| قراءة:8175 فإنّ مما يعاني منه كثير من الناس ظهور الميوعة وآثار التّرف في شخصيات أولادهم، ولمعرفة حلّ هذه المشكلة لابد من الإجابة على السّؤال التالي : كيف ننمي عوامل الرّجولة في شخصيات أطفالنا؟ إن موضوع هذا السؤال هو من المشكلات التّربوية الكبيرة في هذا العصر، وهناك عدّة حلول إسلامية وعوامل شرعية لتنمية الرّجولة في شخصية الطّفل، ومن ذلك ما يلي : الـتـكـنـيـة مناداة
الصغير بأبي فلان أو الصغيرة
بأمّ فلان ينمّي الإحساس
بالمسئولية، ويُشعر الطّفل
بأنّه أكبر من سنّه فيزداد نضجه،
ويرتقي بشعوره عن مستوى الطفولة
المعتاد، ويحسّ بمشابهته
للكبار، وقد كان النبي r يكنّي
الصّغار؛ فعَنْ أَنَسٍ t قَالَ :
"كَانَ النَّبِيُّ r أَحْسَنَ
النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي
أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو
عُمَيْرٍ – قَالَ : أَحسبُهُ
فَطِيمًا – وَكَانَ إِذَا جَاءَ
قَالَ : يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا
فَعَلَ النُّغَيْرُ؟! ( طائر
صغير كان يلعب به ) [ رواه البخاري
5735 ] . أخذه للمجامع العامة وإجلاسه مع الكبار وهذا مما يلقّح فهمه ويزيد في عقله، ويحمله على محاكاة الكبار، ويرفعه عن الاستغراق في اللهو واللعب، وكذا كان الصحابة يصحبون أولادهم إلى مجلس النبي ومن القصص في ذلك : ما جاء عن مُعَاوِيَةَ بن قُرَّة عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ يَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ .. الحديث" [ رواه النسائي وصححه الألباني في أحكام الجنائز]. تحديثهم عن بطولات السابقين واللاحقين والمعارك ا لإسلامية وانتصار ات المسلمين لتعظم
الشجاعة في نفوسهم، وهي من أهم
صفات الرجولة، وكان للزبير بن
العوام t طفلان أشهد أحدهما بعضَ
المعارك، وكان الآخر يلعب بآثار
الجروح القديمة في كتف أبيه كما
جاءت الرواية عن عروة بن الزبير
"أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ
اللَّهِ r قَالُوا لِلزُّبَيْرِ
يَوْمَ الْيَرْمُوكِ : أَلا
تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ؟
فَقَالَ : إِنِّي إِنْ شَدَدْتُ
كَذَبْتُمْ . فَقَالُوا : لا
نَفْعَلُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ
( أي على الروم ) حَتَّى شَقَّ
صُفُوفَهُمْ فَجَاوَزَهُمْ
وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ
رَجَعَ مُقْبِلاً فَأَخَذُوا (
أي الروم ) بِلِجَامِهِ ( أي لجام
الفرس ) فَضَرَبُوهُ
ضَرْبَتَيْنِ عَلَى عَاتِقِهِ
بَيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ
ضُرِبَهَا يَوْمَ بَدْر، قَالَ
عُرْوَةُ : كُنْتُ أُدْخِلُ
أَصَابِعِي فِي تِلْكَ
الضَّرَبَاتِ أَلْعَبُ وَأَنَا
صَغِيرٌ . قَالَ عُرْوَةُ :
وَكَانَ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ
ابْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ
وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ
فَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ
وَوَكَّلَ بِهِ رَجُلاً" [
رواه البخاري رقم 3678 ] . تعليمه الأدب مع الكبار ومن جملة ذلك ما رواه أَبو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ: يُسلِّمُ الصَّغِيرُ على الكبِيرِ، والمارُّ على القاعِدِ، والقليلُ على الكثِيرِ" [ رواه البخاري : 5736 ] . إعطاء الصغير قدره وقيمته في المجالس ومما يوضّح ذلك الحديث التالي : عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : أُتِيَ النَّبِيُّ r بِقَدَحٍ فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلامٌ أَصْغَرُ الْقَوْمِ وَالأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارهِ فَقَالَ : يَا غُلامُ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ الأشْيَاخَ؟ قَالَ : مَا كُنْتُ لأوثِرَ بِفَضْلِي مِنْكَ أَحَدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ " [ رواه البخاري 2180 ] . تعليمهم الرياضات الرجولية كالرماية والسباحة وركوب الخيل وجاء عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ أَنْ عَلِّمُوا غِلْمَانَكُمْ الْعَوْمَ . [ رواه الإمام أحمد في أول مسند عمر بن الخطاب ] .
تجنب إهانته خاصة أمام الآخرين عدم احتقار أفكاره وتشجيعه على المشاركة إعطاؤه قدره وإشعاره بأهميته
وهناك وسائل أخرى لتنمية الرجولة لدى الأطفال منها :
|
أرسلي مقالكِ | راسلنا | الأكثر قراءة | أعلن معنا | أرسل لصديقك |
lakii.com© 2017. All Rights Reserved |