دروب عُرقوب
عاهدت قلمي أن يخط كلمات صادقة التعبير ، بليغة الفكرة ، رائعة التنسيق ، ولكنه في هذه الأيام صار هروب قفد سار في دروب عرقوب ، لاتلمه على ذلك ، حملته مالا طاقة له به ، فعجزت كلماته وحروفه وصف ذاك الرجل السليك تلميذ عرقوب . . .
لم يك عرقوب مدرسة للخير حتى يكون له هذا العدد المهول من التلاميذ ، إن عرقوب مدرسة لأكثر الأخلاق سوء .
أعذرني قارئي ..
فكيف لقلمي أو بالأصح كيف لي أن أصيغ ماعجزت أقلام العرب - والذين هم أكثر الناس فصاحة لسان وحسن بيان - عن التحذير منه ، وليس العرب خلت وحدهم فحسب بل من كانت له سمات النبل و الإباء ..
فحين تنظر معي لهذا العالم لحسبت أنا نحن المسلمون أقل تلاميذ تلك المدرسة ، ولكن الواقع لا يحكي ذلك أبداً ، فبرغم من أن ديننا ربانا ، إلا أنا تجهلنا ماسمعنا ، فلربما كان عرقوب وباء دب فينا فكنا لجراثيمه بيئة حاضنة ، دون أن نشعر بذلك ، لكننا شعرنا وما تحركنا ، سمعنا منادياً : إنه من مساوء الأخلاق فق عنك المرض ، فقلما وجدنا من حاول الوقوف فما يلبث قليلاً حتى يتهاوى ساقطاً ..
قارئ ..
لدي إحساس يقول أن دهشتك تزداد كلما زادت حروفي تعقيداً ، طرفك يقرأ الكلمات قد يعي مغازي بعضها والأخر لا .
إن عرقوب رجل عرفته العرب بكثير تخلفه عن المواعيد ، علم أنه في مساوئ الأخلاق ، لكنه على حاله باق ، وكم جاء من بعده تلميذ وتلميذ ..
فما بالنا نرى أناس قد قومهم الله بكامل فضله ونعمه ، أخذوا من النفاق خصالاً مازادتهم إلا نكثة سوداء في بياض .
وما بالنا نرى أناس قد أعطاهم الله دنياهم وحرمهم أخراهم كانوا أبعد منا عن صفة عرقوب .
وأخيراً أيها الناظر الناضر ..
كيف لنا أن نصنع وننتج دواء فيه شفاء لداء عرقوب قبل أن نرى ونطلع على ما قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ‘‘عضوا عليها بالنواجذ ‘‘
الروابط المفضلة