الحياء...
الحياء زينة المرأة، ورأس مالها، فيه عزها وبه نحفظ كرامتها وشرف أهلها..
حيائك غاليتي هو كيان كامل يتجسد داخلكِ ينطق به سلوكك.. حركاتك وسكناتك.
فكيف حال الحياء عندك عزيزتي ؟!
نعلم جميعاً أن هذه الفترة من حياة الفتاة
هي فترة تغيرات شاملة وسريعة في النفس والجسد على حد سواء..
لأنها فترة نمو سريع تحدث إنقلابا شاملاً وتغيرات وتوتر ملحوظين بنسبة كبيرة.
هذا ما قد يفسر تغير طباع بعض الفتيات في هذه المرحلة .. فـ نقول فلانة فقدت حيائها..
فلا تجعلي عزيزتي التغيرات التي تحدُث في هذه المرحلة من عمركِ تُفقدك حيائك..
دعينا نغوص أكثر معاً في ماهية الحياء ؟!لنتعرف عن قرب على هذا الخلق النبيل الذي اتصف به خير خلق الله..
فقد وصفه الله عز وجل في القرآن الكريم فقال( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾ ) القلم.
وروي في الحديث عنه أنه قال ( إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق )
الحياء كما عرفه العلماء أنه إنقباض يجده الإنسان في نفسه عند الخوف
من فعل ما يعاب ويستقبح به.
والحياء نوعان :
أحدهما
فطري غريزي،جبل عليه صاحبه أي غير مكتسب يمنعه من ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق
ويحثه على مكارم الأخلاق فهو من خصال الإيمان
،عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الإيمان)
والثاني
مكتسب وذلك من معرفة الله وتعظيم شانه والدراية أنه مطّلع على السرائر والعالم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور
فهو من أعلى درجات الإحسان وأعلى خصال الإيمان.
والناس ينقسمون في القدر الحاصل بينهما كل حسب طبيعته وحسب ظروف نشأته..
الحياء غاليتي مأخوذْ من الحياة فقد قال بعض الفصحاء
" حياة الوجه بحيائه كحياة الغرس بمائه"
لكننا قد نصطدم في الواقع بمظاهر مخالفة، انعدم فيها الحياء ..
فلم يبقى لصاحبه ما يمنعه من ارتكابه القبيح والأخلاق الدنيئة،
فصار كأنه لا إيمان له والعياذُ بالله
........
فلا تكوني
+ / تلك الفتاة التي تتعالى ضحكاتها وكلماتها القبيحة في الطرقات وفي الباصات وفي الملاهي والمنتزهات..
+ / وتلك التي تخرج مرتدية ما يشف ويصف،
مُظهرة مفاتنها وهي في قمة التبرج والسفور
:
+/ وتلك الفتاة التي تفرح بمعاكسة الشبان لها،
لتعتز بأنوثتها وقد تتبادل معهم النظرات مبتسمة، معجبة بجمالها ورقتها،
:
+ /وتلك التي تقضي يومها في مشاهدة الأفلام المخلة بالأدب
وتقتني المجلات الفاضحة وتجتهد في مواقع الانترنت
بحثاً عن من تًحدثه من أصحاب النفوس المريضة والنفوس الأمارة بالسوء
:
+/ وتلك التي تخرج إلى الشواطئ، وتنزع عنها لباسها
بغرض الترفيه والاستجمام..أمام مرأى الناس جميعاً..
/
فلا تتمثلي أيتها المصون بإحداهن ..
وكوني كـ الجوهرة المكنونة [ عفتك في حيائك ]
ففي رواية عن رسول الله انه قال
" الحياء لا يأتي إلا بخير" وفي أخرى" الحياء خير كله .
كوني في الحياء كعائشة رضي الله عنها،
عندما دفن عمر بن الخطاب بجانب رسول الله، وأبوها أبو بكر الصديق ...
كانت تتحجب وتشد خمارها، فيقال لها لما يا عمتاه وأنت في بيتك؟
تقول إنه رجل غريب..
:::
كوني في الحياء كـ فاطمة رضي الله عنها
فلما مرضت مرض الموت الذي توفيت فيه
دخلت عليها أسماء بنت عميس تزورها وتعودها
فاشتكت لها فاطمة من النعش والكفن الذي يلتف فوق المرأة،
بعد موتها فيفصل أعضاء جسمها ..
{ اللهم استرنا فوق الأرض، واسترنا تحت الأرض،
واسترنا يوم العرض عليك، يوم لا ينفع مال ولا بنون،
إلا من أتى الله بقلب سليم...}
اللهم آمين
أوصيكِ
اخيتي بأن تستحيي من الله حق الحياء...
وأن تنمي في نفسك هذا الخلق الكريم ولن يكون ذلك إلا بتهذيب النفس
ومعرفة أخلاق رسول الله والإقتداء بها ومصاحبة الأخيار..
وفي الختامْ
ولله در من قال...
إذا المرء لم يلبس لباسا من التقى.....تقلب عريانا ولو كان كاسيا
وخير خصال المرء طاعة ربه.....ولا خير فيمن كان عاصيا
::::::::::::
الروابط المفضلة