...
كثيرة هي الظواهر التي تحكم مجتمعاتنا،
والتي حين نناقشها، نتناولها بالمنطق،
وحين تصادفنا في حياتنا العملية، نستجيب بطريقة مختلفة تماما
أطرح هنا قضية: عندما تنجب الأم الولد ،
تقام الأفراح والليالي الملاح وعندما تكون
المولود بنت لا تسمع إلا عبارات التعزية والمواساة!!!!
مع إن هذا بعيد كل البعد عن ديننا الحنيف؟
كيف يمكن تفسير هذه الظاهرة وكيف يمكن تغيير
مفاهيمنا بهذه القضية ونحن في القرن ال21
...
فهذا الموضوع موضوع حساس تختلط فيه العادات
والتقاليد المختلفة وكذلك بعض الفهم الخاطئ أحيانا
للأمور الدينية وتفسير بعض الآيات القرآنية على
غير ما ورد به المقصود من نزولها ....
والبعض منهم يرى أن يربي البنت ويكبرها
وبعد ذلك يأتي نصيبها فتتزوج ويصبح الزوج أغلى من الأهل
والبعض يرى أن منفعة الولد أكبر من البنت....
والبعض الآخر قد يكون أنجب بنتا ( عقدت سماهم )
فأصابتهم قناعة داخلية بأن البنات لا خير منهم.....
والبعض يرى أن الولد هو الامتداد لاسم العائلة وهو
الذي يساعد الأب في أعماله وهو الذي يتولى تصريف
أمور البيت في غياب والده بينما ارتبطت
ولادة البنت بما يشبه المأساة للأسف.
...
وعلى النقيض من هذا نرى أن هناك بعض العائلات
توفر للبنت معاملة ( ممتازة وخاصة ) من والديها
عن باقي أخواتها الأولاد ، سبحان الله هل لأن البنت
بحد ذاتها تحبب بنفسها ولأنها أكثر حنان على والديها.

لهذا استضفنا في هذا اللقاء ضيفتنا الكريمة:
أم سهيل وسألناها هذا السؤال فأجابت:
أولا أقول حياكم الله
حيا الله الزهرات الحلوات
حب الولد والبنت يعتمد على شخصية الأهل
هذا من وجهة نظري عن نفسي تربيت في أسرة
لا تفرق بين الولد والبنت ولله الحمد
لكني اعرف عوائل تحابي البنت على حساب الولد
وتفرق بين الاولاد بالرغم من ان ذريتهم
اولاد وليس لديهم اي بنت لكن حتى بين الاولاد
الذكور انفسهم هناك تفرقة سمعت إحدى الأمهات تقول :
عندي أولاد لكن الشاطر اللي يحبب
نفسهم احبه اكثر واعطيه اكثر من غيره من اولادي .
انا اسمي هذه بقايا الجاهلية للأسف موجودة فينا
عن نفسي لدي ولدين وبنتين ولله الحمد
ابني البكر كان يستلطفني بكلمة انا ابنك
الوحيد اشتري لي هذا عند طلباته
الان انجبت له اخا , لكني لا افرق بينهم , فالبنت كالولد
, اربيهم واعلمهم بنفس الطريقة حتى في خدمة المنزل
لكن في بعض الاحيان عندما اقبل الصغار
منهم ياتون الكبار ويطلبون مني نفس الشيء
فافعله دون تردد , خوفا من اني افرق بينهم في التعامل
...

بينما تقول الفتاة ( نرجس 80):
نعم حبيبتي هذه الظاهرة للأسف منتشرة
في مجتمعاتنا العربية المسلمة ولها أسباب كثيرة
..وديننا الحنيف براء منها .فلقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن هذه التفرقة بل واوضح فضل ولادة البنت عند اهلها



فقال"من ولدت له أنثى فلم يؤدها، ولم يُهنها،
ولم يؤثر ولده - يعني الذكر - عليها أدخله الله بها الجنة"
رواه أبو داود وأحمد وابن أبي شيبة والبيهقي
...

