أصل التسمية وطبيعة المهمة.. كنية أُعطيت لرجال عصابات صهاينة تخفوا بلباس عربي أو اتخذوا لهم أشكالاً شبيهة بالعرب الفلسطينيين. وبدأت هذه الفكرة في سنوات الثلاثينيات عندما قامت عصابة (الهاغاناه) بتشكيل فريق من أعضائها للقيام بمهام استخبارية وتنفيذ عمليات قتل وتصفية ضد الفلسطينيين داخل مدنهم وقراهم.
أول مستعرب
وكان أول مستعرب هو اهارون حاييم كوهين، ومع الزمن حُوّلت فرقة المستعربين إلى دوائر الاستخبارات الصهيونية العامة. وانقطع استخدام المستعربين خلال العقود الأربعة الأولى بعد قيام دولة الكيان ثم تجدد في نهاية الثمانينيات عند انطلاق الانتفاضة الأولى في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأصبح المستعربون تحت إدارة وتوجيه الجيش الصهيوني .
شمشون ودوفدفان
وتوجد فرقتان للمستعربين: (شمشون) والتي كانت تعمل في قطاع غزة، ودوفدفان (كريز) في الضفة الغربية المحتلة. نفذت وحدات من المستعربين عمليات خطف واغتيال لعشرات من نشطاء (فتح) و(حماس) و(الجهاد) والفصائل التابعة لها خلال الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى).
كما أن هذه الوحدات تضم عناصر وأفراد فلسطينيين يعملون كعملاء مع العدو الصهيوني لذا تجد كثيراً من هؤلاء عندما تحضر الكاميرات يقوموا بوضع قناع أو ما من شأنه إخفاء الوجه خوفاً من التعرف عليه وكشفه أمام الكاميرات.
وقد أفادت المصادر الصهيونية أن قوات المستعربين تتلقى تدريبات ودروس لها علاقة بعمليات الخطف والاغتيال ويتدربوا جيدا على عادات وتقاليد الناس أو المكان الذي ينوون النزول إليه لتنفيذ عمل إجرامي فيه.
سوابق ومهمات خطيرة
وفي تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط في يوليو 2001 أن عدد من المستعربين الصهاينة قاموا بالتخفي في زي تجار خضار في عملية اعتقال لاحد قادة الجهاد الإسلامي في بيت لحم.
وحسب المصادر والمعلومات أن قوات من الجيش تقوم بمساندة المستعربين على مسافة قريبة من مسرح العملية للتدخل في حال اقتضت الضرورة حيث تكون قوات من الجيش بلباسها العسكري ولكن داخل سيارات شبيهة بالعربية كسيارات الأجرة أو الملاكي ومزودة بلوحات تسجيل عربية.
سوابق ومهمات خطيرة
وفي إحدى المرات تصدت مجموعة من النسوة والرجال الفلسطينيين عندما تقدمت مجموعة من المستعربين من فرقة دوفدفان العاملة في الضفة الغربية لخطف أحد قيادات المقاومة فتفاجأ الجميع بتدخل قوات من الجيش وصلت بسرعة جنونية في سيارات مدنية كأنها فلسطينية واستطاعت حماية المستعربين وخطف الشاب الذي كان هدفها الأول.
كثيرا ما تلتقط عدسات المصورين مشاهد لهؤلاء المستعربين أثناء قيامهم بأعمالهم الشنيعة ضد الفلسطينيين العزل ومع ذلك لا تتم إدانتهم أو حتى الاحتجاج على جرائمهم. بعضهم من ذوي الملامح الشرقية أو يتم التعامل بالماكياج ليظهروا كذلك . يدخلون مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية بلباس عربي مدني، والبعض الآخر من ذوي الملامح الغربية يدخلون كصحفيين أجانب ( يحملون معدات الصحافة بأكملها ). إنهم يهاجمون متخفين أهدافا بالعمق الفلسطيني ، يمشون بين الناس في المظاهرات أو حتى الجنازات إلى أن يصلوا إلى موقع المواجهات، فيبادرون برشق الحجارة على الدوريات الإسرائيلية فيتجمع الفلسطينيون حولهم ويرشقون الحجارة دون أن يعلموا بوجود مستعربين، عندها ينقض هؤلاء المستعربون على الشباب الفلسطينيين بالضرب على الرأس والوجه خاصة ، ويقيدونهم ويشهرون في وجوههم المسدسات ويلقون بهم في إحدى دوريات جيش الاحتلال الذي يساندهم ويراقبهم ويسهل لهم عملهم و من ثم يقتادون هؤلاء الشباب إلى السجون والمعتقلات.
عمليات اقتحام بسيارات عربية
يستخدم هؤلاء المستعربون سيارات عربية يستولون عليها، سواء سيارات حكومية أو عمومية أو شاحنات يعترضونها ليقوموا بأعمالهم الدنيئة من اغتيالات و اعتقالات ، حيث ينفذون اغتيالاتهم بمساندة قوات الاحتلال من دوريات أو قوارب أو طيران .
وتقوم الحكومات الإسرائيلية بإظهار دور المستعربين بأنه دفاعي بالرغم من أنهم يبادرون بالاقتحام والاغتيال، حيث استمرت نشاطهم في فترة السلام، ولا عجب في ذلك، فجيش الحتلال يبني استراتيجيته على الهجوم دائما و بالرغم من ذلك يلقب نفسه بجيش الدفاع.
صعوبة اكتشافهم
بالرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها الفلسطينيون لكشف العملاء والخونة وكذلك المستعربين الذين يندسون بين الصفوف لتحقيق أهداهفهم الخبيثة فإن اكتشاف هؤلاء المستعربين من الصعوبة بمكان حيث إنهم يقومون بإصدار هويات فلسطينية مزيفة ، ويستخدمون السيارات العربية ، ويجيدون الحديث باللهجة الفلسطينية
المستعربين في صور
الروابط المفضلة