر فؤادهم ولا يطمئن.
قال تعالى:الا بذكر الله تطمئن القلوب).
فمن هذا المنطلق احببت ان اتحدث عن شريحة من الناس جار عليها الزمن والصحب والخلان فعاشت في سجون بلا قضبان ،عاشت في دهاليز الغربة وهي بين اهلها وذويها ،شريحة قست عليها الظروف او بمعنى اخر شاء القدر بان تكون هكذا،تلك الشريحة التي يطبق الصمت على افواهها وتُحبس الدمعة في مقلها.
انهم الصامتون اللذين يعيشون بلا روح ،المتلهفون الى الحب والعطف والحنان انهم القابعون وراء جدران الزمن فحكم عليهم بالسجن في سجون بلا قضبان.
انهم العجزة، وأي عجزٍ يعانون اهو عجز الجسد او عجز القلوب الذي امتلء بالحزن وتفطر لبعد الاهل عنه، ام انه عجز السنين التي مرت واهلكت ما اهلكت.
كثيرا ما تدمع عيني ويصيب قلبي شي من الحزن حين اري او اقرأ عن هؤلاء العجزة وهم والله ليسو بذلك انهم لا يعجزون عن تقديم الحب المتدفق من قلوبهم ولا يعجزون عن تقديم ما نريد منهم حتى ولو بالشيء القليل ما دام قلبهم ينبض واعينهم ترى النور فهم قبل كل شيء ابائنا وامهاتنا الذين حملونا وتعبو شقوا من اجل ان يوصلونا الى ما نحن فيه فهل هذا جزائهم.
انه اسم في غاية القسوة (العجزة).
هناك قصة بل قصص وماسي تروى ويندى لها الجبين ويتحسر عليها القلب من جراء ما سمع،فهناك في تلك الدار تجد امرأة عظيمة وقورة خط الزمان بخطوطه على محياها فسارت الدمعة من اعينها منحدرة ،شكت همها وباحت به لمن حولها واستنكرت بحرقة كيف هان على ابنها الوحيد ان يزج بها في هذه الدار بناء على رغبة زوجته متناسيا فضل الام الذي عظم شأنه عند الله ،متناسيا ان تلك المرأة هي امه التي حملت به وارضعته وسهرت الليل من اجله واطعمته الذ لقمة وعلمته وووو حتى صار الى ما صار اليه متناسيا ان الزمان قد ينقلب عليه يوما ماء فكما تدين تدان.
وهناك الكثير والكثير من القصص المؤلمة التي ينتظر اصحابها ولو كلمة جميلة تبعد عن قلوبهم ما يعانون من وحدة وجحود وتظلم.
اسائل لهؤلاء الذين يمارسون مع ذويهم الجحود والتنكر لماذا ؟ تمارسون ذلك مع من احسن تربيتكم ؟لماذا شغلتكم ملاهي الدنيا الزائفة والركض وراء السراب ؟ألآ يهمكم ان تموتو ووالديكم راضون عنكم ؟الم تفكروا في ان ينقلب الزمان عليكم ويمارس ابنائكم معكم ما كنتو تمارسونه مع ابائكم ؟
فاستيقظو واعيدو حساباتكم . واذهبوا الى والديكم واطلبوا منهم السماح والرضا وان يغفر الله لكم كيف لا وهو التواب الرحيم.
الروابط المفضلة