أمي لا تفهم
جـاءت تشكو وهي حزينة .. قالت ..
-مشكلتي هـي أمي لا تفهمني هي لاتريد نحن دائماً علي خلاف
تصطدم آراؤنـا ثم نتباعد تباعد المشرق والمغـرب كانت تلـك
شكواها بثتها إليّ ثم مضت بعد يومين جاءني خبر مرضها فذهبت لزيارتها
فتحت لي أمها تأملتها بدت لي سيدة جامدة المشاعر صلبة الرأي
قادتني لغرفة أبنتها المريضة وفجأة تغير الحال رأيت في عينيها
حناناً دافقاً وبين يديها لهفة وعلي شفتيها شفقة وحباً غامراً لأبنتها
كانت تربت علي كتفيها وتقبل رأسها وهي تساعدها في جلستها
ثم أخذت تطعمها بيديها في عطف ورفق فابتسمتُ للفتاة ابتسامةً ذات
مغزى وقلت لها لما إنصرفت أمها - أرأيتِ -؟
ثمرة الفؤاد أنتِ
هكذا أنت لهما لوالديكِ أنتِ ثمرة الفؤاد كما وصفك الله تعالي
انتِ فلذة الكبد ومهجة القلب رغم كل شئ
وهذا ما يجب عليكِ أن تثقي فية وإن كنت تشكين
من عدم إحساسكِ بحبهما
فهما وإن حالت ضغوط الحياة ومسؤلياتها دون التعبير
عن ذلك الحب فهما يحباكِ أكثر من نفسهما فأنتِ
عندهما أغلى من الدنيا وما فيها
إسألي اليتيم
وإن كان لديكِ شك في حبهما لكِ وفضلهما عليكِ فاسألي أي يتيم
عما يفقدة في هذه الحياة إسأليه عن رغبتة في العطف وعطشه للحنان
ولا أنسي منظراً رأيته لمجموعة من الأطفال الأيتام
أنخلع قلبي من نظرة انكساار وخواء لاحت في أعينهم
فاشكري الله علي نعمتة أن وهبكِ والداً يرعاكِ وأماً تحنو عليكِ
كيف تعبا من أجلكِ؟
ما أعجب حب الوالدين لإبنهما فما هي أمكِ تعبتِ من أجلكِ
(حملتة أمة وهنا علي وهن)
فهي ضعيفة يمتص أبنها من جسدها وصحتها وتعاني في حمله
وتتألم عند ولادته وتسهر الليالي وتسودُّ جفونها وتذبل صحتها
وهي صابرة... بل سعيدة بذلك
ولا يشعر هو بما تعرضت له من آلام وتكبر الابنة وتتساءل
(ما الذي يتعبها في هذه الحياة؟ إعداد الطعام والتنظيف؟ أنا أقدر
علي فعل ذلك في ساعة واحدة)
وها هو الأب يعمل ويتعب من أجل لقمة يأكلها أولاده من أجل ملابس ولعب
وأدوات ومصاريف ولا يشعر الابن بعظم المسؤلية إلا بعد ما يصبح مسؤولاً
علي جلب الرزق لأبنائه
الروابط المفضلة