السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما يقسو المجتمع على اُناس ويعاملهم دوما على انهم مذنبون
ولا يستطيع ان
يغفر لهم او يتعامل معهم على الاقل بطريقة طبيعية تمكنهم من التعايش بسلام
والتكيف مع هذا المجتمع وافراده ومنظماته
من هؤلاء الناس من اقترف ذنبا يوما ما وُعوقب عليه
ولكنه فى نظر المجتمع دوما آثم ومُخطئ يجب تجنبه والابتعاد عنه
لانه باختصار يُوضع فى دائرة ( الاشخاص المحظورين )
اني اتحدث عن فئة من المجتمع وبتحديد اكثر
الشخص
السجــــــين ........... وعقاب المجتمع
بداية انا لست متعاطفة مع السجين ولا اكتب موضوعي هذا للدفاع عنه
فهو شخص مذنب ويستحق العقاب ايا كانت نوع الجريمة التى ارتكبها
يجب ان يعاقب عليها ويأخذ جزاؤه
ولكن
هل من العدل ان يظل هذا الشخص يعاقب على جريمته وذنبه طوال حياته ؟
هل من العدل ان يبقى سجين فعله الى ان يفارق الحياه ؟
اي عدل هذا ؟؟
وكيف نطلب منه بعد خروجه من سجنه ان يعيش آمنا فى مجتمع رافض وجوده والتعامل معه اصلا ؟
وبداية نسأل
ماهى الدوافع التى قد تكون سببا فى ارتكابه للجريمة ؟
اولا : نقص الوازع الديني :
فلو ان هذا الشخص لديه وازع ديني قوى وقوة فى الايمان بالله واضعا الله عز وجل دوما ُنصب عينيه ومراقبا له فى كل افعاله وتصرفاته ما ارتكب جريمته وفكر الف مرة قبل ان يفعلها ويكن فريسة سهلة للشيطان
يقول الله تعالى (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )
ثانيا : سوء التربية والقدوة السيئة :
شئ بديهى ان يكن هناك خطأ ما فى التربية مما
ادى بهذا الشخص لممارسة الجريمة ,او انه شب اصلا على ارتكاب الجريمة تقليدا لوالده او احد اقاربه كشئ موروث فى وسطه وعائلته
ثالثا : العوامل الاجتماعية :
كالامية والبطالة واصدقاء السوء والتفكك الاسري وعدم الوعي الاجتماعى الذى يؤدى بهذا الشخص الى ان يسلك سلوكا منحرفا يتطور الى ارتكاب الجرائم
رابعا : عوامل اقتصادية :
انخفاض الدخل لدى رب الاسرة , او فقدان الاسرة لعائلها بوفاه هذا العائل او هجرته لاسرته
خامسا : عوامل نفسية :
قد يكن هذا الشخص المرتكب للجريمة يتسم بالشخصية السيكوباتية المضادة للمجتمع
التى تميل الى الاجرام وضعف الضمير الاخلاقى والرغبة فى الاستغلال والغش والخداع والنصب والاحتيال والكذب والرغبة فى الانتقام
ويقال فى الشخص السيكوباتى ... ( انه يقتل ويضحك !!!)
مما يدل على عدم شعوره بالذنب على ضحاياه
وبعد ما تعرفنا سويا على مسببات ودوافع الجريمة
وساعدت بعض او جميع هذه الدوافع على ارتكاب الجريمة
ومن ثم عقاب المجرم بدخوله السجن وقضاء فترة عقابه فيه
وماذا بعد خروجه من جديد لمجتمعه ؟؟؟
يخرج هذا الشخص من عقاب السجن الى عقاب اكبر
عقاب المجتمع له
ليجد نفسه خرج من عقاب السجن لعقاب المجتمع .. فهو لايزال مقيد
الكل يتجنبه ويبتعد عنه
يخاف منه
ويتهامسون عليه
يشيرون اليه بحتقار
رافضين عودته من جديد
فإن كان شابا مقبل على الزواج ..... رفضته العوائل لان اسمه باللائحة السوادء
ان كان موظف بشركة او هيئة رسمية او حتى صاحب
اعمال حرة او حرفية ........ يفصل ويطرد من عمله
ان كان متزوج ........ قد تطلب منه زوجته الطلاق
لانها لا تريد ان تكمل مشوار حياتها مع شخص سيظل ينظر المجتمع له على انه مجرم بقية حياته
ان كان له ابناء ......... فانهم يتبرئون منه ويخجلون من كونه والدهم
ومن معايرة اصدقائهم لهم بسجن والدهم
دور المجتمع فى مساعدة السجين للتخلص من الاثار السلبية
بعد الخروج من السجن
والبداية مع اسرته الذى هو فى حاجتها الان اكثر من ذي قبل
والواجب عليها ان تخلصه من الاثار السلبية للسجن
لا ان تتخلى عنه فى معظم الاحوال
مرة اخرى لا اقبل تبرير الجريمة مهما كانت الاسباب وأؤكد ضرورة معاقبة المخطئ حسب حجم الموقف..
ولكن أيضاً لا اجد انه من الإنسانية ان يستمر العقاب مدى العمر...
فالمجتمع بأكمله يجب ان يدعم هذا الشخص فى هذه المرحلة الحرجة بالذات ويتعامل معه بشكل طبيعى
حتى لا يعود بشكل اكثر سلبية لسلوكه المنحرف
وبرغبة اقوى فى الانتقام من المجتمع
و مسؤولية المجتمع تجاه هؤلاءالاشخاص تتركز في اعطاء الثقة وفرصة العمل مع تدعيم البيئة الاجتماعية خاصة الأسرية
من حق هؤلاء علينا ان نعطيهم فرصة للبدء مرة اخرى والانطلاق نحو مساحات العطاء الأفضل دون ان نقيدهم بنظرة الاحتقار الشك
بما انهم قضوا فترة العقوبة فى السجن والذى يقوم على مبدأ الاصلاح والتهذيب
ان معظمنا يحتاج لتعزيز وتقوية مبدأ التسامح والعفو بداخلنا
بحيث نستطيع احتواء توبتهم والتعامل معهم بشكل طبيعى
وهمسة اخيرة
لنجعل شعارنا مع هؤلاء التسامح والعفو
(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)
يجب علينا ان ُنكف عن تقمص دورالقاضى الظالم الذى نمارسه مع هؤلاء الاشخاص طوال الوقت
ولا ننسى
أيضا حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم
” من لا يغفر لا يُغفر له “
. صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .
لنتعامل مع هذا الشخص
دوما بشكل انسانى طبيعى
ليضم المجتمع بين صفوفه شخص ايجابى ُمقبل على الحياه
ولنجعل شعارنا معه
انا نتقبلك بين صفوفنا وعفا الله عما سلف
فى امان الله احبتي
الروابط المفضلة