ما من أحد من الناس الا و أحب نفسه
كلٍِ على طريقته و بدرجات متفاوتة

فهناك من أحبها ..فتملكته الأنانية و تفضيل الذات على الآخرين
و هناك من اصابته النرجسية .. فسيطر عليه الكبر و الغرور
و اصبح يعتقد انه أحسن من في هذا الكون خُلقا و أخلاقا

لكن و للاسف الشديد من وصل الى هذه الدرجة من تفضيل الذات
فقد اثبت بالدليل القاطع انه لا و لم يحب نفسه على الاطلاق

فحب الانسان لنفسه لا يقوم على هذا المفهوم الخاطيء
انما هو قائم على مجموعة من السلوكيات و التصرفات
التي تسمو بالنفس و ترتقى بحيث تصل الى درجة من الرضا و السلام الداخلي

حب النفس .. و طلب الجنة لها

من أحب نفسه حقا .. طلب لها أعلى درجات الجنة

و صحبة النبيين و الصديقين في الآخرة
و سعى الى ذلك جاهدا ...بتقوى الله و خشيته في السر و العلن
و حسن عبادته و خشوعه و خضوعه للواحد الأحد

و البعد كل البعد عن المعصية مهما صغرت و طلب النجاة من النار

" فإذا جاءت الطامة الكُبرى , يوم يتذكر الإنسان ما سعى , وبُرّزت الجحيم لمن يرى .

فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا ,فإنّ الجحيم هي المأوى ,
وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى , فإنّ الجنة هي المأوى "

حب النفس .. و تزكيتها

" وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا "

تزكية النفس هنا تعني أن ننقي أنفسنا من المعاصي و الذنوب
و كافة الصفات الغير محمودة ... و أن نجملها و نحليها
بتقوى الله و بأجمل الصفات و أكرم الأخلاق ..
الصدق ..النقاء .. الاخلاص ..الوفاء ,,التسامح ..الطهر و العفاف
و التخلص تماما من اي صفة مذمومة قد نلمس وجودها فينا
فلا للحقد و لا للغيرة ..لا للتكبر و ألف لا لأي صفة تغضب الله و تنفر الناس منا

حب النفس ... و الحرص على ذكراها

اذا أحب المرء نفسه .. طلب لها محبة الآخرين و مودتهم
و حرص على ان تكون ذكراه عطرة بينهم
اذا غاب عنهم افتقدوه و اذا حزن حزنوا من أجله و ان فرح فرحوا له
و ان رحل عن هذا العالم و انتقل الى خالقه
كانت الأكف و الأيدي مرفوعة الى الله طالبة الرحمة من أجله

و ذلك لن يكون الا بالتعامل مع الناس بود و محبة خالصة لوجه الله تعالى
برقة و دون أدنى عصبية أو تعجرف
مقابلتهم ببشاشة و معاملة كل واحد منهم على قدر تفكيره
حتى وقت انكار المنكر ..يتم ذلك بالرفق و اللين و الأسلوب الحسن
و مراعاة المشاعر لأقصى حد

" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ "

نتعامل مع الناس و كأننا نتعامل مع أنفسنا
نحرص على مصلحتهم و نتقي الله فيهم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "

حب النفس ... و حسن اختيار الصحبة

حب النفس يفرض على المرء أن يختار لها صحبة الأخيار من الناس
الذين يكونون له عونا على طاعة الله و الذين يضيفون لشخصيته كل جديد
نافع و مفيد .. المتحابين و اياه في الله
يتقابلون على حبه و يفترقون على حبه

و يسالون الله اللقاء في ظله يوم لا ظل الا ظله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي .. اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي "

حب النفس ... و الحرص على جمالها

دائما نسمع عبارة ان الجمال يبدأ من الداخل
فمهما كانت المرأة جميلة أنيقة المظهر
لن يغني ذلك ابدا عن جمال الفكر و الروح و الجوهر

فعليها ان تحرص على تطوير شخصيتها ... علمها و ثقافتها
و الرقي بفكرها لتصل الى درجة مميزة من الوعي و الادراك
بعيدة كل البعد عن السطحية أو الاسفاف

و تحرص أيضا على ان تكون خفيفة على القلب
صاحبة روح مرحة و الابتسامة لا تفارق محياها
تماما كما كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
و كما أوصانا

" تبسمك في وجه أخيك لك صدقة "

حب النفس و المحافظة على الصحة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ "

حب النفس يدعونا الى المحافظة على الصحة و السلامة
باتباع الارشادات الغذائية الصحيحة و التمارين الرياضية
من اجل أجسام قوية و عقول سليمة ..فالعقل السليم في الجسم السليم

وفي الحفاظ على الصحة تقوى لله الذي و هبنا اياها
و ميزنا بهذه النعمة الكبيرة عن غيرنا لنسعد في حياتنا
و نتمكن من القيام بسائر اعمالنا من عادات و عبادات بأنفسنا و دون الحاجة لآخرين
لذا وجب علينا الحفاظ على هذه النعمة و دوام شكر الله و حمده عليها

و على النقيض من ذلك كله ....

