فى ركن الحجرة تجلس وحيده تشهق شهقات متتابعه, تخنقها عبراتها التى ترسم اخاديدا على وجهها الملتهب ،من حين لأخر تتجه إلى المرآه تنظر إلى وجهها المنتفخ,تتحسس بيدها آثار كفه على وجهها التى رسمت لوحة حمراء ملتهبة على خدها,تخنقها العبرات من جديد فتتجه إلى ركن الحجرة متمتمهجته قطع إيده)
من منا رئى هذا المشهد من قبل؟,بل من منا لم تكن صاحبة هذه المشهد؟كم مرة رأيت رجلا يضرب أمرأته ؟كثييييير ,أليس كذلك؟
أنا نفسى رأيت أحدهم يضرب أمرأته على قارعة الطريق بقطعه غليظه من الحديد.....
العجب العجاب أن الأمر رغم كونه ظاهرة تتكرر من مئات السنين إلا انه لم يتوقف يوما,لا فرق فى ذلك بين الأستاذ الجامعى و البائع المتجول
ويحنقك بل يشعل غضبك أيضا أن تجد بعض الجهال يخرج عليك بأن الأسلام قد أباح ضرب الزوجات تاركا لأعداء الأسلام ثغرة ينفذون منها ليتطاولوا على شرعنا الحنيف.
ولكن ما حقيقة ضرب الزوجات التى يتشدقون بها فى كل وقت وحين؟وهل فعلا أباح الاسلام ضرب الزوجات؟
قال تعالى: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً}
نعم لقد وضع القرءان الكريم دستورا وقانونا سبق قوانيننا الوضعيه بمئات السنين لعلاج نشوز الزوجه,فبدأ بالنصح والارشاد بالحكمه والموعظة الحسنه,ثم انتقل الى الهجر فى المضاجع ,وكانت اخر الرحله اذا اسرفت المرأه فى عتوها وصلفها بقليل من الإيذاء البدنى .
ولكن كم من الرجال من يخطو هذه الخطوات ,بل قل كم منهم من لا يقفز مباشرة إلى ثالث خطوة وهى الضرب و يا ليته ضربا يسيرا,بل تجده يضرب امراته كانه يضرب جندى اسرائيلى قد أحتل منزله للتو؟؟؟
وقد روى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه ابن حبان، والحاكم من حديث إياسي بن عبد الله بن أبي ذباب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تضربوا إماء الله"، فجاء عمر فقال: قد زئر النساء على أزواجهن -أي نشزن أو عصين- فأذن لهم فضربوهن، فأطاف بآل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نساء كثير. فقال: "لقد طاف بآل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعون امرأة كلهن يشكين أزواجهن، ولا تجدون أولئك خياركم". وفي رواية "لن يضرب خياركم
نعم هذا هو هدى النبى,عندما يمدح الرسول من لا يضرب امرأته بأنه من خيار القوم,اذا فمن الأولى ان يعيد الرجل النظر فى خطواته.
دعونا من الموعظه والنصح فكثير من الرجال ليس عندهم الصبر ولا حتى المنطق الذى يقنع زوجاتهم ,ركزوا معى على هجر الزوجه فى الفراش,
أن من حكمة الخالق أنه ينزل التشريع مناسبا لطبيعة الانسان,فالله عزوجل يعلم طبيعة المرأه التى تتوق للحنان والتى لا تتحمل أن يعطى لها زوجها ظهره بعد يوم من التعب طوال النهار فهى تفتقد حضنه وأنامله التى تداعب أنوثتها,فجعل من التهذيب أن يهجرها زوجها فتعترف بحاجتها إليه
وتعود عن غيها.
روى مسلم بسنده عن عائشة -رضي الله عنها- قال: "ما ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا قط بيده، ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله).اذن رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم عدد زوجاته لم يلجأ يوما إلى الضرب.بل لو تذكرتم معى مواقف عده حدثت فى السنه النبويه لتيقنتم انه لم يتخذ الضرب وسيله يوما للاصلاح,
أتتذكرون عندما أرسلت أحدى زوجات الرسول إناء به طعام للرسول عندما كان عند عائشه فغارت وضربته ووقع على الأرض فانكسر,وكان ذلك فى حضرة أصحابه؟
أعرف رجالا عده كانوا سيشدون الزوجه من شعرها ويضربونها ضربا مبرحا أمام الجميع ولو كان صبورا لضربها بعد انصرافهم,ولكن انظروا الى حكمته صلى الله عليه وسلم الذى انحنى ليلتقط الإناء قائلا(غارت أمكم) فلم ينزلها قدرها بل أمرها بأن ترسل إناءا سليما لصاحبته.
نعم تختلف كل زوجه عن الأخرى فى طريقة تهذيبها ,فبعض النساء يتأذين بمجرد الصوت العالى ناهيك عن الضرب والبعض الأخر لا يرتدعن حتى بالضرب.إذن فلكل امرأه ما يهذبها ولكن لا يكون الضرب قاعده فينهدم الاحترام والحب بين الزوجين. كذلك هناك مشكله فى عدم التقدير ففى بعض الاحيان ربما لا تستدعى المشكله من الرجل أكثر من كلمه طيبه لحل الموقف بدلا من الضرب ولكن الشيطان وشخصية الرجل التى ربما تكون عصبيه فى الاساس يسولون للرجل ضرب زوجته,
وهنا أهمس فى أذن أختى الحبيبه همسه يدفعنى اليها الحب والإشفاق:إذا كان زوجك يتسم بالعصبيه والتسرع فى حكمه ,وإذا كان قد سبق له ضربك,فتفادى مواقع غضبه وكل امرأه تعرف متى يصبح زوجها فى حالة الغليان التى ما بعدها رجعه,عندما يحتدم النقاش وتشعرين بالخطر اصمتى ,اختفى من أمامه ,لا تناقشيه حتى يهدأ,وتذكرى أنه لو تعود على ضربك مره فلن يتوقف,فابتعدى بنفسك عن المهانه خصوصا امام الاطفال.
أما أنت أخى الرجل فإن امرأتك أمانه عندك ولا يضيع الامانه مؤمن,فلا تستغل ضعفها وربما غربتها عن أهلها وتظن أنك تقدر عليها(ألم يعلم بأن الله يرى)
وأعلم عزيزى الرجل أنه حتى الضرب له حدوده فالعلماء تمثلوا عود الأراك كأقصى ما تستطيع أن تؤذى به أمرأتك,فلا داعى للانتقام الجسدى الذى يخلف وراءه الكدمات والصدمات وقبلها جروحا فى النفس غائره لا تلتئم,
وفى النهايه
لى كلمه
إن الحياه الزوجيه ليست معركة يبرز كل من الطرفين قوته بها,لا انها السكن والموده التى تحدث عنها القرءان
وعندما ينحدر المستوى بالزوجين إلى الهمجيه والضرب فهنا يكون الحل الأخير:تسريح بأحسان أو إمساك بمعروف,حتى لا يخرج إلى المجتمع ضحايا للعنف الأسرى مشوهين نفسيا يضرون بالمجتمع
لكم منى كل الحب
الروابط المفضلة