بسمِ الله الرحمن الرّحيم
سًورة الكَافرون
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ
التفـسير ..
"قل يا أيها الكافرون" قل للكافريين معلناً ومصرحاً
"لا أعبد ما تعبدون " أى تبرأ مما كانوا يعبدون من دون الله ظاهراً وباطناً
"ولا أنتم عابدون ما أعبد" لعدم أخلاصة فى عبادتة فعبادتكم المقترنه بالشرك لا تسمى عبادة ثم كرر ذلك ليدل الأول على عدم وجود الفعل والثانى على أن ذلك قد صار وصفاً لازماً
ولذلك ميز بين الفريقين وفصل بين الطائفتين فقال "لكم دينكم ولى دين "
التجويد ..
قل يا أيها الكافرون ♥
قل- (ق) مفخمة من الدرجة الثالثة (ل) مرققة -
يا _(ي) مرققة (ا) مد منفصل حكمي جائز (4-5) حركات ز لغير حفص يمد حركتين والمد هنا بسسب الهمز بعد حرف المد (ء) مرققة (ي) مرققة والهاء مرققة ومهموسة والالف وقفا مد مقدار حركتين اما حال الوصل فهي محذوفة بسبب الساكن بعدها (ل) التعريف
الكافرون - عنما نبدأ بهمزة الوصل تحقق مفتوحة وعند الوصل تسقط لفظا (ل) قمرية ساكنة ومظهرة ومرققة (ك) مرققة ومهموسة (ا) مدية مقدار حركتين مرققة (ف) مرققة ومهموسة (ر) مفخمة من الدرجة الثالثة (و) مدية تمد مقدار حركتين وصلا اما وقفا لها العارض للسكون
( 2-4-6) (ن) مرققة
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
لا أعبد ما تعبدون ♥
لا: اللام مرققة -الالف مرققة تمد مد طبيعي بمقدار حركتين وقفا ومد جائز منفصل وصلا مقداره 4/5 حركات
اعبد: الهمزة مرققة - العين مرققة بينية - البا مرققة - الدال مرققة وعند الوقف عليها قلقله وسطى
ما : الميم مرققة - الالف مدية تمد حركتين مد طبيعي وقفا ووصلا
تعبدون: التا مرققة -العين مرققة بينية - البا مرققة - الدال مرققة - الواو مدية تمد حركتان مد طبيعي وصلا وفي حال الوقف على تعبدون تمد مد عارض للسكون 2/4/6 حركات - النون مرققة
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
ولا أنتم عابدون ما أعبد♥
ولا - (و) مرققة (ل) مرققة (ا) مد منفصل جائز مقداره (4-5) حركات وجميعها مرققة اما حال الوقف مد طبيعي مقداره حركتين- أنتم (ء) مرققة (ن) مخفاة بغنة مرققة مقدارها حركتين بسسب (ت) وهي من حروف الاخفاء (ت) مرققة ومهموسة(م) ساكنة ومظهرة ومرققة
عابدون - (ع) مرققة (ا) مدية تمد مقدار حركتين ومرققة (ب) مرققة(د) مرققة (و) مدية وصلا تمد مقدار حركتين وقفا (2-4-6) عارض للسكون مرققة (ن) مرققة
ما -(م) مرققة (ا) حرف مد طبيعي حركتين وقفا اما وصلا مد منفصل جائز (4-5) حركات
أعبد -(ء) مرققة (ع) مرققة ومراعاة رخاوتها لانها ساكنة (ب) مرققة (د) وصلا مرققة اما حال الوقف قلقلة وسطى
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
ولا أنا عابد ما عبدتم ♥
ولا :الواو مرققه -اللام مرققه -الالف مرققه مديه تمد حركتين وقفا اما حال الوصل مد منفصل جائز (4-5) حركات
أنا :الهمزه مرققه -النون مشدده بغنه مقدار حركتين - الالف من الالفات السبعه ثابته وقفا مقدار حركتين محذوفه وصلا
عابد : العين مرققه وفيها صفة التوسط بين الشدة والرخاوة -الالف مديه مرققه تمد مقدار حركتين وصلا ووقفا -الباء مرققه -الدال مرققه والانتباه الى حكم ادغام نون التنوين مع حرف الميم بعد الدال بغنه مقدار حركتين
ما :الميم مرققه ومدغمه -الالف مديه تمد حركتين وصلا ووقفا
عبدتم :العين مرققه فيها توسط -الباء مرققه -الدال مدغمه بالتاء من باب ادغام تجانس صغير كامل واجب اي لا تلفظ الدال بل التاء فقط -التاء مرققه مدغمه -الميم مرققه ساكنه
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
لكم دينكم ولى دين ♥
لكم : (ل) مرققة (ك) مرققة ومهموسة واحكام الضم (م)ساكنة ومظهرة ومرققة
دينكم - (د) مرققة (ي) مدية تمد مقدار حركتين (ن) مرققة (ك) مرققة ومهموسة واحكام الضم (م) مرققة ومظهرة
ولي - (و) مرققة (ل) مرققة واحكام الكسر(ي) وصلا مرققة وقفا مد طبيعي مقداره حركتين
دين - (د) مرققة ( ي) طبيعي مقدار حركتين وصلا اما حال الوقف عارض للسكون مقدار (2-4-6) (ن) مرققة وهي محذوفة الياء برسم المصحف حركتها اصلية
أسباب النـزول ..
