:
في العصور الجاهلية ، وصدور الإسلام ، كانوا يطلقون كلمة "
اللسان " على ما نسميه اليوم
باللغة وقد ورد هذا الاستعمال في القرآن الكريم . وتتميز اللغة بصفات تكاد تنحصر في
الأصوات ، وطبيعتها وكيفية صدورها . كما قد تتميز بصفات ترجع إلى بنية الكلمة ، ونسجها،
أو معاني بعض الكلمات .
أما عن
تاثر اللغة باللغات
الأجنبية ومدخلاتها ، فيبدو واضحاً في مفردات
انجليزية وهندية
وعلى سبيل المثال في اليمن ونظراً لسيطرة الاستعمار البريطاني لمدة قرن وثلث القرن ،
ولوجود جالية هندية كبيرة في ( عدن ) ، مكّنها المستعمر من بسط نفوذها في البلاد ؛ فكان
هذا التأثر ممتد بالمدخلات . أما الكلمات
التركية فقد غزت مدناً كثيرة في الشمال ،في اللهجة
اليمنية في الرتب العسكرية ، والمباني الحكومية ، والإدارات ؛ بل امتدت إلى الملابس والأطعمة
. كما كانت لهم أمثال نذكر بعضاً منها ، ونذكر ذلك على سبيل المثال لا الحصر :
( قٌرآن جُوك
إيمان يُـوـك) ، و"
جـــوك" تعني
كثير ، و "
يوك " تعني
لا شيء . كما قالوا :
(
قلبي يحِبّك
ولكن بش بَرَه يُــوك دَر) ،ومعنى المثل :
أنني أحبك ، ولكن لا أملك خمس بارات . وهناك ألفاظاً
تركية كثيرة ، منها
" تِتِن " أي : تمباك ، و " بشمق " أي : حذاء ، و "كربــــــاج" أي :
سوط .
والعبرية هي لغة شريحة من المجتمع اليمني ، هم
اليهود الذين ينحدرون من أصل عربي . وقد
كانوا يشغلون مرتبة اجتماعية متدنية ؛ ولذا لم نجد كلمات عبرية في اللهجة اليمنية ، كما هو
الحال بالنسبة للغة
التركية . فالأخيرة هي لغة
الحاكمين ؛ فقد حكم العثمانيون اليمن مرتين ،
امتدت الأولى مائة عام وامتدت الثانية واحداً وسبعين عاماً ؛ في حين أن الأولى هي لغة
المضطهدين . ونشير إلى جوانب من حياتهم الاجتماعية ؛ فالمثل القائل :
( قبيلي أو يهودي
عَيبَيّنِهْ السبت) ، يضرب عند الشك في هوية الشخص ، وفيه إشارة واضحة إلى عدم القيام
بأي عمل في يوم السبت . والمثل واضح الدلالة عن المعتقدات اليهودية وعن مكانة اليهودي
المتدنية في المجتمع اليمني .
وللمدخلات بقية .
الروابط المفضلة