وبعد ذلك سألناها هذا السؤال :
أن بعض الآباء يفضل ولده على ابنته
لأنه يحمل اسم أبيه أما البنت أن كثيرا من العادات
والتقاليد تمنعها من أشياء كثيرة فهل هذا صحيح ؟ ولماذا؟
كما ذكرت سابقا انا اسميها بقايا جاهلية
عن نفسي لم اعاصرها ولله الحمد ,
لكن سمعت احدى النسوة تقول ان في
عائلتها ان الرجل الذي ينجب ولدا هذا
رجل لو سمح لهم بعبادته لعبدوه .
افسر هذه التصرفات بانها حب بقاء فهم يحاربون
ويقاتلون ليستمر اسمهم ويدوم ولا تنقرض فصيلتهم
...

وأجابت ( نرجس 80):
التفضيل بين الأبناء الذكور والبنات فيه إساءة
للتربية قد تحمل البنت أثاره السيئة عند كبرها...
وكثيرا ما يؤدي إلى زرع بذور العداوة والبغضاء
وقطع لصلة الرحم وتفكك للأسرة
ولم تكن العادات يوما عائقا أمام الفتاة لتكون
متميزة عن الفتى إلا في المجتمعات الضيقة..
فكم من فتاة رفعت رأس أبويها عاليا بعلمها ووعيها
و علو همتها وكم من فتى رغّم أنف أهله في
التراب بفساده و عدم صلاحه فكان عارا على اسرته كلها.

...

بعد ذلك طرحنا عليها هذا السؤال :
هل تفضيل ابن على باقي الأبناء يؤثر في العلاقة بينهم؟
فأجابت:
سؤال مهم لانه فعلا يؤثر وبشكل قوي جدا
خاصة ان الابن المحبوب يتصرف
وكانه الملك يامر وينهي وياخذ ولا يعطي .
وقد صادفت عائلة تفضل الام فيها ابنها
على البنيات والابن يسب ويشتم ,
لكن الام لا تحب ان تقول
له انت غطلان وتلوم اخواته بانهم السبب.
...

بينما أجابت ( نرجس 80 ):
أكيد له الأثر البالغ على سلامتهم النفسية وعلى
سلوكاتهم الآنية والمستقبلية وعلى العلاقة الاسرية ككل..
فتفضيل أحد الابناء على من سواه يشعل القلب حقدا
وبغضا اتجاه الولد المحبوب من قبل إخوته مما يؤدي
إلى كرهه وربما اذيته مستقبلا
وفي قصة يوسف عليه السلام عبرة في ذلك

سألناها هذا السؤال الأخير والذي كما يلي:
كيف يمكن تغيير مفاهيمنا بهذه القضية
وخاصة ونحن في القرن ال21؟
تغيير المفاهيم يعتمد على فهم احاديث رسول الله
في تربية الابناء وطرق تعامله مع احفاده ,
وقصصه مع الصحابة في هذا الشأن .
فنبي الرحمة لم يترك لنا شيئا إلا ووجهنا له ووضح لنا أسبابه .
...

وقالت الفتاة نرجس 80:
تعاليم ديننا واضحة وبينة وصالحة
لكل زمان بإختلاف العصور
والحل في رأيي هو الرجوع لديننا الحنيف
ولتعالمه السمحاء فالعدل في الكون واجب
إلاهي فما بالك به في الاسرة وبين فلذات الاكباد.
قال تعالى" إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ
إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا"
الآية 58 النساء
...

وختاما نشكر ضيفتنا العزيزة أم سهيل
لرحابة صدرها وإعطائنا جزء من وقتها و نشكر الغالية ( نرجس 80) على مشاركتها في
هذا الحوار وجزاها الله خيرًا

بارك الله فيكِ سازو

أبدعتِ و تبارك الله

= )

آبدآع / يعطيكم العافيه ..