هناك من يردد وقت الأزمات ..لقد كرهت نفسي ..كرهت حياتي
لم أعد أطيق العيش في هذه الدنيا لحظة واحدة
للأسف هذه العبارات و غيرها .. لا تأتي على أصحابها الا بالحسرة و الندم
فالعمر قصير و علينا السعي و العمل و اغتنام كل شيء فيه قبل فوات الأوان
و الدنيا دار ممر و كل ما نواجهه فيها من أحداث
هو اختبار من عند الله
و لابد أن نحب أنفسنا و أن نعمل على تجديد هذا الحب و تأكيده
بشكل ايجابي
حتى نتمكن من المضي بها نحو الفلاح
في الدنيا و الآخرة ... باذن الله

(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ
*وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ *أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ
* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ *
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ
هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

::

بقلم / noran5
17ـ 11 ـ 08

اللهم تقبل عملنا هذا خالصا لوجهك الكريم

وعليكم السلام ورحمة الله
يسعدني ويشرفني ان اكون اول من يرد على هذا الموضوع الغاية بالروعة
والكاتبة الغالية الاخت نوران
اشتقت لكِ ياالغلا
اذن المطلوب من المرء ان يحب نفسه حتى يرتقي بها
لافضل الاعمال
وثم يفوز بقدرة الكريم المنان باعلى الجنان
استوقفتني الايات بسورة المؤمنون
(قد افلح المؤمنون )
فازوا ونجوا بالجنة لكن من هم او ما هي صفاتهم
(اللذين هم في صلاتهم خاشعون )
هل حققنا شروط لن نكون بصف المؤمنين
ونكون من اللذين يخشعون بصلاتهم او هل نحن هكذا
ادعو الله وارجوه
هذا اول شروط للمؤمن لكي يفوز وينجو
فهل تحققنا من صلاتنا وبكمال خشوعها؟
لنطبق جميع الشروط حتى نفوز بالجنان
ونكون ممن افلحوا
اللهم اجعلنا منهم واغفر لنا يارب
اللهم امين

و عليكم السلام و رحمه الله و بركاته

الغاليه الحبيبه نوران ..

ما شاء الله تبارك الله ...موضوع قمه في الروعه و الفائده

حين قرأته يجعلك تحلق بعيدا في الأفكار ...

فعلا يا غاليه اذا نحن احببنا انفسنا يجب ان نسعا بها الى النجاه

من غضب الله عليها ... يجب علينا ان نزكيها و نجعلها طيبه اينما حلت

( قد افلح من زكاها ) نجعلها طيبه الذكرى بعد رحيلنا عن هذا العالم

كل هذه التزكيه تحتاج منا الى مجاهده الهوى و الشيطان ..

و هذا لا يتحقق الا بتقرب الى الله سبحانه و تعالى ..

ثم بحسن الخالق و معاشره الناس بلمعروف و الكلمه الطيبه و البسمه الصادقه

الخاليه من اي حقد و حسد ....

*********

نوران الغاليه بارك الله فيك و اثابك و نفع بك .

دمت بحفظ الله و رعايته .

الحبيبة الغالية .. نوران ..

اتحفتينا كثيرا بهذا الموضوع الاكثر من رائع

جزاك الله عنا خير الجزاء

وحب الذات هو بين بين لا افراط ولا تفريط ..

بين الحب النرجسي لها وبين الكره الشديد ..

فكلاهما يعود على صاحبة بالويلات والنهاية المؤلمة ..

فعقد صلح وسلام مع الذات امر لابد منه ولكن يجب ان لايصل لدرجة تمجيدها والغرور بها ..

فهي سلاح فعال ان وضع مكانه الصحيح انتجنا وطورنا وتطورنا ..

والا كان معول هدم لصاحبة قبل المحيطين به

وهذا ما نراه مع الاسف الشديد في اوساط المسلمين ..

فهم على حالين لا ثالث لهما الا من رحم ربي

اما : غرور وتكبر مع استحقار وتقليل من شأن الاخرين ..

او : انهزام وكره للذات وكأنها العدوا الاول له ..

فكلا الصنفين على كل حال نقطة ضعف على امتي ..

امة العز والشموخ ..

فهم ثغرات في جلباب العالم الاسلامي ..

بها يتمكن العدو من الصولات والجولات ونحن نشاهد ونرى ولكن لانستطيع ان نوقف تلك المهزلة ..

فمهما كان الكثرة تغلب الشجاعة ..

ولكن نحن من هذا المكان المبارك نحاول بمجهودنا المتواضع ان نحاور

ونصلح ما يمكن اصلاحه فلعل الله ان يبارك في كلمة بسيطة تصل الى افاق الدنيا ..

فصلاح وهداية رجل واحد خير لنا من حمر النعم ..

اللهم اصلح حالنا ووفقنا لكل ما يرضيك ..

واهدي ضالنا لجادة الطريق ..

عذرا على الاطالة ولكنه موضوع في غاية الروعة ..

