...
" إِنه فَتَى الكُهولْ ,لَه لسَانٌ سَؤُول,
وَقَلْبٌ عَقول "
"عمر بن الخطاب"
دَعَا له النبي -صَلى الله عَلَيهِ وَسَلم- وَهُوَ يُربت عَلَى كَتِفِه قَائِلا :
" اللهم فَقه فِي الدين وعَلمْهُ التأْوِيل"
إِنه حَبْرُ أُمة مُحمد , وأَعْلَمُهَا بِكِتَابِ الله , وَأَفْقَهُهَا بِتَأْوِيلِه , وَأَقْدَرُها
عَلَى النفُوذِ إِلَى أَغْوَارِه , وَإِدْرَاكِ مَرَامِيه وأسْرَارِه.
أَدْركَ الرسُولَ صَلَى الله عَليه وسَلم وَهُو غُلام وَلَو تَأَخر مِيلاَدُه قَلِيلا
لمَاَ شَرُفَ بِصُحبة رَسُول الله .
إِنه عَبْدُ الله بِنْ العَباس بِن عَبدِ المُطلِب رَضِي الله عَنْه
لَقدْ حَدثَ عَن نفسه قائلا :
هَم الرَسُول صَلواتُ الله وسَلاَمه عَليه بِالوُضوء ذَاتَ مَرة , فَمَا أَسْرَعَ أَن أَعددت لَه
المَاء فَسُر بِما صَنَعت وَلما هَم بالصَلاة أَشَار إِلي أَن أَقِف بِإزائِه أَي-بجانبه-
فَوَقَفتُ خَلفَه فَلَما انتَهت الصلاَة مَال عَلي وقال :
مَامَنعك أَن تَكُون بِإزَائْي يَاعَبد الله ؟!
فقلت :
أَنَت أَجَل وَأَعز مِن أَن أُوَازِيكَ يَارَسُولَ الله .
فرفع يديه إلى السماء وقال :
"اللهم آته الحِكْمَة"
وقَد اسْتَجَاب الله دُعَاء نَبيه عَليه الصلاَة والسلاَم فآتى الغُلامَ الهَاشمي مَافاَقَ أسَاطِين الحُكَماء
كَانَ يَبلُغ مِنَ السن ثَلاثَ عَشرَة سَنة
لكِنه لَمْ يُضَيع مِن طُفُولَته الوَاعِية شَيئا بَل كَانَ عَظِيما رُغمَ صِغر سِنه وَحَدَاثتِه
بَعْد ذَهابِ الرسُولصَلى الله عَلَيه وسَلمإِلَى الرفِيقِ الأَعْلَى حَرِص عَلى أَن يَتعلمَ مِن
أَصْحَابِ رَسُولِ الله السابِقِين مَافَاتَه سَماعَه وَتعلمه مِن الرسُول نَفْسَه ..
فَجَعل مِن نَفْسِه
[عَلاَمَة إِسْتفهَام]
دَائِمة فَلا يَعرِف أَن فُلاَنا يَعرفُ حِكمَة أَو يَحفظُ حَديث إِلا
وَسَارَعَ إِلَيْه .
حَري بِنَا أَن نَتَخذه قُدوَة بَعدَ رَسُولِنَا الكَرِيم صَلَواتُ الله وَسَلاَمه عَلَيه
فَقَد كَان ذَا حِكْمَة تَفُوقُ حِكَم أَكَابِر الحُكَمَاء
حَري بِنَا أَنْ نَتخِذَه قُدوة في بَحْثِه عَن العِلْم , فَقَد كَانَ رِضوان الله عَلَيه
يمتَلِكُ عَقلا رَاجِحا يَدفَعه لفَحصِ كُل مَا يَسمَع فَهو لاَ يُعْنَى بِجمع المعلُومَات وَحَسب
بَل يُعْنَى بِفَحصِها وَفَحص مَصَادرها .
يَقُول عَن نَفْسِه :
" إِنْ كُنت لَأَسْأَلُ عَن الأَمرِ الوَاحِد , ثَلاثِينَ مِن أَصْحَاب رَسُولِ الله
صَلى الله عَلَيه وَسَلم "
رضي الله عنه وأرضاه
...
دافعوا عنهم
[بنهج منهجهم ,والسير على طريقهم ,
والإقتداء بهم ]
...
الروابط المفضلة