< المؤسسات التربوية ودورها في تنمية شخصيتنا >
اهلا وسهلا بركني الحبيب
ازيكم حبيباتي المشرفات والعضوات والزائرات
سوف اتناول المؤسسات التربوية وتأثيرها الكبير في بناء شخصيتنا
مقدمةيقصد بالمؤسسات التربوية جميع الاماكن والأوساط التي من شأنها ان تزود الأفراد بقسط من التربية والتعليم كبير او صغير، وهي تؤثر تأثيرا كبيراً في سلوك الافراد وتصرفاتهم واسليب تفكيرهم مما يعمل علي تيسير سبل المشاركة في الاحداث الجارية وبما يعمل كذلك علي غرس الفضائل والمثل العليا في النفوس وعلي تنمية الشخصيات التي تتحمل المسئوليات الاجتماعية بوجه عام.بعض المؤسسات التي تسهم في اعداد الفرد وتربيته[اولا البيت_ ثانيا المدرسة_ثالثا جماعة الرفاق_رابعا دور العبادة_خامساالمؤسسات الثقافية والإعلامية والترويحية]اولا: البيتإن البيت يمثل احدي المؤسسات التربوية ذات الأثر الفعال في حياة المتعلم،فالآباء والأمهات يعملونهم حين يكشفون أمامهم أسرار العالمبالاجابة عن اسئلتهم التي تكثرفي بعض فترات حياتهم وتتجه الي ادراك مغذي الحياه والتعرف علي اسرارها، فالامانة اذا إلتزمها الأبوين انتقلت منهما ألي الابناءوالاستقرار والتروي في معالجة الامور والبعد عن المشاحنات والمشاجرات يغذي فيهم الاتجاه ألي الهدوء وعدم العنف. انهم يعلمونهم حين يقرؤون وحين يضعون في طريقهم الكتب المناسبة والمجلات والصحف فتثير فيهم الميل الي القراءة والتعرف علي مكنون ما يصادفهم من مطبوعات،انهم يعلمونهم المجاملة اذا جاملوا الناس ويعلمونهم آداب الحديث إذا احسنوا استخدام هذه الآداب في احاديثهم، انهم يرعون صحة ابنائهم ويعودونهم العادات الطيبة،اذا حافظوا هم عليها في سلوكهم وأكدوها في توجيههم لهم. والبيت يتولي رعايه الفرد في أحرج الفترات واعمقها أثارا في بناء شخصيته وتكوين اتجاهاته وأفكاره. ولقد أكدت نتائج العمل في العيادات السيكولوجية ان كثيرا من العقد النفسية والسلوك الشاذ او الانحرافت اليكولوجية تبدأ في فترة الطفولة المبكرة ويعظم خطرها علي الصحة النفسية بالإغفال و عدم التنبه المبكر لآثارها.
ثانيا : المدرسةالمدرسة تعد المؤسسة الرسمية للأداء التربوي.وقد اوجدتها المجتمعات قصداً حين تعقدت ثقافتها واتسعت دائرة المعارف الانسانية..وقد نشأت المدرسة في البداية لتهيئ الفرد للمعيشة في المجتمع وتعليمه كيف يتكيف لمسئوليات الجماعة التي ينتمي اليها.
وظائف المدرسةتقوم المدرسة بوظائف متعددة يمكن تقسيمها الي مجموعتين رئيسيتين هما:_ الوظائف المحافظة والوظائف التجديدية
1_الوظائف المحافظة للمدرسة
فهي اقوم بالمحافظة علي التراث الثقافي للمجتمع ونقله إلي جيل وتتم من خلال عديد من العمليات التربوية اهمها:_(أ) نقل التراث الثقافياذا كان الي الصغار يتم بصورةيتم بصورة اساسية من خلال الكبار في الاسرةفإن المدرسة تلي الاسرة مباشرة في نقل هذا الثراث وان المجتمعات يستمر وجودها خلال تعاقب الاجيال ويستمر وجودها ثقافيا خلال تناقل عناصر الثقافة . يقوم الكبار بتوريث ابنائهم اسمي ما لديهم من علوم ومعارف لكي يوفروا عليهم كثيراًمن المعاناة التي عانوها من اجل البقاء والاستمرار.(ب) الانتقاء والاختيارفي مجتمعاتنا المعاصرة تتعقد الثقافة وتتغير تغيراً سريعاً مما يفرض نوعاً من القيم تنظر بها الي ما تنقله المدرسة حتي يتم علي اساسه انتقاء واختيار العناصر الثقافية المرغوب فيها والمدرسة تعمل علي نقل العناصر الطيبة في التراث الثقافي، والاستفادة بالحلول الناجحة للمشكلات والوقوف علي عوامل الفشل في تجارب الامم السابقة حتي يستفيد منها الاجيال الجديدة ايضاً ، كما تقوم المدرسة بحفظ التراث من الاندثار .(ج) تبسيط التراث الثقافي
بمعني ان تعمل المدرسة علي تبسيط خبرات ومواقف الحياة العملية وتنظيمها في صورة مناهج ومقررات دراسية ويمكن تقسيم هذه الخبرات علي مراحل وسنوات وشهور دراسية بحيث تناسب نمو الاطفال بحيث يتمكنوا من الاستجابة لها والقدرة علي فهمها واستيعابها.