جزاك الله خيراً عزيزتي نوران
كلمات جميلة جداً لمن يعيها
دائما اقول إذا لم تحب نفسك أولاً لا تطلب من الأخرين أن يحبوك
تصالح مع ذاتك وأرقى بنفسك تعش راضياً وتفهم الحياة بشكل واضح
جزيتي خيراً يا عزيزتي

وعليكم السلام ورحمة الله

اختي الغالية نوران
جازاك الله على ما اتحفتنا به

موضوع متكامل حول مقومات الشخصية السليمة

واهم مدخل للصحة النفسية
وهو حب الذات الذي يعني اكرامها بمكارم الاخلاق
وتمثل القيم النبيلة التي يدعو اليها ديننا الحنيف

حب النفس تطهير لها من النرجسية والتعالي على الغير
و من الاحساس بالضعف والمهانة .

حب النفس يعني التقدير الايجابي السليم
الذي يجعل الانسان محبوبا محترما اينما ولى وجهه.
بارك الله جهودك نوران
ودمت متالقة.

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
غاليتى نوران سلمت يداك على هذا الموضوع الرائع والمتكافئ والملم لكل الجوانب
حب النفس اختى نوران هو من صميم تكوين البشر
سلاح ذو حدين اما ان يستخدم فى تطوير الذات من كل النواحى
او يستخدم فى الشرور لانه يتحول لأنانيه ونرجسيه
الشخص المحب لذاته ينفر منه الاخرون لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لأن فاقد الشئ لا يعطيه
لأن المحب لنفسه للأسف لا يحب نفسه
كما اوضحتى فى موضوعك
المفترض ان غريزتنا وثقافتنا وتربيتنا تدفعنا لأثاره حب الأخرين وجذبهم لنا وليس العكس
لذا فموضوعك اعتبره دعوه لحب النفس بشكل صحيح
علينا ان نحبها ولا ننتظر من يأتى لنا يحبها ويعززها فنحن من نعزز
نحن من نقدر
نحن من نتمسك بتعاليم ديننا وما جاء به
حتى نصل لبر الامان
وفى النهايه اقول لكل اخ او اخت
لو كنت تعتقد انك تستحق الحب فحب نفسك من باب أولى
وأجعلها تحبك حتى تصل لأعلى المراتب
تصل لحب الله لك وحب من حولك
مره اخرى احييك مشرفتنا الكريمه على موضوعك الرائع
دمتى فى رعايه الرحمن

نوران الغاليه

لقد حركت كلماتك مشاعرى برقة

لقد نشانا فعلا على ان الايثار من مكارم الاخلاق

وانه يجب علينا ان نؤثر من نحب على انفسنا

و بعد سنوات طويلة

اكتشفت اننى يجب ان احب نفسى ايضا و لو قليلا

حتى استطيع ان استمر فى العطاء لمن اريد

بارك الله فيك

و نفع بكلماتك المسلمين و المسلمات

كم جميل ان تنيرى النافذه بكلماتك
و نتمنى منك المزيد

السلام عليكم


أهلا بمشرفتنا الغالية و بموضوعها المتميز .

ليس عيبا أن يحب الانسان نفسه
و لكن العيب هو أن يكون أناني نعم يحب نفسه بشكل خاطئ
لأن الانسان الاناني و المتعجرف و المتكبر.....من سيحبه
لن يحبه أحد على وجه البسيطة إضافة الى بعده عن الله سبحانه و تعالى
يجب أن أحب نفسي و ذلك بتربيتها على القيم و المبادئ .... و القيام على تزكيتها
و ابعادها عن الرذائل و أن أجعلها متعففة .....حتى لاا أخسر آخرتي .
من جهة أخرى على أن أحب نفسي لكي أحب الاخر
لأن كيف أحب الاخر و أنا أكره نفسي " ففاقد الشيء لا يعطيه "
فالنفس لها حق عندنا ستحاسبنا يوما عليه نعم سنقف أمام نفسنا
و هي تلومنا إذا لم نوافيها حقها لأننا مسؤولن عما يحدث .
علينا أن نعلمها ما عليها فعله من حقوق اتجاه ربها أتجاه الاخر
اتجاه نفسها ....................
كما قالت أختي نور الهدى علينا ان نحبها ولا ننتظر من يأتى لنا يحبها ويعززها فنحن من نعزز
نحن من نقدر
شكرا لك علىالطرح

حبيبــتي نـــوران
أنرتي النافـذه الإجتماعيه اليوم بموضوعك
وفقتي في إختيارك التكلم في هذه النقطه بالذات وهي
( حب الذات )
كثيراً من هم يحبون أنفسهم ويزكونها
ولكن بطريقه تتعاكس تماماً ماهي مكلفه به
فحب الذات هي أن أطلب لها أفضل ما يكون
وأفضل ما يكون هو رضا الله عليها

حتى أصل بها لأعلى درجات الرضى

حتى تكون نفساً مطمئنــه
وهذه الأيام ظهر فكر واعي بأنه لن يحبك الناس حتى تحبين نفسك أولاً
كنا نجهل هذا من قبــل
بارك الله فيكِ على موضوعك الرائــع
أرجو ألا تحرمينا حبيبـــتي من قلمك وفكرك الواعي
دمتي لنـا