في طريق عودتي من المدرسة للبيت ...شاهدت مجموعة أولاد يتشاجرون ويشتمون
بعضهم ، ليتهم أطلقوا على أنفسهم أسماء الحيوانات لكن كل منهم كان يشتم أم زميله
وأبوه وتنطلق من أفواههم كلمات قذرة كالرصاص
وكثيرا ما أسمع بعض الآباء سامحهم الله يشتمون أولادهم وبناتهم بدون داعي وفي أي
وقت وكذلك بعض الأمهات لا يتوقفن عن توجيه الشتائم للصغار وبعض الأطفال بعمر 3
سنوات وهؤلاء رأيتهم بعيني وسمعتهم بأذني يشتمون الكبار وهم لا يعرفون معناها ولكن
لان الأهل يضحكون لهم يظنون أنها شيء جميل فيداومون عليها ليفاجئوا في يوم ما أنهم
يضربون ، فـلماذا يضربونهم وهم من علمهم الكلام الغير لائق .
وفي المدارس ومما سمعته ورأيته بعض المدرسات يتلفظن بكلمات تخجل الأذن من
سماعها ويقلن عبارات غير لائقة نهائيا. مع أنه من المفروض أنها مربية أجيال وأنها قدوة
للطالبات.
أين كلمة الله يهديك والله يصلح حالك بدل من توجيه الكلمات النابية والتي أصبحت ظاهرة
في المجتمع ونحن نسير في الطرق نسمع عبارات تشتم الذات الإلهية والعياذ بالله ولعل
قائلها يجهل أنه قد كفر عند تلفظه بذلك.
وأغلب الشتائم والألفاظ الجارحة دائما موجهه للأم والأخت والجدة والعمة والخالة .
ديننا الإسلامي نهانا عن الشتائم وتوجيه السباب من أجل أن تسود المحبة بين أفراد المجتمع
الإسلامي ،
السارق يعاقب بالسجن .. لماذا؟ لا يعاقب من يشتم الناس بالسجن أيضا ، لكي لا يتركوا
الغضب يدفعهم لشتم الآخرين.
والطفل من واجب والديه أن يعلماه الكلام الطيب وعلى الوالدين أن يكونا القدوة لأولادهم،
خاصة بعض الناس الذين يفرحون عند قيام أولادهم بشتم أولاد الناس ويعتبرون ذلك شيء
مفرح ويفتخرون بأن أولادهم أذكياء ويظنون أن اللسان الطويل يدل على الشطارة ولعلهم
لم يسمعوا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام بأن الطفل يولد على الفطرة و أبواه يهودانه
أو ينصرانه أو يمجسانه..
- فقداستأذن رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: السام عليكم-
وكانوا يعنون بذلك الموت- أو يقولون: السِّلام عليكم- أي: الحجارة- فقالت عائشة رضي
الله عنها- وقد فطنت لما قالوا وكانت نبيهة ذكية- قالت : وعليكم السام واللعنة، وفي رواية:
عليكم السام ولعنة الله، وغضب الله عليكم، وفي رواية: عليكم السام والذام- أي: الموت
والذم- هذه الكلمات التي تلفظت بها في حق هؤلاء اليهود، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهوالمربي لزوجته: (يا عائشة ! لا تكوني فاحشة) وفي رواية: (مه يا عائشة ! فإن
الله عز وجل لا يحب الفحش والتفحش، قالت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: قد قلت: وعليكم) رد
بكلمة واحدة ليس فيها فحش ولاتفحش، وقال: (أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا؟).
الشتائم سلوك مرفوض مع أن البعض قد تعود هذا الأسلوب وهناك من يعبر عن إعجابه
بشخص ما ويقوم بمدحه بكلمة : ابن الـ...... ويختار من قاموس الشتائم أقذرها في حين
يضحك الآخرون.
ولا يخطر على بالهم أن رسولنا الكريم حثنا على عفة اللسان ونهانا عن قول الكلمات
المؤذية للأذن والنفس
وأوضح لنا بأننا يجب أن نسيطر على لساننا "إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر
اللسان فتقول: اتق اللّه فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا"
(رواه الترمذي)
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" (رواه
البخاري).
إذن لا نسب الناس كي لا نكسب عدواتهم.، ولكي لا نترك للشتائم فرصة أن تكون جزءاَ
من اللغة اليومية ونقوم بالاستغفار بدل إطلاق الشتائم التي إن بدأت لن تتوقف. وعلينا أن لا
ننسى اللسان العفيف هو لسان المسلم
استغفر الله ..استغفر الله ..... استغفر الله.....استغفر الله.....استغفر الله
وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم
الروابط المفضلة