السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفرق بين الحوار والجدال
لعل من المفيد أن يفرق المرء بين الحوار والجدال تفريقا يوضح مدلول كل منهما،فالحوار والجدال يلتقيان في أنهما حديث ومناقشة بين طرفين،لكنهما يفترقان بعد ذلك.
أما الجدال فهو على الأغلب اللدد فى الخصومة ومايتصل بذلك،ولكن في اطار التخاصم بالكلام،فالجدال والمجادلة والجدل،كل ذلك ينحو منحى الخصومة ولو بمعنى العناد والتمسك بالرأي و التعصب له.
وأماالحوار والمحاورة فهو مراجعة الكلام والحديث بين طرفين،ينتقل من الأول الى الثاني ثم يعود الى الأول وهكذا، دون أن يكون بين هذين الطرفين مايدل بالضرورة على وجوب الخصومة.
وفي القرآن الكريم مايدل على هذا الفرق ،حيث نجد الكتاب العزيز يستعمل الجدال في المواضع غير المرضي عنها أوغير المجدية، كقوله عز وجل/ ( وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق ) غافر(5).
وقوله/ (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير) الحج(8).
وقد وردت مادة الجدال في تسع وعشرين موضعا في القرىن الكريم يغلب عليها جميعا، أن تكون اما في سياق عدم الرضا عن الجدال واما عدم جدواه.
اما المحاورة فقد وردت مادتها في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع، ويمكن أن تفهم على أنها مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين.
على أن الحوار يرد في القرآن الكريم في مواطن كثيرة جدا، وان لم تستعمل مادته نفسها، وانما تستعمل كلمة (قال) التى وردت في الكتاب العزيز (527) مرة.
الروابط المفضلة