هذه أولى كتاباتي لوحْدي في هذا الرّكن أتمنى تعْجبكنّ
وﻷجْل لآلئ الجُمان أنا كتبت
..
يا أخي في اللهِ، هذا المسجدُ الأقصى جَريحْ
في سُكونِ الّليلِ – لو تسمعُ – كالطّفلِ يصيحْ
جُرحُهُ الغائِرُ لا تشبِهُهُ كلُّ الجروحْ
إنّهُ جُرحٌ أليمٌ داخلَ القلْبِ يقيحْ
إنّه جُرحُ بقايا أُمّةٍ
كانَ فيها عِزّةٌ تسمو وروحْ
تش تش تش ( صوت المطر )
في ليلة باردة وعاصفة تدق الساعة معلنة الحادية عشر
وقت النوم بالنسبة لها تنظر لترى ان القمر قد اكتمل
لتتذكر قبة المسجد الاقصى الذي لطالما شابه القمر
والذي يحط على تراب قد عشق دماء الشهداء
تدمع عيناها وتبكي بكاءً شديدا ممسكةً بصورة الاقصى الحزين
تدخل امها مفزوعة لسماع صوت بكائها تجلس بجانبها وتضمها الى صدرها
وتقول لها ما يبكيكِ بنيتي أأنتِ بخير ... !؟
وما هذه الصورة التي أغرقتها بدموعكِ ... !؟
أجيبي يا بنيتي فقلبي يحترقُ عليكِ
بعد ان هدأت تجيبها قائلة أما آن للأقصى أن يتحرر .... أمي؟!
لكن يعجز اللسان عن التكلم فتكتفي بتقبيل أمها تبتسمُ أمها وتخفف من ألمها ببعض الكلمات الحنونة
تغادر الغرفة مغلقةً الباب خلفها لكن بعد لحظات يُسْمع صوتَ دموعها
( تك تك ) التي تتساقط قطرةً قطرة لترتطم بقلادتها
التي حملت صورة الأقصى مع اسم الرب الأعلى متدفئة بين كفتيها ...
الساعة الثانية عشر ...
الساعة الواحدة ... وما زالت مستيقظة ...
الساعة الثانية ... لم تستطع النوم بعد
تخرج من فراشها والبرد شديد والجميع نائم والجو معتم
فلايوجد إلا ضوء منبعث من شمعة صغيرةٍ صفراء
تتجه لتفتح صنبور المياه لتتساقط القطرات كأنها متجمدة من كثرة البرودة
ومع ذلك لم يستطع الشّيطان إغرائها بأن تبْقى بفراشها الدافيء
لتنام تاركةً الأقصى خلْفها ( الحمْد لله ) ...
تحملت البرودة لتتوضأ وترْتدي ملابس الصّلاة
وتصلي داعيةً للأقْصى في كلّ سجود ...
آمين ... آمين
والصّلاة والسّلام على أشْرف الأنْبياء والمرْسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحْبه أجْمعين
هكذا أنْهت دعائها ... فتذهب لتخْلد للنوْم
وما زال جرْح قلْبها ينْزف دماً وسيبْقى كذلك حتى ترى الأقْصى حرّاً وليْس أسيراً
يا ترى ... !؟
أستبْقى هكذا حال الأمّة ... !؟
لنرْفع الرّايات ...
ونتكاتف ...
لنصْرة الأقْصى الحزين
لا والله لنْ ننْساكَ يا أقْصانا الحبيب
سنعطرّ ترابكَ بالدّماء الطّاهر النقيّ
وسيُهْزم كل من وطأ ثراكَ من اليهود الجبناء
عذراً أخيتي قدْ لا تسْتطيعين أنْ تحرري الأقْصى بنفْسك
ولكن لكِ ربٌّ مجيب للدّعوات فالْتجئي إليْهِ واسْتغْفريه
واجْعلي للأقْصى نصيباً منْ دعائكِ
..
بقلم رحيق الفرْدوس
..
الروابط المفضلة