(د) الاقتصاد الثقافي
لقد تراكم التراث الثقافي وتنوعت مجالاته نتيجة سيطرة الانسان بالعلم علي الطبيعة ووصل الانسان الي نتائج كثيرة في جميع فروع العلم ومن ثم كان لابد من تقديمها الي الاجيال الجديدة في اقل وقت ممكن، واقل جهد ايضا. ولكي تقوم المدرسة بهذه الوظيفة فهي محتاجة لوسائل واساليب تكنولوجية جديدة ، وهنا تبرز اهمية الوسائل التعليمية في تحقيق هذه الوظيفة.
(و) التماسك الاجتماعي
ان نقل المدرسة للتراث الثقافي بما فيه من قيم وعادات وتقاليد وحرف ونظم يساعد علي ربط الاجيال الجديدة بمجتمعها وهذه عوامل هامة في التماسك الاجتماعي والوخحدة القومية لدي اباء الامة الواحدو. وتتوقف قوة وثبات المجتمعات وتماسكها الي حد كبير علي درجة مواطنة افرادها اي درجة انتمائهم لها ورغبتهم في المساهمة في خدمتها وتقدمها وعلي رضائهم عن المعايير والقيم السائدة في المجتمع.
2_ الوظائف التجديدية للمدرسة
ان التربية لا تقتصر عند حد نقل التراث كما هو وانما ايضا تجدده وتحاول ان تغرس في الاجيال الجديدة مهارات الخلق والابداع.
واليكم بعضا منها:
(أ) تنمية أنماط ثقافية جديدة
علي المدرسة ان تجعل من ابناء الجيل الجديد قوة في دفع التغيير وفي تمثيل القيم الجديدة من خلال اكتساب التلاميذ نظرة جديدة ناقدة لما هو كائن بالفعل ونظرة قادرة علي تصور ما ينبغي ان يكون.
(ب)توضيح الفلسفة الاجتماعية وتطويرها
ان المدرسة يجب عليها ان تتبني الفسلفة العامة للمجتمع وتعمل علي توضيحها وتأييدها بالادلة والأساليب النظرية وتحاول تعميقها للناشءه وتترجمها الي سلوك واقعي في حياتهم العملية.
(ج) تنمية عوامل الخلق والابتكار
ان تنمية الشخصية البشرية وتنمية الذكاء فيها بالذات من اهم ثروات الامم علي مر العصورفهو يحتاج الي اعمال العقل والتفكير الشديد والشجاعة في مواجهة احداثه والسيطرة علي البيئة.
ثالثا : جماعة الرفاق
عادة ما يكون افرادها من فئات متقاربة السن وتتيح جماعة الرفاق لاعضائها تنمية روح الاستقلال العاطفي عن الاسرة، وقد ادي التغير المادي السريع في عالمنا اليوم ، الذي احدثه التقدم العلمي والتكنولوجي الي وجود هوه عميقة بين الشباب والكبار، فغالبا ما تختلف آراء الشباب حيال الواقف والمشكلات الجديدة عن وجهة نظر الشيوخ الذين يتمسكون بقيم وخبرات ومثل قديمة تربطهم بالماضي. وكلما زادت الهوة كلما زاد تأثير جماعة الرفاق علي اعضائها من الناحية التربوية لما توفره من قدر كبير من التقارب . وهي ايضا قادرة علي تزود الفرد بكثير من الخبرات الجديدة التي قد لا يعرفها الكبار.
رابعا : دور العبادةتؤدي دور العبادة وظيفة حيوية في حياة الافراد بتأكيدها للقيم الخلقية ودعوتها الي الاتصال بالله والخضوع لمنهاجه وشرعه. وذلك من خلال العظات الرقيقة والارشاد الديني المهذب، والخطب والاحاديث التي تلقي في الجوامع ايام الجمع والاعياد وغيرها من الاوقات. وكثيرا ما تعددت دورها الديني فمزجت به تدريس المواد المختلفة.
خامسا: المؤسسات الثقافيةوالإعلامية والترويحيةوتضم الصحف والإذاعة والتليفزيون والمعارض والمتاحف والمكتبات والمتنزهات وغير ذلك فالصحف بما تتضمنه من موضوعات علمية توسع مدارك القارئ وتضيف الي ثقافتة ثقافة آخري وتمده بالفكرة والرأي حين يحتاج اليهما، والاذاعة والتليفزيون وسيلتان من الوسائل التربوية الهامة وأداتان لتثقيف الشعب وتهذيبه وتصفيه ذوقه وتنقيه طبعه وتحقيق الصلة بينه وبين غيره من الشعوب،والمعارض بانواعها تعتبر مجالا لعروض توضح تطور الانتاج البشري والمعرض منها العام الذي تقيمه الدولة ومنها الخاص بموضوعات متخصصة يستفيد منها المتخصصين.
اتمني ان الموضوع يكون نال اعجابكم
مصدر معلوماتي كتابي الجامعي
{محاضرات في المدخل الي العلوم التربوية}
اعداد الدكتور احمد محمود عياد
رد مع الاستدلال
كتبت بواسطة الهِمَمْ ..~
الروابط المفضلة