جاء في سبب نزول هذه السورة أن كفار قريش عرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن يعبدوا الله سبحانه وتعالى ويقبلوا ما جاء به ، بشرط أن يشاركهم في عبادة آلهتهم الباطلة بعض الزمان ، فنزلت هذه السورة تقطع كل مفاوضات لا تفضي إلى تحقيق التوحيد الكامل لله رب العالمين .
فعن ابن عباس رضي الله عنهما : (أن قريشا وعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ، ويزّوجوه ما أراد من النساء ، ويطئوا عقبه ، فقالوا له : هذا لك عندنا يا محمد ، وكفّ عن شتم آلهتنا ، فلا تذكرها بسوء ، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة ، فهي لك ولنا فيها صلاح . قال : ما هي ؟ قالوا : تعبد آلهتنا سنة : اللات والعزي ، ونعبد إلهك سنة ، قال : حتى أنْظُرَ ما يأْتي مِنْ عِنْدِ رَبّي . فجاء الوحي من اللوح المحفوظ : (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) السورة، وأنزل الله : (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ) ... إلى قوله : (فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) . رواه ابن أبي حاتم في " التفسير " (10/3471)، والطبري في " جامع البيان " (24/703)، والطبراني في " المعجم الصغير " (751) جميعهم من طريق أبي خلف عبد الله بن عيسى الخزاز الحداد ، ثنا داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما به . وقال الطبراني : لم يروه عن داود بن أبي هند إلا عبد الله بن عيسى ... أحاديثه أفراد كلها . انتهى . وعبد الله بن عيسى الخزاز ضعيف عند عامة العلماء ، لا سيما رواياته عن داود بن أبي هند. انظر ترجمته في " تهذيب التهذيب " (5/353) .
وعن سعيد بن مينا مولى البَختري قال : لقي الوليد بن المُغيرة والعاص بن وائل ، والأسود بن المطلب ، وأميَّة بن خلف ، رسولَ الله ، فقالوا : يا محمد ! هلمّ فلنعبد ما تعبد ، وتعبدْ ما نعبد ، ونُشركك في أمرنا كله ، فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا كنا قد شَرِكناك فيه ، وأخذنا بحظنا منه ; وإن كان الذي بأيدينا خيرا مما في يديك كنت قد شَرِكتنا في أمرنا ، وأخذت منه بحظك ، فأنزل الله : (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) حتى انقضت السورة . رواه الطبري في " جامع البيان " (24/703) قال : حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، عن محمد بن إسحاق ، قال : ثني سعيد بن مينا مولى البَختري به . وسعيد بن ميناء من أوساط التابعين ، فروايته مرسلة ضعيفة . وقال السيوطي رحمه الله : "أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن وهب قال : قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم : إن سرك أن نتبعك عاما وترجع إلى ديننا عاما ، فأنزل الله : (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) إلى آخر السورة . وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن قريشا قالت : لو استلمت آلهتنا لعبدنا إلهك ، فأنزل الله : ( قل يا أيها الكافرون ) السورة كلها" انتهى . "الدر المنثور" (8/655) . والحاصل : أن الآثار السابقة – وإن ضعفت أسانيد أفرادها – إلا أنها تتقوى بمجموعها ، ويشهد بعضها لبعض ، خاصة وأنه ليس في متنها ما يستنكر ، ووافقت ظاهر القرآن الكريم ، ولذلك صحح مضمونها الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح السيرة النبوية " (201)، وانظر : " السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية " (ص/175) . وأما معنى السورة : فقال ابن جرير الطبري رحمه الله : " يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم - وكان المشركون من قومه فيما ذكر عرضوا عليه أن يعبدوا الله سنة ، على أن يعبد نبيّ الله صلى الله عليه وسلم آلهتهم سنة - فأنزل الله معرفة جوابهم في ذلك : ( قُلْ ) يا محمد لهؤلاء المشركين الذين سألوك عبادة آلهتهم سنة ، على أن يعبدوا إلهك سنة (يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) بالله ( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ) من الآلهة والأوثان الآن (وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ) الآن ( وَلا أَنَا عَابِدٌ ) فيما أستقبل ( مَا عَبَدْتُمْ ) فيما مضى ( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ ) فيما تستقبلون أبدا ( مَا أَعْبُدُ ) أنا الآن ، وفيما أستقبل . وإنما قيل ذلك كذلك ؛ لأن الخطاب من الله كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أشخاص بأعيانهم من المشركين ، قد علم أنهم لا يؤمنون أبدا ، وسبق لهم ذلك في السابق من علمه ، فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يؤيسهم من الذي طمعوا فيه ، وحدّثوا به أنفسهم ، وأن ذلك غير كائن منه ولا منهم في وقت من الأوقات ، وآيس نبي الله صلى الله عليه وسلم من الطمع في إيمانهم ، ومن أن يفلحوا أبدا ، فكانوا كذلك لم يفلحوا ولم ينجحوا ، إلى أن قتل بعضهم يوم بدر بالسيف ، وهلك بعض قبل ذلك كافرا ، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، وجاءت به الآثار " انتهى . " جامع البيان " (24/702) .
إنتهينا أحبتى الكـرآم
تابعونى الإسبوع المقبل بإذن الله تعالى إن كان فى العمر بقيه .. ()
فى أمانِ الله وحفظِة
الروابط المفضلة