وهي كثيرة جدا منها أسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك )
اختي بحثت عن تفسير الحديث الشريف ففهمته
ووجدت هذا التعليق
ارجو منكِ قراءته :
جزء من فتوى الشيخ عجيل النشمي حفظه الله في المظاهرات السلمية :
ان ضرب الظهر لا يعني اقرار الحاكم الظالم: ان من لا يعرف أصول الشريعة وقواعدها ومقاصدها يحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: تسمع وتطيع للأمير وان ضرب ظهرك، وأخذ مالك فاسمع وأطع فيحمل الحديث على ان ضرب الظهر وأخذ المال يلزمه السمع والطاعة دون انكارمطلقا، وهذا الظاهر يجعل الشريعة ساترة وستارا للظلم والظالمين، وسيفاً على رؤوس وظهور ورقاب المستضعفين، وهذه اساءة للشريعة التي جاءت لرفع الظلم واقامة العدل، وهي اساءة جمعت بين الجهل بالأحكام وتزيين الباطل باسم الدين، حاشا ذلك لشريعة هي عدل كلها وحكمة كلها وصلاح كلها.
وبيّن د.النشمي ان أهل العلم انما يفهمون من هذا الحديث أموراً عدة ليس واحداً منها ما ذكر:
أولاً: ان السمع والطاعة مع جلد الظهر ليس سمعاً وطاعة لحاكم يستحق السمع والطاعة، اذ لا يفعل ذلك الا ظالم، ولا طاعة برضى لظالم، وان هذا السمع والطاعة هو طاعة المكره بقلبه الذي لا يملك حولاً ولا قوة، لقوله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الايمان والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر من استمراء الباطل والرضى به، بل من يستطيع تغييره وجب عليه، فقال صلى الله عليه وسلم قاعدة عامة ماضية: ان الناس اذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك ان يعمهم الله بعقاب من عنده واللفظ عام في الظالم محكوماً أو حاكماً.
ثانياً: الحديث يعرض صورة من صور ظلم الحكام على سبيل الذم، فواجب الحاكم ان يعدل في رعيته فيحفظ عليهم دينهم ودماءهم وأبشارهم وأعراضهم وعقولهم وأموالهم، فان ظلمهم بجلد أبشارهم وسلب أموالهم، ونحو ذلك من الظلم، فقد شرعيته – فان تحققت شروط قلعه قلع - واستحق العقوبة من الله، والله يملي للظالم حتى اذا أخذه لم يفلته ان في الدنيا أو في الآخرة.
وذكر النشمي هنا ان أبا جعفر المنصور ضرب الامام أبا حنيفة بالسياط ضربا شديدا، مردفا بان جعفر بن سليمان ضرب الامام مالكا ثمانين سوطا وقد مدوه في الحبل بين يديه حتى خلعوا كتفيه، كما ضرب المعتصم الامام أحمد بن حنبل بالسياط حتى خلعت يداه.
وقال ان في هذه الحوادث فوائد تشمل ما سبق من نقاط منها: ان هؤلاء أئمة الهدى والفقه أهينوا وتضررت أجسادهم لكنهم لم يدعوا الى الخروج على الحاكم، لأنهم يعلمون ان شروط الخروج لم تتحقق.ولكنهم في الوقت ذاته لم يسكتوا على الظلم، وظلوا يجهرون بالحق ويبلغونه الناس ولو عارضه الحاكم، لأنهم على الحق وما عليه الحاكم منكر.فلم يروا في انكار المنكر خروجا على الحاكم، ولم يروا سقوط واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.فطاعتهم كانت طاعة المكره.ولم تكن الدولة بالسوء الذي لا يحتمل بل كان الشرع سائدا والعدل قائما - بالجملة - ولو جار حاكم فقد يليه من هو خير منه، فأصل حكم الشرع قائم ولم يبح كفر بعد.
ثالثاً: ان اقرار ظلم الحاكم بجلد الظهر وسلب المال ونحوه استثناء من أصل اقامة العدل، وأن الواجب العمل لتحقيق الأصل في اقامة الشرع، ونبذ الظلم، والاستثناء يسكت عنه ويحتمل لظرفه، وهو هنا ظرف ضعف المسلمين وغلبة الظالمين، فان تغير الظرف وأمكن قلع الظالم بفساد أقل، وجب قلعه بعد جلد ظهره هو واعادة الحقوق الى أهلها، فالسكوت عن الظلم ليس رضاً به وانما دفعاً لمفسدة وشر أعظم فمتى غلب على الظن اختلاف الأحوال فيعمل على اقامة العدل والشرع.
رابعاً: ان سياق الحديث مخصوص بآخر الزمان حين تصير الأمور الى الحكام الظلمة، فتصبح مهامهم جلد الظهور وسلب الناس أموالهم فهو زمان الشر المستطير، عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال: قلت: يا رسول الله، انا كنا بشر فجاء الله بخير، فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر: قال: نعم، قلت: وهل من وراء ذلك الشر خير، قال: نعم، قلت: فهل من وراء ذلك الخير شر؟ قال: نعم، قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس قال قلت: كيف أصنع يا رسول الله، ان أدركت ذلك، قال: تسمع وتطيع وان ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع.صحيح مسلم.
وزاد د.النشمي: يمكن ان يضاف لما سبق: القول بأن صيغة الحديث الشريف وتركيبه اللفظي السمع والطاعة للأمير وان ضرب ظهرك. يحتمل عدة معان تعرف في علم الأصول بدلالة اللفظ، أي ان المعنى ليس قاصراً على السمع والطاعة وان جلد الحاكم الظهر وسلب المال.
فيحتمل ان المراد المبالغة في السمع والطاعة عند العجز عن تغيير ورفع ظلم الحاكم، ولو بجلد الظهر، يدل ذلك، حرف وان.
كما يحتمل ان الخطاب للخاصة من العلماء والدعاة اذ مهمتهم مهمة الأنبياء فعليهم تحمل الأذى الخاص في سبيل دفعه عن العامة.
كما يحتمل حمل اللفظ على ان هذا الضرب والسلب مثال للظلم الممكن احتماله، وقد يكون الظلم بأساليب لا تحتمل كقطع الأعضاء والكي بالنار ونحوه مما هو معلوم وواقع اليوم في العديد من ديار الظلم والظالمين، وهذه الاحتمالات تزاحم المعني الأول وهو السمع والطاعة المطلقة، والدليل اذا تطرق اليه الاحتمال سقط أو ضعف به الاستدلال
الروابط المفضلة