كنت أعيش قريرة العين مرتاحة البال،لا ينقصني شيء، فأنا من أسرة ثرية وزوجي من نفس قبيلتي وله من الأموال الكثير، وقد أنجبت منه ابنتين، ولكن نفسي لبعدها عن الله لم يردعها رادع لأني لم أكن أعرف ماذا يعني الولاء ولا الوفاء ولا الخوف من عقاب الله، فقط كنت أعيش حياتي كما يحلو لي متمتعة بكل النعم التي وهبها الله لي، وفي تلك الفترة لم أكن أفكر في هذه النعم كهبة من الله ولي نعمتي، وذات يوم استيقظ شيطان نفسي الأمارة بالسوء فوجدت نفسي أملك كل شيء إلا زوجي المسكين الذي كان يعمل صباحا ومساء من أجل مستقبلنا،فقد وعدني أن يعمل كثيرا حتى يتقاعد مبكرا ويستمتع معي بما جمعه،وكنت أتابع الأفلام وأحضر أشرطة فيديو لأحدث الأفلام، وأقرأ القصص مما جعلني أشتاق إلى أن أعيش قصة حب مشتعلة كما أشاهد وأقرأ، وأصبحت أشتري أدوات مكياج حديثة وصبغت شعري وقصصته وأقتنيت ملابس مثيرة وبدأت أحاول أن ألفت نظر زوجي وأكثرت من الاتصال به وبثه غرامي وشوقي، وفي البيت كنت أحاول أن أثير جذوة الحب بيننا ولكن شيئاً ما مات بيننا فلم أشعر بشيء غير عادي، وبعد فترة من الزمن بدأت أتجرأ وأتصل برجل يعرف زوجي كزبون وكان هذا الرجل شديد الجاذبية،وبعد فترة من الغموض شعرت خلالها بمشاعر جديدة أعلنت له من أنا فبادلني المشاعر المحرمة بالهاتف،ثم بدأنا باللقاء وشعرت بما كنت أريد أن أشعر به من ود ولطف وكلام جميل أقوله وأسمعه، وزوجي غافل، وماهي إلا فترة حتى حبلت ولم أعرف ابن من هو ولكني بمجرد أن عرفت أني حبلت توقفت عن لقاء ذاك الرجل،ولكنه كان قد تعلق بي ،فأصبح يتصل بالمنزل في الأوقات التي يكون بها زوجي موجودا، وبدأت أشعر بشك زوجي ولكن من دون أن يشير إلى ذلك بشكل صريح، وذاك أصبح يهددني بالاستمرار بالاتصال إن لم أقابله حتى لو كلفه ذلك أن يسجن،حاولت أن أنهيه وأكلمه في الدين والخوف من الله فكان يضحك ويسخر ويقول أنت آخر إنسانة يمكن لها أن تتحدث في الدين، وعندما بدأت في الذبول خاف عليّ زوجي وشعر أني أواجه ضغطا لم يحاول أن يستفسر عنه،ولكني طلبت منه أن ننتقل إلى إمارة أخرى لأن حملي في خطر،وفعلا رتب زوجي المسكين أموره بحيث نسكن في إمارة ويأتي لزيارتي كلما وجد الوقت مناسبا حتى لا يتأثر عمله، ولكن خوفي من ذلك الرجل مستمر إلى اليوم فهو إن لم يكن يريد مضرة لنفسه فإنه يستطيع أن يغير صوته ويخبر زوجي عن خيانتي، أو يرسل رسالة، وهكذا ألجأني الخوف إلى الله، تبت إليه وطلبت منه الستر والعفو والمغفرة، ولم أعد أرغب في قصص حب محرمة ولم أعد أجد وقتا فيه فراغ، فكل دقيقة هي لله أسبح وأستغفر وأقرأ القرآن وأكثر من النوافل، وبعد فترة أنجبت بنتا ثالثة هي كالقمر المنير لا تشبه أحدا من البنات وهي كالخنجر المتدلي من ضميري فكلما نظرت لها تذكرت مافعلت ولا أدري متى يتوقف هذا الألم؟ولا أدري هل غفر الله لي؟ ولا أدري هل الخوف الذي أعيشه هو عقاب من الله أم خوف المجرم من مجرم آخر مثله؟ أريد أن أشعر بالطمأنينة التي كنت أشعر بها سابقا ولا أعرف السبيل، أفيدوني ما العمل؟
الروابط المفضلة